لا تقلق أستاذ أمير طعيمة نحن نعلم أنك لست شيخ!
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
نشر المؤلف الموسيقي أمير طعيمة اليوم تغريدة على موقع (تويتر) يقول خلالها “بعد مادافعوا عّن المثلية الجنسية وبدأوا كمان يقنعوك إنها حلال، ده غير ان الالحاد ما يغضبش ربنا في حاجة ما استبعدش يدافعوا عّن زنا المحارم بحجة ان الطرفين ما أذوش حد و انها حرية شخصية احنا مَش شيوخ بس لما بنعمل معصية بنبقى عارفين انها معصية مَش بنغير ثوابت عشان نريح، ضميرنا” ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينصب فيها المؤلف أمير طعمة نفسه مشرف على تصرفات الأخريين ولكن للأسف لم يلتفت أمير طعيمة الذي لا أنكر حبي لبعض أغنياته أنه يقوم بنشر رسائل كراهية للغير، والأهم أن هذه النغمة الواعظة لن تجعلنا نشهد بمدى تدينه وخوفه على المجتمع، بل على العكس ستجعلنا نراجع مواقفه التي للأسف لن تكن نتيجتها أن نصفه أمير طعيمة بالشيخ على الإطلاق.
إذا تجولت عزيزي القارئ في حسابات أمير طعيمه على مواقع التواصل الاجتماعي ستجده لا يترك مناسبة دون أن يوضح مدى كرهه وعداءه لجماعة الاخوان الإرهابية –ومن منا لم يعاديهم- ولكن تأمل معي يا أستاذ أمير بالتحديد سبب عدائنا للإخوان وما تفعله أنت، في فترة حكم محمد مرسي، خرجوا أفراد جماعته ليحدثونا بالدين وكأننا لا نعرف الله، وارجعوا حياتنا بأكملها للحلال والحرام وحكم الدين، وهو ما رفضنا نحن أبناء المجتمع المصري الذي عرف اجداده الفراعنة للعالم معنى الضمير، مجتمعنا الذي كان يقبل التنوع بكل أشكاله من تنوع ديني وعرقي وغيره، لم أتذكر جيدًا أنهم كانوا يخرجوا علينا في برامجهم التي تخرج منها رائحة العفن ليصفوا الفنانين والمثقفين بأبشع الأوصاف كما حدث في واقعة الفنانة إلهام شاهين وغيرها.
ولذلك وقفنا جميعنا باختلافاتنا ضد هؤلاء الأفراد الذين نصبوا أنفسهم المتحدثين الرسمين باسم الله، يكفروا المختلف معهم وينعتوه في شرفه بكل سهولة، أصدق تمامًا أنك يا أستاذ طعيمه كنت تشعر بالغضب كونك مبدع أن يأتي أحد ليحد من حريتك ويتحدث عن ملابس زوجتك وعن فنك، ولكن تأمل مع قليلاً تغريدتك، أنت أيضًا تنعت المختلفين، وتحرم وتحلل، والحقيقة أنك تفوقت على هؤلاء الشيوخ.
فإن كانوا هم يحرمون ويكفرون فهم في الأصل يدعو الفضيلة وأنهم على الصراط المستقيم، ولكن أن تتحدث أنت عن أن ما يميزك عن هؤلاء انك تعلم انك عندما تقوم بمعصية تكون على علم بما تفعله، وأنك أفضل منهم لأنك تعلم وأنت تقوم بها أنها معصية ولا “تغيير ثوابت” حقًا انا لا استوعب هذا المنطق من الأساس، هل شققت عن قلوبهم يا أستاذ أمير وعلمت أنهم يعلمون أن ما يقومون به معصية أم لا، هل تعلم طبيعة علاقتهم بالله؟ أم أنك تنصب نفسك أيضًا وتتحدث عن قبول الله لهم من عدمه!
من شخص يرتعش لسيرة المثلية إلى سارة حجازي .. الله يرحمك أنا أشعر بك لأني اعيش الشقاء مكانك
والسؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه من هم الأشخاص الذين تتحدث عنهم في تغريدتك؟ ومن أيضًا الشخص او الأشخاص الذي تستهدف وصول الرسالة لهم؟ للأسف يا أستاذ أمير دورك الحقيقي كواحد من مبدعي هذا البلد أن تتصدى بكل قوتك لردع الفتنة بين أفراد المجتمع ولا تكون انت من يخلقها من الأساس، وفي الأخير نحن نعيش في دولة قانون وما يفصل بينك وبين أي شخص ليس تقبلك الشخصي لأفعاله ولكن هناك قانون يجبرنا جميعًا ان نتعامل مع بعض بكل احترام مهما كانت اختلافتنا.
والأهم أنك بهذا التدوينة رسمت صورة نمطية للمدافعين عن حقوق المثليين أنهم بالتابعية ملحدين ومن مخططاتهم نشر زنا المحارم، وهذا يذكرني بالصورة النمطية الذي حاول الأخوان نشرها خلال فترة حكمهم لمصر (الليبرالية يعني أمك تقلع الحجاب والرجالة تنام مع بعض)، فإن كان هم لا يعنيهم هذا المجتمع أو يجهلون تابعيات ما ينشرونه، فمن العيب أن يكون فنان مصري وطني لا يحسب تابعات كلامه، رسالتي لك يا أستاذ أمير سأقوم بقتبسها من أحد تدويناتك أنت (هي مش ناقصاك).
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال