ديانا داونز ..امرأة حولها التشدد الديني إلى سفاحة خطرة (الحلقة الأولى)
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد
في 19 مايو من عام 1983، كانت مدينة كوتج جروف في ولاية أوريجون الأمريكية، على موعد مع جريمة بشعة هزّت السلام الذي لطالما نعمت به هذه المدينة، حيث كانت بطلة الجريمة ديانا داونز ، التي كانت حينها في عامها ال28، حيث كانت تقود سيارتها النيسان الحمراء متجهة إلى منزلها بعدما قضت يوما لطيفا بصحبة أطفالها الثلاث مع إحدى صديقاتها في المزرعة.
شيء غريب حدث، ذهبت ديانا داونز إلى المستشفى بعدما أصيبت في ذراعها وأطلق احدهم النيران على أطفالها الثلاثة أثناء محاولته سرقة سيارتها – بحسب قولها- وعلى الفور قرر رجال الشرطة اصطحابها إلى المكان التي زعمت وقوع الحادث به، إلا أنهم لم يجدوا سوى طلقات فارغة عيار 22، لم يكن هذا الأمر هو المثير للريبة فقط، حيث وجد رجال الشرطة المقعد الأمامي والمقاعد الخلفية غارقة بدماء أطفالها في حين لم توجد على كرسي السائق نقطة دم واحدة، وهو المكان الذي زعمت فيه “داونز” مهاجمتها، كما أن أحد الأشخاص الذي كان يسير على الطريق بسيارته أثناء توجه “داونز” للمستشفى، أكد أن داونز كانت تسير بسيارتها ببطء شديد جدا، حتى أنه كان يعطي لها الإشارات لتسرع قليلا إلا أنها لم تستجب، فلا يُعقل أن تسير أم ببطء وقد أصيب أطفالها الثلاث وهم غارقين في الدماء.
لماذا لا تتحدث الناجيات من التحرش أو الإغتصاب؟
الكادر الطبي لعب دورا هاما في كشف ديانا داونز حيث أكد الفريق الطبي أنها حين جاءت إلى المستشفى لإنقاذ أبنائها كانت في حالة جيدة ولم تصرخ أو تبكي، وعندما أبلغت بوفاة ابنتها شيريل تلقت الخبر بهدوء شديد، دون أي انفعال أو حزن.
كريستي.. الابنة الكبرى لداونز، فاقت بعد أسبوعين من الغيبوبة، وعند سؤالها “من أطلق النار عليكم” اعترفت: “أمي”، ألقت الشرطة القبض على داونز، وبدأت تكشف تفاصيل عن السفاحة النرجسية التي حصلت محاكمتها على اهتمام عالمي.
“التطرف سبب الاضطراب النفسي”
كشفت الشرطة تفاصيل كثيرة عن داونز، لعل أبرزها في التربية المتشددة التي تلقتها داونز، حيث ولدت في أسرة متشددة دينيا، وكانت تتعرض للتنمر في مدرستها بسبب ملابسها وأسلوبها المحافظ، حتى انتقلت إلى كلية دينية، وهناك بدأت تُخرج الكبت في صورة تصرفات غير مألوفة، حيث أقامت علاقات جنسية مع عدد كبير من الشباب ما جعلها تُفصل من الكلية في عامها الأول.
“هروبها من المنزل”
هربت داونز من المنزل لتتزوج من حبيبها في فترة الإعدادية، وبالفعل تزوجت منه وانجبت طفلتين، إلا أن المشاكل سرعان ما دبت حياتهما بسبب خيانتها لزوجها أكثر من مرة، حتى أنها حملت من رجل آخر أثناء زواجها، وما كان من زوجها سوى مسامحتها أملا في أن تعدل من نفسها، لكنها حصلت على وظيفة في مكتب بريد ووقعت في غرام رجل متزوج كان يوهمها بالحب لكنها لم تكن لديه سوى نزوة فقط، حيث انفصلت رسميا عن زوجها من أجل الزواج بزميلها في العمل، لكن الأخير رفض الزواج منها قائلا إنه من المستحيل أن يتزوج بأم لديها ثلاثة أطفال، فما كان منها سوى اقتحام منزله وتوبيخ زوجته بأشد العبارات، ومن أجل نسيانه طلبت الانتقال من العمل إلى فرع آخر في كوتج جروف لتعيش مع أطفالها بعيدا عنه، إلا أنها لم تستطع نسيانه، بل وقررت قتل أطفالها أملا في الزواج منه.
“محاكمة غريبة”
في عام 1984 كان العالم على موعد محاكمة هي الأغرب من نوعها، حيث تم محاكمة داونز إلا أنها ظهرت وهي حامل دون معرفة من الأب؟ كما أنها كانت مبتسمة وتستعرض جسدها أمام كاميرات الصحفيين كما لو أنها نجمة هوليود، ما دفع الأطباء النفسيين لوصفها بأنها شديدة النرجسية، لتصبح بعدها من أشهر السفاحات على مستوى العالم، وحكم عليها القاضي بالسجن المؤبد زائد خمسين عاما لتظل داخل السجن مدى الحياة.
في عام 1987 حاولت “داونز” الهرب من السجن مخترقة عدة حواجز، وبالفعل نجحت في ذلك إلا أن الشرطة استطاعت القبض عليها مجددا بعدها ب10 أيام، وبعد أن عادت إلى السجن درست وحصلت على شهادات جامعية وقدمت طلبا للعفو في 2010 إلا أنه رُفض، ويحق لها التقدم بطلب آخر هذا العام.
قصة “داونز” تم تحويلها إلى فيلم بطولة النجمة العالمية فرح فاوست، ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا.
الكاتب
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد