همتك نعدل الكفة
782   مشاهدة  

ماتيجوا ننقرض

ننقرض


منذ أن اجتاح فيروس كورونا كوكب الأرض واضطرت الحكومات إلى حظر المواطنين في منازلهم حرصا على حياتهم، ونحن نسمع جملة (الطبيعة تتنفس) أو (الطبيعة تتعافى) في إشارة واضحة أن الإنسان هو العدو الأول لكوكب الأرض.

أسباب انقراض الكائنات من حيوانات ونباتات كثيرة، منها الكوارث الطبيعية والبيئية، وأغلبها بسبب أنشطة الإنسان..

الإنسان العدو الأول للطبيعة، فكل ماهو جميل يسبب له شعور بالتقزز والقرف ويجب عليه أن يشوهه لكي يستمتع بالحياة، وكلما ازداد علما وحضارة إزداد كرهه للطبيعة، فهو يقطع آلاف الأشجار ليصنع منها ورقا مصقولا يطبع عليه صحفا ومجلات وكتبا، أغلبها مهاترات ومجاملات ونميمة، وكلمات مرصوصة لا نفع منها إلا كون أغلبها جيد جدا في تغليف ساندوتشات الطعمية والفول أو مسح الزجاج لجعله أكثر نظافة..

أو ليصنع من أخشابها أثاثا لا نفع منه مثل النيش (أذكر خمس فوائد للنيش في مصر أو العالم) غير انه يحتل ركنا ضخما في المنزل ليجثم على أنفاس أهل المنزل ..

الإنسان لم يترك كائن على وجه الأرض إلا والتهمه بدون ولولا أن الديناصورات إنقرضت كان ليأكلها حتى الآن، (الخفاش والنمل الحرشفي والاتماسيح المشيوية بالصلصة خير دليل)، كل الكائنات لها أسلوب ثابت في الغذاء إلا الإنسان، حتى أنه كان منتشر في بعض القبائل أكل لحوم البشر.. (كائن طفس).

لم تعجبه كل الهبات الطبيعية فقرر أن يخترع أشياء تفسد حياة الكائنات من حوله، فاخترع البلاستيك والصناعات الكيماوية واللفياف تاصناعية ليلوث الماء والهواء في نفس الوقت..

اخترع الأسمنت والسيراميك ليبني بيهم منوله، فتشتعل الحررة فيجنبات المنازل صيفا، و يتجمد من البرودة شتاءا، فيضطرلاقتناء التكييف والمدفأة ليزيد الطبيعة تلوثا ولكي يحيا في جو صناعي بالكامل..

بالعودة للأشجار، المصري الحديث يكره الأشجار بشكل غير مفهوم، سيدات المنزل تخشى من الشجر لأن العصافير تقيم فيها، ثم تقوم بإخراج فضلاتها على الغسيل، وتقول إن الأشجار تتسلق عليها الفئران والثغابين والجن والعفاريت، وكل مخاوفها لذلك اجتثاث شجرة هو أغلب أمنيات سيدة المنزل المصرية، أمام أصحاب المحالات التجارية من الذكور فالشجرة أمام المحل تخفي معالمة وتمنع الزبائن من أن تراه وتقطع عنه الرزق..

ونحن خائفون أن ننقرض .. كورونا يهدد الغوريلا بالانقراض ويجرم مذابح ملايين القطط والكلاب 

الإنسان لوث الماء بالفضلات الصناعية والمجاري، ليعود ليدفع المليارات لإعادة تنقية المياه للشرب مرة أخرى..

إقرأ أيضا
رحاب عرفة

كثيرة هي الأمثلة التي تؤكد غباء الجنس البشري، وقسوة الإنسان على الطبيعة وعلى نفسه من أجل صناعة ما يسمى حضارة، الإنسان كان في الكهف يأكل ويمارس الجنس ويتكاثر بدون أي مشاكل، حدوده الكهف وما حوله على قدر خطواته، كانت الطبيعة سعيدة وكان هو في راحة، الآن الإنسان يمارس نفس الأفعال من أكل وممارسة الجنس والتكاثر بمزيد من التعقيد، والقيود، يبحث عن أطعمة مختلفة غالية الثمن ليشهر أنه مميز، يدفع أمالا طائلة ويستهلك الكثير من المشاعر ليمارس الجنس باسم منظومة الزواج، يتاكثر وهو يمني نفسه بطفل يحمل جيناته ويكون له امتداد، وأليق به أن يكون وحيد الخلية، فهو غير قادر على أن يربي طفل ومع ذلك يعق الإنجاب..

كلها أشياء تدل على أننا يجب أن ننقرض في أسرع وقت، فكائن واحد من ملايين الكائنات قرر أ يهين باقي الكائنات ذبحا وقتلا وحرقا، وأن يحارب إنسانا مثله ويتصارع معه على اللاشيء لمجرد مشاعر زائفة بالتفوق..

ما أروع أن أكون مثل آخر ديناصور انقرض أجلس على أعلى قمة جبل أشاهدنا ونحن ” ننقرض” وأنا أدخن آخر سيجارة في العلبة وعلى سطح الأرض (فلا استثني نفسي من غباء االتلوث) ومعي آخر كوب قهوة أيضا، أنهيهم وأنتهي معهما ولتعود الطبيعة لجمالها..

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان