الفنانون هم الأقل وعيا .. حقيقة اكتشفناها مؤخرا

الفيلم الواحد يشارك الفنانون المشاهير فيه ومعهم ما يزيد عن مائة شخص، وقد يصل إلى مائتين، وكذلك المسلسل، يحصل نجمه الأبرز على ٦٠٪ من الميزانية التي يمكن حسابها بعشرات الملايين – من ٢٠ إلى ١٠٠ مليون –  بينما يحصل من ٢ : ٣ نجوم على حوالي ١٠٪ من تلك الميزانية ويحصد ما يزيد عن ٩٠ شخصا على ٣٠ ٪  قد تكون هي كل دخلهم هذا العام.

أما أغلبية الفنيين فيحصلون على يومية للعمل، لهذا هم تماما كعمال اليومية، بلا غد.

لهذا عندما انتقد الجميع باعة العتبة الجائلين ظهرت مجموعة من الناس تنتقد قلة وعي الفنانين، وهو أمر مغلوط تماما، ٩٠٪ من العاملين في الوسط الفني هم مجرد عمالة غير مستقرة بلا راتب ثابت أو تأمينات ثابتة، لهذا يصعب على أكثرهم التفريط في عرض عمل يحميه من الغد لأن ليس لديه ما يضمن الغد.

أسطى الإضاءة الذي تصل يوميته إلى ٥٠٠ و ٨٠٠ جنيه، قد لا يعمل سوى ٤ أيام في الشهر أو خمسة، كيف يرفض مسلسلا قد يضمن له شهرين من العمل المتواصل قد يؤمن له بقية العام.

المساعدون الذين تبلغ يوميتهم ٢٠٠ كيف يرفضون عملا لمدة شهرين، حتى الكومبارس أو ممثل الأدوار الفرعية كيف يرفض عملا يقيه ويقي مستقبله من الجوع.

في الحقيقة الأمر معضلة حقيقية لكن ما لا تعلمه عزيزي القاريء أن ٩٠٪ من العاملين في الوسط الفني سوف يعانون من الجوع لو توقف العمل، كما أن طبيعة المهنة لن تسمح لهم بالتباعد الإجتماعي، لهذا يبدو صعبا علي أن أطالب من قد يقتله الجوع والحاجة بأن يبتعد من أجل الموت بالكورونا.

لكن هذا لا يعفي الفنانون الكبار الذين يحضرون الحفلات الخاصة في الجونة وغيرها ويتناقلون الفيروس في سعادة من المسؤولية.

ولا تعني الصور الجماعية لهم في نهاية التصوير سوى دعاية وإعلان لا يمتنع عنها الصغار حتى لا يغضب الكبار.

إقرأ أيضا

خطوة جيدة أم واقع آليم.. عن الهدنة في فلسطين

فقط أطالب بعدم معاملة كل العاملين في الوسط بنفس المبدأ، فلا يجب أن نقارن المليونير بالأرزقجي الذي يبحث عن قوت يومه ولو كانت صنعته الفن.

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.