“هل جاءت في الهايفة وتصدرت ؟” ما بين دار الإفتاء المصرية وجمهور لعبة ببجي
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
تعتبر مؤسسة دار الإفتاء المصرية هي إحدى أبرز المؤسسات الدينية في مصر حراكًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأنشط في متابعتها للأحداث من المنظور الشرعي، والأكثر انتشارًا كذلك، غير أن هناك فتاوى يستقبلها البعض بالرفض، بمعنى أدق (أناس يأتون ليقولوا لدار الإفتاء بطلوا تفتوا !) وكانت لعبة بابجي نموذجًا على ذلك.
أول من حرم لعبة بابجي في مصر يجيب .. لماذا سخر البعض من دار الإفتاء
أثار التحديث الجديد للعبة بابجي غضبًا لدى كل المسلمين نتيجة ظهور صنم يقوم اللاعب بالسجود له لأخذ سلاح أو تجاوز “ليفيل” معين، وهو الشيء الذي رفضه الأزهر ودار الإفتاء حتى قام القائمين على اللعبة بالاعتذار وحذف الشكل الجديد لتوجه دار الافتاء المصرية الشكر لهم بعد استجابتهم السريعة.
تباينت ردود أفعال متابعي صفحة دار الإفتاء المصرية في تعليقات تجاوز عددها الـ 3 آلاف تعليق، وحملت 90 % من هذه التعليقات سخرية من دار الإفتاء وجهها مستخدمي اللعبة ورافضيها على حدٍ سواء.
رغم أن ما فعلته دار الإفتاء هو جزء رئيسي من دورها الديني، لكن السخرية وصلت إلى حدٍ غير مفهوم، وحول أسباب التعليقات الساخرة من دار الإفتاء قال د. أحمد كريمة «أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر» أن هناك عدة عوامل لمثل هذه التعليقات.
وحدد كُريّمة في تصريح خاص لـ موقع الميزان، 3 أسباب رئيسية لقيام البعض بالسخرية من دار الإفتاء المصرية بعد بيان الشكر الذي وجهته للقائمين على لعبة بابجي، جعل أولها التسلف العقلي الذي يسيطر على الساخرين إذ أن بعضهم من الذين لا يحبوا دار الإفتاء نظرًا للحشد السلفي ضدها خلال فتاوى تهنئة غير المسلمين بأعيادهم وكان آخرهم نجل أبو إسحاق الحويني.
أما ثاني تلك الأسباب بحسب تحديد الدكتور أحمد كريمة فتتمثل في الفراغ وعدم وجود هدف معنوي داخل بعض الساخرين الذين يجدون متعة في التسخيف، أما ثالث تلك الأسباب فهو الجهل الديني بين صفوف الشباب الذين جعلهم يطالبون علماء الشريعة بالتوقف عن الإفتاء لكثرة الخطأ، واصفًا هذا الأمر بـ العبثي.
وواصل الدكتور أحمد كريمة تصريحه مشددًا على أن الجهة الوحيدة المنوط بها إصدار الفتاوى هي مؤسسة الأزهر الشريف وبعدها دار الإفتاء المصرية لأن من بها تلقوا العلم على أصوله وسنده وسلسلة العلماء، وليس مثل التيارات السلفية.
اقرأ أيضًا
بالقرآن وعلى طريقة عبدالحليم وشبيب مع الشهداء “دار الإفتاء تكرر يوم المجد من 47 سنة”
وكشف الدكتور أحمد كريمة خلال تصريحه لموقع الميزان أنه أول من أعلن حُرمة ممارسة لعبة بابجي قبل عامين ولاحظ الانتقادات التي تعرض لها على السوشيال ميديا، وعبر عن ما حدث بقوله «أنا لدي مبدأ يقول أن من أدى إلى الحرام هو حرام ولعبة بابجي قبل عامين كانت تنشر العنف والإيذاء وقلت لمن هاجمني سيأتي زمن تروا فيه أن هذه اللعبة ستوقعكم في الحرام وهو ما حدث الآن».
ووجه كريمة في ختام تصريحه الشكر إلى دار الإفتاء، مطالبًا إياها بالاستمرار على نهجها للتصدي للفتاوى المتشددة وكسر ثوابت الجهل الديني عند الشباب.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال