للفن الخليجي طعم مختلف.. حكاية أبو بكر سالم ثاني أجمل صوت في العالم
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لدي قناعة كبيرة أن من لا يحب الاستماع على الغناء الخليجي من منطلق صعوبة فهم الكلمات هو الخاسر، وهذا لا يعني أن الألحان الخليجية أفضل من الألحان المصرية الأكثر انتشاراً في الوطن العربي، ولكن الحقيقي السر لا يكمن في الألحان من الأساس إنما في الأصوات الخليجية المميزة للغاية، وإذا كنت لا تشعر بأنك سوف تستمتع بالغناء الخليجي عليك فقط سماع إحدى أغنيات الفنان أبو بكر سالم الذي تم تصنيفه بـ”ثاني أفضل صوت في العالم”.
بداية مشوار أبو بكر سالم
كانت بداية أبو بكر سالم في عالم الفن عندما اشتهر بعذوبة صوته في إلقاء الأناشيد الدينية وكان في هذا الوقت شابا في العشرين من عمره يعمل مدرساً للغة العربية في بلاده الأم “اليمن” ولكنه اختار الفن طريق له وترك كل شيء باحثاً عن الشهرة كمطرب خليجي، وعلى الرغم من تعرف الجماهير عليه كمطرب سعودي، إلا أنه جنسيته الأساسية هي اليمانية، حيث كان ميلاده في مدينة حضر موت عام 1939 ودرس علوم الفقه وهو في الـ13 من عمره مما جعله يتقن اللغة العربية.
ورغم عمله في تدريس اللغة العربية قرر أبو بكر وهو في الـ 17 من عمره أن ينتقل من مدينة حضرموت إلى عدن لدخول عالم الغناء الاحترافي، وبالفعل قام بتسجيل أول أغنية له في عام 1956 باسم “يا ورد يا محلا جمالك” وساعده في بداية طريقه الفني الفنان محمد مرشد ناجي وهو واحد من أهم مطربين الخليج، وكانت خطوات أبو بكر ثابته وسريعة جداً بالمقارنة بسنه الصغيرة، فعندما أكمل عامه الـ 19 بدأ رحلة انتشاره خارج اليمن وسافر على لبنان التي كانت مساحة انتشار للفنانين الخليجيين في كل الوطن العربي، وتعرف هناك على أساتذة الفن والطرب في هذه الفترة وكان على رأسهم الفنان نجاح سلام الذي قدم معه واحدة من أشهر أغنياته وهي “من نظرتك يا زين”.
رحلة أبو بكر سالم للسعودية والانطلاقة الحقيقية
في بداية الستينيات قرر أبو بكر سالم الانتقال إلى جدة وتقديم الأغاني الخليجية هناك بعد أن حصل على قدر لا بأس به من الشهرة هناك بسبب غنائه في لبنان، وبالفعل سافر إلى جدة واستقر هناك وقدم عددا كبيرا من الأغنيات الوطنية السعودية بعد أن حصل على جنسية المملكة وأصبح مواطنا سعوديا وظل مقيما هناك حتى وفاته.
أبو بكر سالم والجوائز
على الرغم من أنه لم يكمل تعليمه الجامعي، إلا أنه حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة حضرموت في عام 1989، وكذلك حصل على عدد من الجوائز من دول عربية وأوروبية على رأسهم “جائزة منظمة اليونسكو التي منح من خلالها لقب ثاني أفضل صوت في العالم” وكذلك كرم في الإمارات ومنحه الشيخ زايد آل نهيان سيفا من الذهب تكريم له.
وفي عام 2017 رحل ثاني أفضل صوت في العالم عن عالمنا عن عمر 78 عاما، ولكن هناك قاعدة تقول أن الفنان لا يموت حتى وإن رحل بجسده عن عالمنا فإن أعماله ستظل خالدة إلى الأبد، وهذا بالفعل ما حدث مع أبو بكر سالم.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال