التفرقة بالمعاملة تشعل جرائم البرنس ولعبة النسيان
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بين مشاهدتي لمسلسل “لعبة النسيان“ ومسلسل “البرنس” وجدت أن ما أشعل الأحداث الإجرامية بالمسلسلين أسلوب من أشهر أساليب التربية الخاطئة مع الأبناء.
أسلوب التفرقة بالمعاملة، و هو أسلوب شائع أثناء التعامل مع الأطفال، فيفرق بعض الأهالي في التربية بين الولد والبنت، ويعطيان للولد الفرص بصلاحيات أكبر، أو يفرقون بين الصغير والكبير. وملاحظة الطفل أن والديه يميزان أحد الإخوة يجعله يستشعر بالحسرة والقهر، ويضعف ثقته بنفسه.
مسلسل البرنس
تعاطف المشاهد لمرة واحدة مع فتحي “أحمد زاهر” عندما حكى تاريخ طفولته مع رضوان لزوجته فدوى، و حكى تفاصيل التفرقة بالمعاملة التي تلقاها من أبيه بينه وبين هذا الصغير منذ ولادته وقبل أن يفقد أمه.
كبر الغل بصدر فتحي، وأصبح كل ما يتذكره عن أخيه غير الشقيق هو معاملة والده له بحب أكبر، وكيف كان يخلق كل المبررات لهذه التفرقة في المعاملة بينه وبين أخوته.
لا يوجد مبرر للوقاحة بالتأكيد ولا للأفعال الإجرامية، ونحن من نصنع من المعاناة درسًا للشعور بالأخرين أو دافعًا للأذى، ولكن كان أسلوب التربية الخاطىء ضمن أسباب تكوين شخصية فتحي السفاح.
لعبة النسيان
نادر الشيال “علي قاسم” بمسلسل لعبة النسيان عاش نفس معاناة فتحي بمسلسل البرنس، وفرق أبوه يحي الشيال بينه وبين أخيه الأكبر أمجد ووضع صلاحيات شركاته بيده، وصدر له الرصيد الأكبر من الحب.
بمشهد محدد تعرف فيه المشاهد عن أثر التفرقة بالمعاملة على نادر، حمل نادر طفله الأول وسرح في طفولته الصعبة وكيف فرق أبوه بينه وبين أمجد بالمعاملة، ووعد صغيره ألا يفرق بينه وبين أي من أخوته بالمستقبل.
غل نادر ما دفعه لارتكاب جريمة لا نعلم كل أركانها حتى الآن، ولكن أصبحت الخيوط واضحة أن نادر كبر بداخله الغل من أخيه وجعله يشارك في جريمة بشعة مع طبيبة رقية كي لا تتذكر الماضي المتورط بأحداثه.
أساليب التربية خاطئة كثيرة، ويمارسها الكثير من الأهالي دون وعي تام بما يفعلونه بنفسية أبنائهم، وربما بدافع الحب أحيانًا، ولكن ما يحمله المرء من ذكريات الطفولة عن أسلوب معاملة أهله يسيطر على سلوكياته دون وعي أيضًا.
نحن لا ننسى الأذى الذي لحق بنا من مدرس ما بالفصل، أو طفل ثقيل الدم تنمر على مظهرنا بالمدرسة، وعند معاملة الأهل يكون الأذى أكبر، وتلتصق الذكريات بنا ولا تتركنا بسهولة.
نادر وفتحي ليسوا ضحايا سوى لغرورهم وأنانيتهم، ولكن هذا لا يمنعنا أن ننتبه للأسباب التي تدفع بالكراهية بين الأخوة، وأن نكون أكثر وعيًا لأساليب التربية الخاطئة وعلى رأسهم التفرقة بالمعاملة.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال