المخالطون لمرضى كورونا..يروون لـ”الميزان” تجارب قاسية وساعات من الصدمة
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد
“صدمة.. قلق.. ترقب.. وأخيرا وفاة”.. مراحل مر بها بعض المخالطين لمرضى كورونا قبل أن يموت ذويهم متأثرين بهذا الفيروس اللعين، فهناك الكثير من الحكايات التي يمكن سردها عن لحظات مخالطة مرضى كورونا، إلا أن اللحظات الأقسى والأخطر تظل لحظات ما قبل الموت.
“الميزان” استطلع حكايات موجعة عن بعض المخالطين لمرضى كورونا، قبل أن يموتوا متأثرين بمضاعفات الفيروس.
تقول إسراء عاطف، الفتاة الثلاثينية أحد المخالطين لمرضى كورونا:” إنها علمت بنبأ إصابة والدتها بفيروس كورونا، وقررت عدم إخبار أحد من أقاربهم، فسرعان ما قررت علاجها منزليا خاصة وأن الحالة لم تكن تستدعي أن يتم نقلها للعناية المركزة”.
إقرأ أيضًا…
شهر كامل قضته إسراء بجانب والدتها، بعد أن اودعت والدتها في إحدى غرف المنزل للعزل بعيدا عن أبناءها، فهي تقدم الطعام بشكل يومي لها وتنظف المرحاض بعد خروجها منه، وتغسل ملابسها، وتقوم بعنايتها على أكمل وجه، حتى من الناحية النفسية تؤكد إسراء أنها كانت توفر لها الأفلام الكوميدية في محاولة لرفع روحها المعنوية، ربما يساهم هذا في شفائها العاجل.
في اليوم ال30 من العزل.. فوجئت إسراء بسقوط والدتها على الأرض بعد سعال بسيط لم يتخيل أحد أن يكتب هذا السعال نهايتها، على الفور بادرت إسراء لإزاحتها عن الأرض فوجدتها ماتت، الأمر الذي أصاب الفتاة بالصدمة قائلة: “كان نفسي احضنها وهي عايشة واقولها متخافيش هتبقي كويسة.. كنت بعيط كل يوم في الحمام من كتر قلقي عليها وكان عندي أمل تعيش.. مش معترضة على قضاء ربنا لكن كان نفسي احضنها”.
أما أحمد درويش أحد المخالطين لمرضى كورونا أيضًا يروي تجربته مع فقدانه لوالده، قائلا:” إنهم أخفوا على والدهم نبأ إصابته بكورونا، وعند أخذ المسحة أخبروه انها للاطمئنان على تنفسه فقط ولم يبلغوه بالنتيجة، مؤكدا أن والده لم يكن يحتمل هذه الصدمة”.
يضيف:” أحمد أن والده لم يُكمل أسبوع حتى دخل في غيبوبة نُقل على إثرها للمستشفى ولم يتمكن الأطباء من علاجه، قائلا: “انا داريت عليه الخبر عشان ميحزنش.. مكنتش هستحمل اشوف ابويا حزين.. فضلت تحت رجله لحد ما مات.. وكان نفسي اقوله انا اسف اني داريت عليك وحقك عليا”.
الأمر لدى ندى عطية مختلفا، فهي فقدت والدتها وجدتها وهي في الغُربة، حيث منعتها الظروف الدولية من البقاء بجانب والدتها، بسبب منع الطيران، وكانت تحادث والدتها عبر الفيديو، إلا أنها لم تكن تتخيل أن الفيروس اللعين سيصيب والدتها وجدتها سويا ويلقان ربهما قبل أن تحتضن والدتها.
وقالت ندى: “لو في ايديا أوجه كلمة ليها هقولها سامحيني كان نفسي اترمي في حضنك من قسوة الدنيا.. كان نفسي أبوس رجلك وايديك وراسك قبل ما تموتي”.
الكاتب
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد