عزيزي الكويتي الشاب أبوك مدين لمبارك وجدك مدين لناصر .. حتى أسأل اللي فاهم

فور إعلان إستقلال الكويت في ١٩ يونيو عام ١٩٦١ أرسل عبد الكريم قاسم رئيس جمهورية العراق رسالة إلى حاكم البلد الوليد كان فيها  يبلغه فيها بسروره بالغاء اتفاقية ١٨٩٩”المزورة” وغير الشرعية والمعقودة بين قائم مقام الكويت الشيخ مبارك الصباح وبين الإنجليز دون علم السلطات الشرعية العراقية.

كانت الرسالة أمرا بالإذعان أن الكويت جزء لا يتجزأ من العراق، كان عبد الكريم قاسم يريد انهاء الحلم ليلة مولده، لكن جمال عبد الناصر لم يسكت لهذا الطغيان البعثي.

بعدها وقف وزير خارجية العراق، عدنان الباجهجى بتاريخ٢ يوليو ١٩٦١ فى جلسة لمجلس الأمن ليبرر أحقية العراق بضم الكويت، ومما قاله فى تلك الجلسة: «إن الكويت ليست الآن، ولم تكن فى أى وقت فى الماضى، دولة مستقلة، وقانونياً وتاريخياً فإن الكويت كانت باستمرار جزءاً لا يتجزأ من ولاية البصرة العراقية»!!

فى هذا الوقت كان عبدالناصر قد طالب جامعة الدول العربية بإقرار مشروع يتم بموجبه إرسال قوات عربية لحماية الكويت، بعد أن نزلت فيها قوات بريطانية لحمايتها من تهديدات عبدالكريم قاسم، حتى لا تستقر هذه القوات وتعود الهيمنة البريطانية على الكويت مرة أخرى!!

وفى نفس الوقت، أوعز عبدالناصر لوفد مصر فى الأمم المتحدة أن يعمل على إقناع الدول الأفريقية والآسيوية لتأييد انضمام الكويت إلى الأمم المتحدة، بعد أن كانت اعتراضات العراق قد أجلت انضمامها منذ عام ١٩٦١، إلى أن قُبلت كعضوٍ فى عام ١٩٦٣!!

وأعلن ناصر أن الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) ترفض منطق الضم٬ وهى إذ توافق على مبدأ الوحدة فالشرط الأساسى لتحقيقها هو شرعية صدورها عن إرادة شعبية لاشك فيها٬ أما منطق الضم فيجب مقاومته بالقوة عند الاقتضاء.

وفى ٢٧ يونيو بعث بخطاب للملك سعود ملك السعودية جاء فيه: نعتمد عليكم فى رتق هذا الفتق الذى لا يستفيد منه إلا أعداء العرب.

وفى ٢٠ يوليو ١٩٦١ قرر مجلس الجامعة العربية وبناء على رؤية مصرية أن تتعهد الحكومة الكويتية بأسرع وقت ممكن بطلب سحب القوات البريطانية، وأن تتعهد الحكومة العراقية بعدم الجوء إلى القوة لضم الكويت٬ وأن تؤيد الجامعة أى رغبة تبديها الكويت فى الوحدة أو الاتحاد مع أى عضو فى الجامعة العربية٬ وأيضا أن تؤيد الدول العربية الكويت فى انضمامها إلى الأمم المتحدة. وانتهت الازمة.

وبعدها بثلاثين عاما كانت مصر عضوا في مجلس واحد مع العراق واليمن وفلسطين، أسسه صدام حسين ليكون ظهيرا عربيا في ضم الكويت لكن مبارك وقف له رافضا غزو الكويت، بل وقرر المشاركة في تحريرها في إشارة لأمريكا بقبول مصر بوجودها ضمن تلك الحملة وهو ما كان لن يتحقق دون موافقة مصر والسعودية الدولتين الأكبر في المنطقة، قبل أن تستفرد بها الولايات المتحدة نهائيا بعد ذلك.

تخيل عزيزي الكويتي الشاب لو وقفت مصر مع العراق وأرسلت جيوشها لمساندة الجيش العراقي كما فعلت في حرب إيران لتنتصر القوات العراقية بعد سنين هزيمة على يد الجنرال أحمد بلال ورفاقه في معركة تحرير الفاو ، وبالمناسبة هو ذاته الجنرال الذي أرسلته مصر لقيادة قواتها قبل عزله بسبب رفع مسدسه على قائد القوات خالد بن سلطان لرفضه أن تكون القوات المصرية في المقدمة بعد رفض الجيش الكويتي والسعودي المكان ذاته وتم تعيين الجنرال صلاح حلبي بدلا منه.

موقف مبارك لم يكن يحتمل تساهلا وعلى أثره استقبلت مصر الألاف من الشعب الكويتي الطريد من منازله، وعاملهم المصريون كما عامل كل اللاجئين طيلة حياته، على أنهم في وطنهم بلا مخيمات للكويتيين والسوريين والفلسطينيين وكذلك العراقيين، مصر وطن الجميع.

بل واستقبلت الكلية الحربية المصرية ٩٠ طالبا كويتيا تشرفت بالخدمة معهم في الكلية الحربية لمدة ٣ سنوات تعلموا فيها حتى تحرر وطنهم.

إقرأ أيضا

كيف تلعب دولة الاحتلال الإسرائيلي بورقة “رمضان 2024” في معضلة اجتياح رفح الفلسطينية؟

مصر لا تنتظر شيئا ولا يعينها غضبكم لأنه بلا مبرر، فقط اقرأوا تاريخكم جيدا، حتى لو انتهى الغزو بالهجمة الجوية وحتى لو كانت مشاركة رابع الجيوش حجما في الحملة اقتصرت على التطهير، يعرف العسكريون جيدا أن القوات الجوية تمهد ولا تحرر ولا تكسب أرضا، لهذا تبقى بنصر كليل “أعور” لا يحقق الهدف.

دع والدك يصلي ويدعو من أجل مبارك وأسأل جدك الغفران من أجل جمال عبد الناصر.

لولا مصر لكنت بدون .