همتك نعدل الكفة
10٬691   مشاهدة  

بالصور الأبطال الحقيقيون لعملية “الطريق إلى إيلات “.. الضفادع المصرية هاجموه 4 مرات واغرقوا 3 سفن

إيلات


عام 1993، خرج للنور فيلم “الطريق إلى إيلات” للمخرجة إنعام محمد علي، وسيناريو وحوار محفوظ عبدالرحمن، الفيلم الذي استند على وقائع حقيقية من بطولات البحرية المصري، ولكن هل قدم الفيلم الحقيقة كما حدثت؟

الإجابة لا، ليس هذا عيبا في الفيلم، فالفيلم في الأساس روائي وليس وثائقي ومن حق صناعه التغيير في التاريخ لخدمة الدراما، ولكن ما هي حقيقة عملية تفجير السفينتين، بيت شيفع وبات يام، وما هي حقيقة تلك العملية.

الحقيقة أن هذه لم تكن عملية واحدة بل إن مجموعة الضفادع البشرية والقوات المسلحة المصرية كانت من الجرأة لمهاجمة نفس الميناء 4 مرات متتالية أصابوا خلالهم 4 سفن بحرية إسرائيلية في عملية هي الأجرأ في تاريخ العمليات البحرية.

العملية الاولى

إيلات
رضا حلمي قائد لواء الوحدات الخاصة البحرية

البداية في العملية الأولى 9 نوفمبر عام 1969، حينما اتجه الأبطال الثمانية ” رضا حلمي” قائد العملية وقائد لواء الوحدات الخاصة، والمهندس أسامة مطاوع والملازم أول عمر عز الدين ومعه محمد العراقي، والملازم حسنين جاويش ومعه عادل الطراوي، والملازم أول نبيل محمود عبدالوهاب ورقيب فوزي البرقوقي.

وكان مخطط استهداف ناقلة الجنود بات يام وحاملة الدبابات بيت شيفع، ولم يكن الرصيف الحربي في الخطة إطلاقا، وكان مقرر ان يقوم الملازم أول نبيل عبدالوهاب وفوزي البرقوقي بمهاجمة بات يام وتهاجم المجموعتان الباقيتان بيت شيفع، ولكن بعد وصولهم إلى الميناء لم يجدوا السفينتين بيت شيفع وبات يم في أماكنهم فعادوا لنقطة الالتقاء مع القارب ومنه إلى الشاطئ وألغيت العملية.

العملية الثانية

إيلات
ملازم أول نبيل عبدالوهاب

16 نوفمبر من العام نفسه، أي قبل أقل من مرور أسبوع على العملية الأولى وبنفس التشكيل، تنزل نفس المجموعة إلى مياه ويتم تكليفهم بخطة بديلة في حالة صعوبة تلغيم بيت شيفع وبات يام  فالملازم نبيل عبدالوهاب وفوزي البرقوقي بتفجير السفينة ” دهاليا” بينما يتم تكليف الملازم عمر عزالدين ومحمد العراقي، والملازم حسنين جاويش ومعه عادل الطراوي بتفجير السفينة “هيدروما”،.

ولتفادي ما حدث في المرة السابقة، فقد تم الاتفاق على إشارة عن طريق الإذاعة كما تم ذكره في الفيلم، فإذا أذيعت أغنية “بين شطين وميه” فهذا معناه أن السفينتين في الميناء يمكنكم تنفيذ العملية، أما إذا أذيعت أغنية “غاب القمر يا ابن عمي” فهذا معناه أن الميناء خالي وانسحبوا إلى المنزل الأمن فورا، ويتم تأجيل العملية.

وبالفعل أذيعت بين شطين وميه ليبدأ التجهيز والتنفيذ، وانطلقت المجموعات في طريقها، ولكنهم فشلوا في الوصول إلى ميناء إيلات وكانت الخطة البديلة هو وفور وصول المجموعات بدأوا في التلغيم على الفور، وفور انتهاء التلغيم تحركوا في طريق العودة ولكن كيف استشهد الرقيب محمد فوزي البرقوقي.

إيلات
محمد فوزي البرقوقي شهيد العملية الوحيد

الحقيقة أن البرقوقي استشهد في تلك العملية وليس في عملية تلغيم بيت شيفع وبات يام، ولم يستشهد كما ذكر في الفيلم بسبب إطلاق نيران أو قنابل في المياه، الحقيقة أنه استشهد بسبب حادث غطس وهو “تسمم الأكسجين”، ممنوع على الضفدع البشري التنفس بالشكل الذي يتنفس به أي غواص عادي، فلا يمكنه أن يخرج الهواء من صدره بالشكل العادي لان الفقاقيع يمكنها أن تكشفه، وما حدث أن البرقوقي حدث له تسمم أكسجين فأحس باختناق ودوار، وكان الحل شديد البساطة ولكنه خطير للغاية.

إيلات
ملازم رامي عبدالعزيز

 كان الحل أن يقوم بالصعود إلى سطح الماء وتنفس هواء للحظة ثم العودة للغطس، ولكن كان من الممكن أن يتم اكتشافه، فأصر على إتمام التلغيم قبل أن يشير للملازم نبيل عبدالوهاب انه لا يستطيع العودة، ثم استشهد فقام نبيل عبد الوهاب بسحبه مسافة 8 كيلو متر حتى وصل للشاطئ الأردني وهناك استقبلتهم نقطة حدود أردنية، والغريب أن كل رجال تلكم العملية لم يلتقوا مع القارب بكل مجموعة انسحبوا لنقاط مختلفة وتجمعوا في الأردن وعادوا للقاهرة.

العملية الثالثة

 

6 فبراير عام 1970، الغريب في العملية الثانية انه رغم نجاحها إلا أنها لم تحقق المطلوب وهو التخلص من بيت شيفع وبات يام، فتقرر تنفيذ غارة ثالثة على نفس الميناء للتخلص من بيت شيفع وبات يام ولكن المشكلة إن قيادة البحرية الإسرائيلية أصبحت على يقين أن البحرية المصرية تستهدف بيت شيفع وبات يام، لذلك كانت لا تسمح لهم بالمبيت في الميناء كثيرا إلا في حالة الصيانة، حتى جاءت الفرصة على طبق من ذهب.

في إحدى عمليات النقل الإسرائيلية للذخيرة المصرية التي حصلوا عليها من هجومهم على جزيرة شدوان، أنفجر صندوق ذخيرة كان قد تم تلغيمه من قبل، ليقتل 60 إسرائيلي ويصيب باب الناقلة فتضر للتوقف للصيانة، ولان السفينتان لا يتحركان إلى سويا فوقفت بات يام هي الأخرى في الميناء لحماية الميناء وبيت شيفع التي يتم إصلاحها.

إيلات
الملازم أول عمرو البتانوني

بعد وصول المعلومة إلى المخابرات المصرية تمت دراسة ميناء إيلات بعد التشديدات الأمنية التي أضافتها إسرائيل، حيث تمت إضاءة الميناء بالكامل، ووضع زوارق في الميناء لإلقاء ألغام بحرية مضادة للأفراد، إضافة لطائرات هليكوبتر تقوم بلأقاء قنابل مضيئة، فأصبح عمق الميناء مضاء حتى 100 متر.

وتقرر ان تقوم مجموعتان فقط بالعملية وهما الملازم أول عمرو البتانوني والرقيب علي أبو ريشة والملازم أول رامي عبدالعزيز والرقيب محمد فتحي، ونزلوا في العراق ومنها إلى الأردن، بمعاونة عناصر من منظمة فتح الفلسطينية، وضابط اردني برتبة رائد تطوع للعمل معهم.

إقرأ أيضا
صحة
إيلات
اللواء عمرو البتانوني

هذه العملية تمت بدون قوارب فسبح أفراد الضفادع من الشاطئ حتى الميناء، وهي مسافة 5.5 ميل بحري، ولكن في منتصف المسافة اكتشف الرقيب بحري محمد فتحي أن خزان الأكسجين الخاص به قد قارب على الانتهاء، فتم اتخاذ قرار بعودته للشاطئ على أن يكمل الملازم رامي عبدالعزيز المهمة بمفرده حيث كان مقرر أن يقوم بتلغيم السفينة بات يام، بينما يقوم عمرو البتانوني وعلى أبو جريشة بتلغيم بيت شيفع.

فحمل رامي عبدالعزيز لغمين بدلا من واحد واتجه ونجحوا في تلغيم الناقلتين بعدما عبروا من اسفل الشباك ولكنهم عدلوا وقت التفجير حيث يتم التفجير بعد ساعتين بدلا من 4 ساعا، ونجحت العملية وانفجر الميناء ورجعوا الثلاثة للشاطئ الأردني سويا واستقبلهم احد المدنيين وطلبوا منه تسليمهم للسلطات الأردنية، ولكن السلطات الأردنية عاملتهم معاملة سيئة وتم احتجازهم في قلعة تابعة للمخابرات الأردنية.

إيلات
ملازم عمر عز الدين

علم مصطفى الطاهر من الضابط الأردني أن المخابرات الأردنية تحتجز أفراد الضفادع البشرية المصرية فتحدث إلى إبراهيم الدخخاني الذي اتصل بالمخابرات الأردنية فأنكروا وجود الضفادع المصرية وهنا تحدث مصطفى الطاهر إلى القاهرة حيث وصلت المعلومة إلى وزير الحربية وقتها محمد فوزي وكانت هناك قمة عربية تقام في القاهرة يحضرها ملك الأردن الملك حسين، فهمس فوزي في اذن الرئيس عبدالناصر بالأمر فقرر عبدالناصر رفع الجلسة لمدة ربع ساعة لعقد جلسة خاصة مع الملك حسين وحينها قال جملته ” جلالة الملك أنت ضيف عندنا لحد ما يرجع ولادنا المحتجزين في المخابرات الأردنية” فانكر الملك حسين معرفته بالأمر وطلب الاتصال بالأردن ليأمر بالإفراج الفوري عن عناصر الضفادع البشرية وعودتهم للقاهرة وقد كان.

العملية الرابعة

14 و15 مايو 1970

بعد استهداف بيت شيفع وبات يام صدر قرار بتغيير قيادات البحرية الإسرائيلية وتغير شكل تأمين ميناء إيلات بالكامل، فأصبح يتم إخلاء الميناء من كل السفن بعد الغروب ويعودوا للرباط في الميناء صباحا، وأسفرت العملية الثالثة عن غرق بات يام، وإصابة بيت شيفع إصابات بالغة ولكن تم إصلاحها وعودتها للخدمة مرة أخرى.

إيلات
حسنين جاويش

وهنا تقرر ضرب بيت شيفع ولكن بأسلوب مختلف، حيث يتم تلغيم الميناء ليلا بقنابل شديدة الانفجار، وبالفعل تم وضع لغمين في الرصيف الحربي لميناء إيلات وضبطهما على الساعة 12 من ظهر يوم 15 مايو عام 1970، ولكن اللغم الأول انفجر مبكرا للغاية حيث انفجر في الساعة 7.35 صباحا، بينما تأخرت بيت شيفع عن الوصول لمدة 6 ساعات كاملة وانفجر اللغم الثاني في الساعة 9.30 صباحا، ولكن اللغمين نسفوا الرصيف الحربي للميناء كما أصابوا وقتلوا عدد من الضفادع البشرية الإسرائيلية كانوا في المياه يقومون بتقطيع السفينة بات يام الغارفة، ليسدل الستار على عمليات الضفادع البشرية المصرية ضد ميناء إيلات الإسرائيلي وسفنه.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
33
أحزنني
1
أعجبني
8
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان