متى يتوقف الجمهور عن استخدام عبارة “ذكاء عمرو دياب”؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عبر ما يقترب من ٤ عقود غنى فيها عمرو دياب أكثر من ٣٠ ألبوما وتصدر القمة لسنوات طويلة كان الجمهور المصري يقول مطمئنا ” عمرو دياب مطرب ذكي وموهوب بس ذكاءه هو سبب نجاحه”.
كانت الجملة حقيقية تماما لعدة أسباب، أولها رؤية الهضبة لنفسه وعيوبه وتجنبها، يدرك بعد عدة لقاءات تليفزيونية قليلة أنه لا يحسن الحديث أمام الكاميرا، يقرر التوقف نهائيا عن الظهور ويكتفي بالتواصل مع جماهيره عبر فنه فقط وحفلاته، يدرك مشاكله الفنيه الخاصة فيعمل عليها تدريبا وتكرارا حتى يتجاوزها، فيمكننا أن نسمع عمرو وهو يؤدي “عربا” في أغنيه في منتصف التسعينيات بعد ١٥ سنة من انطلاقته.
يبلغ ذكاء الهضبة مرحلة أن يتحول إلى مؤسسة وليس مجرد مطرب شهير، مؤسسة تعتني بتسويق الموهبة والمظهر وكل ما يخص النجم ليتحول بعد منافسة محمد فؤاد في بداية التسعينيات إلى المطرب العربي الأكبر والأهم والأكثر نجاحا، يصير عمرو دياب المطرب الذي يصنع الموسيقى الجديدة فيقلده موسيقيو العالم العربي وفنانوه، يرتدي الجديد فيلبس كل شباب الوطن العربي ما يرتديه دياب في كليباته وحفلاته، يصبح عمرو هو الموضة .
تتردد الأساطير حول عمرو دياب الذي لا يشرب سيجارة ولا كأس ويمارس الرياضة بانتظام، فيدعمها بالتصوير في الجيم ومنع أي صورة له وهو يدخن في سهراته الخاصة، لدرجة أن عمرو دياب عندما ارتدى “حلقا” في فترة من الفترات كان يرفض التصوير به، حريصا على صورة ذهنية ما نجح في تسويقها للمستمع والمشاهد.
أدرك دياب أن السينما ستأخذ من نجوميته بعد أفلام العفاريت وآيس كريم في جليم وضحك ولعب وجد وحب لأنه لا يجيد التمثيل فضحى بهذه القيمة الكبيرة مضمونة النجاح لأنه سوف تسيء للاسم ومحصلة المشوار.
كان ذكيا للغاية حتى يتخذ قرارا صعبا مثل هذا.
إلا أن اسطورة ذكاء عمرو دياب بدأت في التهاوي مؤخرا وأصبحت عبارة “عمرو دياب ذكاءه أهم من موهبته” غير حقيقية، لأن الذكي فنيا لن يقدم محتوى في ركاكة “مالك غيران” ، والذكي اجتماعيا لن يصنع فيديو الرسالة الموجهة للمستشار تركي آل شيخ وسط حنق شعبي حقيقي تجاه تجربة آل شيخ في الوسط الرياضي المصري وخسارة أكبر جمهورين في الوطن العربي “الأهلي والزمالك”.
كما أن صورة المطرب العربي الأول والأهم وهو يستجدي ويعتذر لأي شخص في الوسط الفني دون مبرر حقيقي تبدو جارحة لإيجو جمهور دياب نفسه فما بالك بالهضبة.
عمرو دياب ودينا الشربيني يهنيان #تركي_آل_شيخ بعيد ميلاده😍🤗🤗
Geplaatst door AWAGA op Woensdag 5 augustus 2020
يخون دياب ذكاءه ويبدو عليه الملل من الصورة الذهنية التي قدمها لما يزيد عن ربع قرن فنرى الهضبة وفي يده سيجارة للمرة الأولى عبر صورة منتشرة عبر الإنترنت.
يكتفي الهضبة عند جمهوره الحقيقي بما قدمه سابقا ولا يصنع جديدا، يسخر من كل الملاحظات ولا يعير أذانا للنقد، اكتفى الهضبة بما قدم وقرر الاكتفاء بما قدم من ذكاء صنع رصيدا يكفيه حتى النهاية.
عمرو دياب حر في قراره وفي اختيارته لا يمكننا أن نلوم عليه، لكن لابد لنا أن نتوقف تماما عن الحديث عن ذكاءه الذي توقف عن استخدامه وعن صورته الذهنية التي يحطمها بإصرار.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال