أمين الدشناوي ..”ريحانة المداحين” المجذوب الذي غنى على كرسي كوكب الشرق
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
نائمًا يمدح، ماشيًا يمدح، فهو مداحًا لا منشدًا، جُذب للمديح وهو لا يزال طفلًا في سن الثامنة، واظب على مجالس الذكر مع الأحباب في بلده “دشنا” بمحافظة قنا لقراءة الأحزاب الصوفية، وفي أثناء إنشاء مصنع السكر سمعه المهندسين الأجانب، فبدأو يطلبون سماع صوت هذا الولد الصغير، فيجلس على كرسي عالي ويمدح. إلى أن سافر للقاهرة وكما يسميها “الرحلة الثانية” في عام 1978.
الأثر الأكبر
في حوار تلفزيوني للشيخ أمين الدشناوي، اعترف بفضل الشيخ أحمد أبو الحسن على مسيرته، قال: ” هو اللي خلاني أمين الدشناوي، قلب كياني”.
الشيخ أحمد أبو الحسن تلميذ الشيخ أبو الفتوح العربي الإدريس المغربي، نزل الصعيد فأصلح بين الناس في معارك الثأر والقتل بين العائلات والقبائل، فرافقه الشيخ “أمين” لمدة 105 يوم، وترك زوجته بمفردها بعد زواجه منها لمدة ثلاثة أيام، قال”الدشناوي” في حواره ببرنامج “آخر النهار” مع الإعلامي محمد دسوقي رشدي : البلد اللي كنا بنروحها، تطلع معانا على البلد اللي هنروحها بعد كده”.
وفي إحدى الجولات في مدرسة من إحدى مدارس الصعيد لعقد صلح بين إحدى العائلات الكبيرة، فحدث ما يصفه الشيخ أمين الدشناوي “فوق العقل والمنطق”، حيث وقف الشيخ أحمد أبو الحسن يحدث الناس عن الحب وذكرها بواقعة الإسراء والمعراج وفجأة قطع الحديث وقال ” من تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأُسد في أجامهم تجمِ” كررهها الشيخ “أبو الحسن” مرتين، ثم قال فجأة “إرجع يا ولد” وخرجت طلقة رصاص وتبعتها طلقات، وكان المشهد أشبه بحرب أكتوبر، الجميع نيام على الأرض خوفًا من الرصاص، فدخل الشيخ “أبو الحسن” المدرسة ليحتمي، لكن الشيخ أمر “الدشناوي” بالمديح : “إطلع إمدح” فتعجب “الدشناوي” لكنه خرج و “خترف” لم يكن يعي ما يقول، وبعدها تم الصلح بين العائلات، واعتذر الناس للشيخ أبو الحسن المغربي.
نبوءة
كان الشيخ أمين الدشناوي يسافر مع رفاقه خلال القطار، وعندما يقترب الكمساري، يطلب منه أحد أصدقائه “هزّ” الرِق، وبعد تكرار الموقف، استفسر “الدشناوي” من صديقه عن هذا الطلب، فقال له صديقه ” يعني إحنا شحاتين، فالكمساري مبياخدش مننا فلوس”، انفعل “الدشناوي” وذهب لشيخه “العربي” في الخلوة التي لم يغادرها لمدة 15 عامًا، وعبّر له عن غيظه مما حدث، فرد “العربي” : ” الرِق اللي إنت مستعار منه ده، بكره هيبقى في شنطه تفتح وتقفل برقم”.
الشيخ “العربي الإدريسي” تنبأ لأمين الدشناوي وقت أن خاف عليه أهله بسبب إهماله لدراسته وتعليمه قائلًا : ” هم خايفين لأحسن تفشل في المدرسة، هم مش عارفين إن انت بكره هتبقى مدرسة، وهتملى الدول الأوربية والعربية” هنا كانت تلك النبوءة أو “الكرامة” حسبما يراها أمين الدشناوي، لذا يرى أنه سافر فرنسا قبل أن يمدح في الكويت “بركة” لهذه النبوءة التي كانت قبل سفره لبلاد أوربا بـ23 عامًا.
سر اللقب “ريحانة المداحين”
انتهى الشيخ من بروفات تجهيز شريط كاسيت في أحد استديوهات مصر الجديدة، و قبل التسجيل تغيّر كل ما جهزه أثناء البروفات، فبدأو بقصيدة “شموس الفلك تغرب في الدياجي” وكانت القصيدة الأخير في شريط الكاسيت “يا رفـيق الـعربان واشـرب لـبنهم كـل الـصحابة نـجوم وطـه قـمرهم” ، وأثناء التسجيل رن هاتف الاستديو، فأشار أحد العاملين في الإستديو إلى الشيخ أمين الدشناوي ” في واحد بيكلمك من روضة المصطفي، بيقولك يا ريحانة المداحين، مبروك عليك شمس الحب” وسُمى الشريط بـ”شمس الحب” ، ولزمه لقب من بعدها لقب”ريحانة المداحين”.
على كرسي كوكب الشرق
سافر الشيخ أمين الدشناوي إلى فرنسا بناءً على دعوة من وزارة الثقافة، فدخل للمسرح وجلس على كرسي، لكن رجلًا عجوز أشار إليه بأن يجلس على كرسي مجاور، فرفض “هنا كويس”، فسأله “العجوز” عن نوع القهوة التي يشربها، فرد “الدشناوي” : “قهوة مظبوط”، فما كان من الرجل إلا أن قال ” إنت راجل غريب” ليستفهم “الدشناوي”، وجاء رد الرجل : ” الكرسي ده قعدت عليه الست ام كلثوم وطلبت نفس القهوة المظبوط، وده المسرح الوحيد اللي غنت عليه أم كلثوم، أول حد عربي يدخل فيه بعديها إنت”.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال