لعبة النسيان .. هل أثر تغيير المخرج على أداء الممثلين؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تعرض مسلسل “لعبة النسيان” لمشكلة بانسحاب المخرج هاني خليفة من العمل بعد إخراجه لعدد من الحلقات، وتم الاستعانة بوحدتين للإخراج لكل من المخرج أحمد شفيق وتامر عشري لاستكمال المسلسل، وقد كان تم الاتفاق قبل انسحاب هاني خليفة مع المخرج سامح عبد العزيز واعتذر أيضًا عن العمل.
ما نراه من أداء الممثلين بلعبة النسيان على الأغلب قد تأثر بهذه التحركات والتغيرات للمخرجين؛ فأحمد داود على سبيل المثال بهذا المسلسل لا يمت بصلة بأحمد داود الذي نعرفه.
أحمد داود
يلعب الفنان “أحمد داود” دورين بهذا المسلسل؛ دور خالد وهدان وأخوه عمرو وهدان، واللعب على أدوار التوائم ليس بالسهل بكل تأكيد، ولكننا رأينا مشكلات بالأداء لم نتوقعها من ممثل مجتهد مثل داود.
لا أعرف من وجه أحمد داود من المخرجين أن تكون شخصية خالد وهدان بهذا الخجل؟..وأن يتلعثم في الكلام حين التوتر، فخالد محامي وغير مقنع بالمرة أن يتلعثم المحامي بالكلام عندما يتوتر!..أو يكون بهذا الخجل.
مع الأسف صاحبت أحمد داود لزمة جسدية مؤخرًا وهي حركة رقبته، فيحرك رقبته لليسار وللأسفل عند الخجل بالدورين!..ورأينا عمرو هو الآخر مع الوقت يقوم بنفس الحركة بلا أي مبرر.
حضور أحمد داود بهذا المسلسل باهت، وليس معنى شعوره بالحيرة ألا يصلنا منه مشاعر معظم الوقت ونرى تعابير باردة على الشاشة، وهذا يؤكد أن مشكلة تغير المخرج أثرت عليه.
علي قاسم
أداء علي قاسم جيد، ولكن ليس المتوقع منه أو عادته، فبمشاهد عديدة تتطلب رؤية أكثر من تعبير وإظهار مشاعر مختلفة، يصدر نفس الوجه الجامد للرجل الغامض الذي يحمل سرًا لا نعرفه، فيما حتى الرجل الغامض يحزن ويبتسم ويغضب.
علي قاسم من الوجوه الشابة المجتهدة والذي تفائل بها النقاد خاصة بعد دوره بمسلسل “طايع” وأدائه بهذا المسلسل بين المتوسط والجيد يجعلنا نعود لمشكلة تغير المخرج ودوره في توجيه الممثلين.
دينا الشربيني
بأول 15 حلقة تقريبًا من لعبة النسيان كنا نرى مجهودًا ملحوظًا من دينا الشربيني في أدائها، وهزت مشاعر المشاهدين بمشهدها عندما رأت طفلها لأول مرة وانهارت لعدم تذكرها لشكله وما أصبح عليه.
كان مجهودها واضحًا في تأدية دور رقية الأخصائية الاجتماعية الهادئة الطباع بمشاهد الفلاش باك، ورقية التي نست أخر ست سنوات من حياتها، ورقية التي تمردت على حياتها وشخصيتها الهادئة بمشاهد الفلاش باك أيضًا.
بانصف الثاني من حلقات المسلسل أصبح أداء دينا الشربيني بين المتوسط والمفتعل، ورأينا غضبًا مبالغا فيه وبتحريك نفس الإصبع، فنجد السبابة يتجه في نفس الاتجاه وبنفس انفعالات وجهها المتكررة المفتعلة
دينا الشربيني من الفنانين الذين يجتهدون أيضًا ويحاولون التطور، والتغير الواضح بأدائها في النصف الثاني من حلقات المسلسل يجعلنا نضع علامات استفهام أخرى حول مشكلة تغير المخرج.
على الممثل بالتأكيد الاجتهاد ومحاولة تقمص الشخصية بكل ما يستطيع من أدوات وموهبة، ولكن دور المخرج في توجيه الممثلين، والعمل على إخراج أفضل أداء منهم، وما لاحظناه من التغيير بأداء هؤلاء الممثلين الذين يلعبون أهم الأدوار بالمسلسل يجعلنا نتوقف عند مشكلة الإخراج ككل بهذا المسلسل.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال