لعبة النسيان .. هل رقية ساذجة أم المشاهد؟!
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اتفقنا منذ بداية عرض مسلسل“لعبة النسيان” أنه إما أن يخرج بتيمة فقدان الذاكرة المتكررة لأحداث جديدة وغير متوقعة للمشاهد، أو يسقط في فخ التكرار ويصبح في طي النسيان.
المسلسل وقع في فخ آخر وقعت فيه أغلب مسلسلات دراما رمضان، المط وتكرار بعض المشاهد وحشو البعض الآخر، كأن تصل بعد المشاهد لأكثر من خمس دقائق كمشهد الاحتفال بابن نادر الشيال.
فكما تكررت مشاهد مواجهات رقية بماضيها بحلقات سابقة، المُشاهد يواجه دموعها والتيه الذي تعانيه بعد محاولات ساذجة للتذكر لا تقع فيها واحدة مثل رقية بعد كل ما تذكرته عن أهل زوجها.
كانت رقية تمشي بسكة ما تُقربها من اكتشاف الحقيقة حتى ظهر لها شخص آخر رمى لها صورة جعلتها تبحث عن سر قصة أخرى، وإن لم يكن هناك ربط جيد بين هذا الحدث وبقية أحداث المسلسل سيقع المسلسل في مشكلة كبيرة.
https://www.youtube.com/watch?v=HHGlGav5YJk&t=4s
المشاهد المتكررة من نحيب وبكاء وتشنجات تجعل “دينا الشربيني” تفتعل هذه المشاعر، فيما كانت المشاهد التي ينتظرها منها الجمهور جيدة جدًا، خاصة مشاهد مواجهاتها مع يحي الشيال الذي يلعب دوره الفنان “محمول قابيل.
هل رقية ساذجة أم المشاهد؟
حذرت الطبيبة النفسية رقية من محاولة سؤال أشخاص مروا بحياتها عن علاقتها بهم، أو عن ذكريات لا تتذكرها؛ لأن ربما كذب عليها أحدهم عن عمد، وجعلها تصدق أشياء عن نفسها لم تحدث. كانت الطبيبة تحمل نوايا سليمة أم لا فهي على حق.
كيف يصدق المشاهد أن تثق رقية بالمستشار القانوني لنادر الشيال؟ وتذهب لتسأله إذا كان يعرف المحامي خالد وهدان؟..كيف تسأل شخص كهذا عن خالد وهدان الذي يعرف الجميع عن طريق حادثة حقيقية كانت أم ملفقة أنه كان عشيقها؟
تسأله على أمل أن يذكرها لم أرادت مقابلته من قبل، وكأنه لو يحمل سرًا يجعلها تصل لمفتاح الأزمة سيجيب بمنتهى البساطة وهو يعمل مع نادر الشيال، وخاصة وقد اكتشفت أن نادر له مصلحة ما لتضليلها وجعلها تتناسى الماضي وتصدق فقط منه خيانتها لأخيه.
يمكن أن يبتلع المشاهد سذاجة رقية عندما ذهبت لسكرتيرة زوجها أكثر من مرة وحدها، رغم علمها بخطورة ما تفعل وخاصة بعد اكتشافها أن من عاشرتهم ببيت واحدة لا يتمتعون بجناحات الملائكة، فماذا عن الأغراب الذين مروا بحياتها بمصائب تكتشفها بالتدريج؟
بعدما قررت رقية التعاون مع عمرو وهدان ” أحمد داود” ومراقبة سكرتيرة زوجها عن بعد بدأنا نشعر أن هناك شيء من الحكمة في تتبع ذكريات رقية، ولكن عودتها للتخبط وسؤال طوب الأرض عن ماضيها ومشاهد انهيارها المتكرر جعل المسلسل في منطقة المط غير المفهومة.
بدأت رقية مع اكتشاف الحقائق التماسك واسترجاع ثقتها بنفسها، وهذه الأفعال الغبية لا تتناسب مع الشخصية التي أصبحت عليها مع الأحداث، مما يجعلنا نتسائل:
هل رقية ساذجة؟ أم صناع العمل يؤمنون بسذاجة المُشاهد؟!..بالتأكيد لا يخفى على أحد ذكاء المشاهد وخاصة بعد تدوين ملاحظته عن المسلسل بمواقع الوسشيال ميديا، فنأمل أن تستمر الأحداث في طريق يناسب الحلقات الأولى المتماسكة من المسلسل، ونتمنى له النجاح في السباق الرمضاني.
اقرأ ايضا
بعد مكالمة يسرا لها طنط نبيلة تستحق لقب المشاهدة المثالية
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال