كوكو شانيل وإلسا سكابرلي .. أكبر عداوة في تاريخ صناعة الأزياء
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يعرف معظم الناس من تكون كوكو شانيل فإن عطر “Chanel No. 5” هو الأشهر في التاريخ كما أن بيت الأزياء التي بدأته في 1909 هو من أشهر بيوت الأزياء في العالم حتى يومنا هذا بعد 111 عام، لكن ما لا يعرفه غير قلة هو إلسا سكابرلي وهي مصممة أزياء أخرى سيطرت على مجال الأزياء بجانب كوكو شانيل في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي مما لم يعجب كوكو بأي شكل من الأشكال وتسبب في أحد أكبر العداوات في تاريخ صناعة الأزياء.
قبل أن تضع إلسا سكابرلي قدمها في فرنسا، كانت كوكو شانيل المصممة الأولى للأزياء النسائية في باريس بعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى، ما دفع النساء لشراء تصميماتها أن شانيل كانت تصنع ملابس مريحة وبسيطة بألوان هادئة وأنيقة على عكس ما تعودت عليه النساء سابقًا، أحبت شانيل دور الملكة التي لم يكن لها منافس في عالم الأزياء، فهذا الأمر مكنها من الاندماج في دائرة النخبة في باريس كما ساعدها ذلك في أن تحصل على فنانيين وكتاب مثل دالي وبيكاسو وكوكتو كأصدقاء الأعزاء.
على الناحية الأخرى كانت إلسا سكابرلي تدمج الفن السيريالي مع الأزياء التي تصممها وعلى عكس شانيل كانت تستخدم الألوان الصاخبة في تصميماتها، مما لفت نظر الكثير من الناس لأن ما كانت تفعله إلسا سكابرلي كان مختلف عما كانت تصممه جميع بيوت الأزياء في ذلك الوقت.
غير أن كلًا من المصممتين في مجال الأزياء إلا أنهما لم تحبا بعضهما وكان السبب وراء هذه العداوة هي غيرة شانيل وعدم ثقتها في نفسها. فكوكو شانيل لم تكن من المعجبين بزيادة شعبية إلسا التي كانت في نمو يوماً بعد يوم مع الدائرة الثرية في باريس، بجانب ذلك فإن إلسا لم يكن لها أي تدريب أو تعليم في الخياطة بل كانت تعتمد على أساليب أخرى في التصميم مما جعل شانيل تراها أقل منها.
بالرغم من أن تصميمات المصممتين كانتا مختلفتين للغاية إلا أنها كانتا في نفس الدائرة الإجتماعية وأكبر مخاوف كوكو شانيل أن تصبح رقم 2 وهذا تمامًا ما حدث فمنذ 1920 وحتى الحرب العالمية الثانية كانت إلسا هي من يتحدث عنه الجميع.
الفن السيريالي كان الفن الرائج في ذلك الوقت مما ساعد إلسا وتصميماتها في الحصول على الشهرة كما أن إلسا اعتادت أن تتعاون مع فنانين مختلفين مثل سلفادور دالي مما أثار غضب شانيل لأن في عقلها كان هذا يعني أن أصدقائها يساعدون في فشلها.
كرهت كوكو شانيل لإلسا سكابرلي وصل إلى أن شانيل لم تشير لإلسا باسمها بل بـ”الفنانة الإيطالية التي تصمم الملابس” كما أن هناك رواية أن كوكو شانيل وإلسا سكابرلي كانتا ذات يوم في نفس الحفلة التنكرية وحينها طلبت كوكو من إلسا أن ترقص معها وهذا تمامًا ما فعلته إلسا إلا أن كوكو كان لها نوايا أخرى فإنها وجهت إلسا إلى نجفة مزينة بالشموع مما جعل فستان إلسا يحترق.
لم تهتم إلسا بكل ذلك ولم تتأثر حياتها المهنية بالعداوة تلك ففي عام 1934 أصبحت أول مصممة أزياء تظهر على غلاف مجلة تايم كما أن في عام 1937 زادت شهرة إلسا وأزياءها عندما ارتدت مدام سيمبسون، التي ترك الملك إدوارد العرش من أجلها لاحقًا، أحد الفساتين التي صممتها بصحبة دالي في أحدى جلسات التصوير لمجلة فوج وسريعًا ما أخذت إلسا مكان كوكو كملكة الأزياء النسائية.
عندما بدأت الحرب العالمية الثانية تأثر مجال صناعة الأزياء بشكل كبير مما دفع إلسا أن تترك باريس وتتجه إلى نيوورك أما كوكو شانيل فإنها وجدت نفسها بين أحضان النازية، عندما عادت إلسا إلى باريس بعد نهاية الحرب، لم يكن أي أحد مهتم بتصاميمها وكان كريستيان ديور هو من يحصل على كل الاهتمام مما دفع إلسا أن تغلق دار أزياء سكابرلي في عام 1954 وهو نفس العام الذي صممت كوكو شانيل مجموعة العودة لها لكن كان الجميع في فرنسا يكره شانيل بسبب صلتها بالنازية لكن النساء في بريطانيا والولايات المتحدة وقعن في حبها، فشلت شانيل أن ترجع دار أزياء شانيل لمكانته الأولى حتى جاء كارل ليجيرفيلد في عام 1983 وخلد اسم كوكو شانيل في تاريخ صناعة الأزياء للأبد.
أما إلسا سكابرلي فالقليل يعرف اسمها حتى بعد إعادة إحياء دار الأزياء الخاص بها في 2014.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال