لويس ريفانو .. شرطي بدرجة كاتب
-
سمعة
كاتب نجم جديد
ربما تصلح حياة الكاتب والمسرحي التشيلي لويس ريفانو أن تكون رواية أو تجسد على خشبة المسرح في حد ذاتها، فمنذ لحظة ميلاده والدراما هي رفيقته فلم يكن مستغربا أن يصبح هذا الطفل كاتبا.
البداية
ولد ريفانو في الـ27 من سبتمبر في العام 1932 ولكن ولظروف خاصة بعائلته تأخر تسجيله إلى 5 مايو 1933 وهو ما كان يفخر به حيث يؤكد دوما أن لديه عيدان ميلاد.. كانت والدته كاتبة تدعى لويزا ساندوفال فالديبينيتو، وقد توفيت وهو صغير للغاية ولأنه كان لديه إخوة كثيرون اضطر للانتقال للعيش مع عم والدته، وعندما اتم 15 عاما أصبح يتيما للمرة الثانية بعد وفاة عم والدته الذي تبناه ليضطر لترك الدراسة والعمل في ميناء سان أنطونيو.
وهكذا نرى سويا أن سنوات النشأة والتكوين كانت قاسية للغاية على ريفانو الذي تعرض لليتم مرتين وكان لديه عيدي ميلاد وقست عليه الحياة كثيرا حتى أصبح عاملا في ميناء، ولكن لم ينتهي الأمر ولكنها كانت مجرد البداية فقط.
عمله في الشرطة
تم استدعاء ريفانو للتجنيد، ودخل أول شيء عرض عليه في التجنيد حيث التحق بالشرطة المحلية، ليبدأ مسيرة جديدة لمدة 11 عاما حيث أخذ لقبه الجديد باكو ريفانو حيث كان موقع خدمته في محيط نادي الفروسية حيث تقبع الطبقة الراقية، وليبدأ ريفانو في كتابة أولى رواياته “هذه ليست الجنة” وهي الرواية التي تحولت إلى فيلم فيما بعد، وكانت السبب في تغير مجرى حياته مرة أخرى.
بعد صدور الرواية بأسابيع قليلة تم تسريح ريفانو من سلاح الشرطة، وكان يبلغ من العمر 32 عاما ليكرس حياته إلى الأدب، ويفقد مصدر دخله الوحيد، والسبب في كل هذا أن الرواية التي كتبها كانت تدور عن حياة يومية لمجند في الشرطة يسيء استخدام سلطته، الرواية تحدثت أيضا عن الفساد واستغلال عاملات الجنس في شوارع تشيلي، وهكذا قررت الشرطة فصل ريفانو، وهو الأمر الذي تعجب منه قائلا، لم أتصور أن رؤسائي سيأخذون هذه الرواية على محمل الجد.
تم رفض نشر الرواية بعد ذلك وطلب منه تعديل بعض الأجزاء منها ولكنه رفض رفضا تاما، وفي حوار له في العام 2011 قال ريفانو: “كنت شابا متحمسا فخورا جدا بما كتبته وبدلا من التفكير في موازنة الأمور أصررت على نشره كما هو”.
بائع كتب
بدأ لويس ريفانو حياته الجديدة كبائع متجول للكتب ثم استطاع شراء مكتبة قديمة بها العديد من الكتب الأصلية النادرة والموقعة من مؤلفيها، وكانت هذه البداية الحقيقية له حيث بعدها استطاع بدء حياته كبائع للكتب.
ساهمت تلك الفترة في تحرير كتبه التي كتبها من قبل، كما جمع مجموعته القصصية الأولى، وكان يبيع هذه الكتب بنفسه بعد طبعها، وبعد روايته الأولى صدر له خمس روايات ولكن المسرح هو سبب شهرته الحقيقية.
المسرح
ساهمت كتابات لويس ريفانو المسرحية في شهرته وتخليد اسمه كأحد أهم الكتاب في تشيلي ففي العام 1976 عرضت أول دراما مسرحية له وهي مسرحية “كان اسمك روزيلير”، وبعدها أصبح واحدا من أهم الأسماء في الكتابة المسرحية وحصل على العديد من الجوائز المرموقة في مجال المسرح، كما صنفت مسرحيته “الاشتباه” كواحدة من أفضل أربعين مسرحية وطنية في المائة عام الماضية بتشيلي، وتم تحويلها إلى مسلسل تليفزيوني ولكن ريفانو أكد أن المسلسل لم يعجبه.
الناقد والكاتب والمخرج التشيلي ألبرتو فيليبي فوجيت قال أن الحمض النووي لريفانو يتكون من عالمه الخاص من الخاسرين والعاهرات، إنه يدخل إلى عوالم لا نجروء الولوج إليها، لا تجد كتابته عن المستقبل ولا يضع للنقد اعتبارا.
النهاية
في سبتمبر من العام 2016 عانى ريفانو من ضعف مزدوج في القلب والرئة ليدخل إلى المستشفى ويتوفى في يوم 15 من الشهر نفسه بعد أزمة قلبية حادة.. وهكذا يسدل الستار على كاتب ومؤلف حياته الشخصية أشبه بملحمة.
الكاتب
-
سمعة
كاتب نجم جديد