همتك نعدل الكفة
1٬758   مشاهدة  

“ابن البيطار” أول صيدلي في التاريخ أسس العلاج بالنباتات وتوفى بالدواء الذي اخترعه

ابن البيطار


الجميع يُصاب بالأمراض وبغض النظر عن شدتها أو ضعفها، ولكننا نلجأ دائمًا لتناول الأودية الطبية، والعقاقير التي تكسبنا مناعة ضد المرض، ومع انتشار فيروس كورونا في الفترة الحالية في جميع أرجاء العالم، توجهت الأنظار على الفور لشركات الأدوية والصيادلة، في رجاء لسرعة إيجاد المصل المناسب للفيروس وإنقاذ الملايين، ولكن هل فكرنا يومًا من أين جاءت فكرة الأدوية ومن هو مُخترعها ؟، إنه العبقري “ابن البيطار” أول صيدلي في التاريخ حيث أنه كان أول من قام بتركيب الدواء واستخدامه لأغراض علاجية.

ميلاده ونشأته

وُلد “ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي” المُلقب بـ “ابن البيطار” في عام 593هـ، في مدينة مالقة الأندلسية إسبانيا حاليًا، وكان لابن البيطار شخصية ساحرة وعُرف عنه التقوى والورع وحُسن الخُلق، كان راغبًا في العلم لآخر أيام حياته، وكان على دراية كبيرة بعلم النبات، وهو كان يعتبر علاّمة ذلك العصر، حيث كان الوحيد تقريبًا الذي تمكن من معرفة النباتات بدقة، وعلم أماكن ظهورها، ومواعيدها، وأسمائها وخصائصها.

إنجازاته العلمية

يُعد البيطار أول مُعالج بالنباتات في التاريخ حيث كان يستخلص مادة من بذور نبات الخِلة الشهير في علاج مرض البُهاق المُزمن، ويعرض المريض بعد أن يتناول هذه المادة للشمس لمدة ساعتين حتى يتصبب عرقًا، وكان البيطار هو أول من أرسى نظرية أن الجلد الذي اصابه البقع يكون من الصعب علاجه فوق النتوءات العظمية.

وكان البيطار من أوائل العلماء الذين أكدوا على أهمية التجربة والقياس لمعرفة مدى نجاح العلاجات المختلفة، كما نوه إلى ضرورة الاهتمام باستخدام القدر المناسب من العلاج فلا إفراط ولا تفريط.

وخلال رحلة بحثه عن البدائل الطبية العلاجية استخدم نباتات وأعشاب ذات أصول حيوانية وليست نباتية فقط، فقد كان يؤمن إيمانًا شديدًا بأهمية البحث عن العلاج وتطويره ليصبح صالحًا لشفاء الأمراض مهما كان مصدره.

تلاميذ ابن البيطار

تتلمذ على يد البيطار عدد كبير من أشهر العُلماء في التاريخ مثل “أبو العباس بن الرومية النباتي” والذي شرب من مُعلمه علم النباتات وأصبح صيدلانيًا شهيرًا في مدينة إشبيلية الأندلسية، وأيضًا “ابن الحجاج الإشبيلي” الذي كان من أفضل تلامذة ابن البيطار، وتخصص في مجال الفلاحة ورعاية الحيوانات وعلاج أمراضها، بالإضافة إلى العشاب “عبدالله بن صالح الكتامي” العالم الأندلسي الذي عاش في بلاد مراكش فترة طويلة من الزمن، وتخصص في علم الأعشاب والأدوية.

مؤلفات ابن البيطار

يوجد لابن البيطار العديد من المؤلفات التي تُعد كنز في علم النباتات، الطب، الكيمياء وغيرها من العلوم الأخرى، ومن أكثر تلك المؤلفات شُهرة وقيمة علمية، ذلك المرجع الذي كان دليلًا للكثير من العلماء في علم الأدوية، كتاب “الجامع لمُفردات الأدوية والأغذية” جمع الكتاب العديد من الوصفات الطبية الهامة، بالإضافة إلى خلاصة الخبرات الإغريقية والعربية والعالمية في علم الأدوية وأصول العلاج.

ويوجد العديد من المراجع الأخرى الهامة مثل “المُغني في الأدوية المفردة”، “الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام”، “تفسير كتاب ديسقوريدوس”، “رسالة في تداوي السموم”، “ميزان الطبيب”، و”كتاب الأقرباذين” الذي يحتوي على أسماء لنباتات، حيوانات، معادن وجميع الأشياء التي قد تحمل خصائص دوائية وعلاجية.

إقرأ أيضا
الطريقة التيجانية

وفاته

توفى ابن البيطار في عام 646 هـ، بمدينة دمشق عن عمر يناهز الـواحد وخمسون عامًا فقط، وكان وقتها في معمله يقوم بتجربة دواء جديد على أحد النباتات العلاجية، وتسرب غاز سام من الإناء الذي يحضر فيه العلاج إليه، وتوفى في الحال.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان