طقوس الزواج الليبي الأغلى في العالم!
-
كريم عبد العزيز
كاتب نجم جديد
لا يختلف العرس الليبي عن الأعراس المصرية كثيرا، وذلك بحكم الجيرة وامتزاج الثقافات المصرية الليبية، ولكن هناك بعض الاختلافات البسيطة الموجودة والتي يمتاز بها الليبيون في حفلات الزواج، فبحسب التقليد الليبي تظل حفلة العرس 10 أيام، ولكن نظرا لما يراه الأهالي بليبيا من كثرة التكاليف تم الاتفاق على تخفيض عدد الأيام إلى يومين أو ثلاثة ومع ذلك يحمل العديد من الطقوس والموروثات التي يمتاز بها العرس الليبي.
يعتبر العرس الليبي من أكثر الحفلات تكلفة في الوطن العربي، بل في العالم كله، حيث تقوم أم العريس بزيارة بعض البيوت ومعها بعض النسوة زيارات عديدة لاختيار الفتاة التي تود خطبتها لابنها، وبعدها يتم توصيفها للشاب، وإذا تم الإعجاب بها عن طريقة الوصف يتم إرسال الوالد إلى والد الفتاة لخطبتها، وإذا تمت الموافقة فتتم الخطوبة والمناقشة في المهر وموعد القران والزفاف في ظل غياب الشاب.
هذه الاتفاق الذي تم عقده بين الوالدين يسمى بالشرط، وبعدها يرسل العريس مع بعض النساء ما يسمى بالبيان، وهو المجوهرات والمصوغات الذهبية، والعديد من الهدايا المختلفة للفتاة، ومن هنا تبدأ مراسم العرس التقليدي وأول شيء ما يسمى بالكسوة أو الرمى مع إحضار التموين أي مستلزمات الفرح من طعام وشراب ومتطلباتهم، ويحضر فيه أهل العريس للعروس ما يسمى بالقفة عن طريق النساء وهن يغنين بالشعر الليبي، والقفة عبارة هي سلة مصنوعة من الجريد والبوص والسعف، وتكون مليئة بالبخور والكسوة التي هي ملابس وأقمشة للفتاة، بالإضافة إلى الزي التقليدي، يطلقون عليه البدلة.
ومواصفات البدلة تكون مطرزة بالفضة والذهب، وخناق أي عقد كبير وتاج من الذهب يسمى بالـ”شنير” ويوضع على رأس العروس، كما يكون هناك 6 أساور و4 خواتم وطقم صغير من الذهب، والأقمشة تكون من الحرير الخالص، بالإضافة إلى الأحذية الفاخرة وعطور وماكياج، بالإضافة إلى الحنة ومستلزماتها من كحل عربي ومسك جبلي وعيدان من أغلى الأنواع الموجودة.
كما أن هناك هدية لأم العروس وهي عبارة عن 4 أساور ذهب، ولوالد العروس هدية تتمثل فيما يسمى بـ”الزبون ” وهو زي تقليدي للرجال يهديه إلى الشاب وهي بدلة عربية تكون مطرزة أحيانا بالفضة ويتم في هذا اليوم عقد القران، بعد لبس كل منهما بدلة العرس المرصعة بالفضة والذهب، وتخرج العروس مغطية وجهها وتفتح القفة دون كشف وجهها المغطى، وتأخذ بيدها 7 مرات حنة وتضعها في كيس خاص لتعجنها أم العروس بالماء فقط.
كما يتم توزيع المحتويات العطرية والبخور والمسك والشموع والسكر على الفتيات الحضور في العرس، ويرسمن أيديهن بنقوش الحنة المختلفة وزخرفتها، ويتعين على أهل العروس الرد على هدايا العريس، فيرسلون لهم “قفف” الهدايا لعائلة العريس.
ويعتبر يوم الحنة طقسا من الطقوس الموروثة والمحافظ عليه إلى يومنا هذا، حيث تجري مراسمها على النحو التالي، تبدأ بعد العصر عادة، وتقوم في منزل العروس، وارتداء الزي التقليدي والمجوهرات، وتجلس النساء جنبا إلى جنب، ويكون هناك غناء شعبي ليبي، بالإضافة إلى العشاء، وتدخل أم العريس على العروس لتضع الشنير والخناق أو العقد الكبير من الذهب على العروسة، ثم بعد ذلك تتوجه إلى الحفلة الكبيرة كما يسمونها.
العرس الليبي لا يختلف كثيرا عن أعراس المنطقة العربية فكما هو مشهور أن العروسة ترتدي الفستان الأبيض، ولكن في ليبيا ترتدي زيا تقليديا أبيض، ثم بعد ذلك تذهب إلى بيت زوجها ويكون أهل العريس في أفضل جمال وأفضل زي تقليدي ليبي لاستقبال العروس، ويقوم بتتويج العريس بالعديد من فروع الياسمين والفل، وحينما ينتهى العرس وينتقلون إلى الصباحية وتسمى الصبحة تقيم والدة العريس حفلة للعروس داخل البيت، وترتدي العروس ثلاث مرات زيا تقليديا مختلفا ويحضر الأقارب والجيران ليروها بالزي التقليدي ثلاث مرات، وتقوم بإعطاء ربع دينار للأطفال، وبالتالي يختتم العرس.
الكاتب
-
كريم عبد العزيز
كاتب نجم جديد