هل قيل للنبي صلى الله عليه وسلم خليك في البيت ؟
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
باتت عبارة خليك في البيت هي العبارة الوحيدة التي ترددت في جميع أرجاء المعمورة خلال عام 2020 وقيلت بجميع لغات العالم وبكافة الألسنة بسبب كورونا، حتى أنها قيلت للطيور على سبيل الفكاهة فقيلت للكتكوت الذي لم يخرج للحياة خليك في البيض.
اقرأ أيضًا
هل توقف الطواف حول الكعبة 40 مرة “أخطاء تغطية المواقع لأخبار كورونا”
هذه العبارة تعني أن يلزم الناس منازلهم ولا يخرجون إلا للضرورة القصوى في أوقات معينة ومحددة وذلك خوفاً عليهم من فيروس كورونا “البعبع” الذي لا يُعرف له مكان والعدو الذي يهاجم في أي لحظة أي إنسان مهما كان سلطانه ومهما كان حريصًا غنيًا أو فقيرًا لذلك ترددت هذه العبارة للمحافظة على صحة المواطنين في أرجاء الدنيا.
حين قيل للنبي خليك في البيت
إذا كانت هذه العبارة ” خليك في البيت ” قيلت للبشر في هذا العام الذي لن تنساه البشرية أمد الدهر فقد قيلت للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن بطريقة أخرى وهي أن قريشًا لما أجمعت على قتل النبي ، جمع أبو طالب بن عبد المطلب بني هاشم وأخبرهم بمكيدة قريش، فقرروا أن ينحازوا بالنبي في شعب بمكة يقال له: شعب أبي طالب، وانحاز معهم حمية بنو المطلب بن عبد مناف فسارع المشركون في تطبيق الحصار، فضيقوا الخناق على بني هاشم وحاصروهم حصارًا اقتصاديًا، وكان حصار أهل مكة الجائر للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من بني هاشم وبني المطلب في بداية المحرم سنة سبع من البعثة النبوية واستمر نحو ثلاث سنين.
قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد “لما رأت قريش أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلو والأمور تتزايد أجمعوا أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف ألا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة، فانحازت بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم؛ إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب، وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة، وبقوا محصورين مُضيقاً عليهم نحو ثلاث سنين حتى بلغ بهم الجهد، ثم أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم وأنه أرسل إليها الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم؛ إلا ذكر الله عز وجل، فأخبر بذلك عمه فخرج إليهم فأخبرهم أن ابن أخيه قال كذا وكذا، فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقًا رجعتم عن ظلمنا، قالوا: أنصفت، فأنزلوا الصحيفة فلما رأوا الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ازدادوا كفرًا وعنادًا، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعب”.
اقرأ أيضًا
شائعات كورونا تاريخيًا “حقيقة سالوقيه وطبائع البلدان لـ موفق الدين البغدادي”
الخلاصة أن ” خليك في البيت ” استمرت ثلاث سنوات مع النبي وأهله ونحن نتضجر وننزعج لوجودنا ساعات قليلة في البيوت وننطلق بعدها إلى الحياة الدنيا ونقضي حوائجنا كلها، فصلى الله عليك يا رسول الله ثلاث سنوات حتى أكل ورق الشجر حتى يأتي الإسلام إلينا اليوم على طبق من ذهب؛ فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا عن قومه .
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال