ماذا لو تبادل غسان كنفاني وغادة السمان رسائلهم في 2020؟
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عندما قررت أن أجمع محادثاتي أنا وغسان كنفاني وانشرها في كتاب (رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان)، اتهموني بأنني أبحث عن الشهرة! رغم أنها تحيط بي منذ شبابي، وشبهوني بالمستبدة التي وصفها كريم العراقي وغنى لها كاظم الساهر بسبب نشري لرسائل الرجال الذين عشقوني-وهم أغلب مشاهير الوطن العربي- ولكن هذا التشبيه لم يهمني، والا أرى جدوى للرد عليه من الأساس، ربما يريد من يتهمني أن ادافع عن نفسي بصوت مكسور واحكي عن طبيعة علاقتي بغسان، وأنني لم حدثه يومًا أنه شيء غير صديقي المقرب، ولكني لم أفعل ذلك، أنا لست متهمة لأدافع عن نفسي، ولكني انقل لكم هذه الرسائل حتى تتعرفوا على غسان كنفاني الذي ربما لم تعرفوه من قبل.
رسالة من غسان عنوانها (الفريندزون)
وكان غسان في ذلك الوقت متواجد في القاهرة لإلقاء كلمة في إحدى المؤتمرات الثقافية، هذه الرسالة وصلتني في فجر يوم الأحد على تطبيق واتساب، ولكني كنت مرهقة جدًا فلم اشاهدها إللا في اليوم التالي، ولم أستطع الرد عليها إلا في وقت لاحق.
إلى غادة..
آه… لم أجد كلمة تلخص الوضع بالنسبة لي غير هذا التعبير… آه من تلك المنطقة الضيقة الواسعة التي انتهى بي الأمر أنني أسيرًا إليها… تلك المنطقة التي تجعلني أرى الطعام على بعد إنشين ولا أستطيع أن أقترب منه وأنا في شدة جوعي… تلك المنطقة التي يشعر فيها الرجل بأنه يستطيع التوغل إلى كيلو مترات قادمة، لكن أول مترين لا يستطيع أن يمشي فقط فيهما… منطقة تشبه مثلث البرمودا… تخطف الوقت والشغف والمشاعر، تُربك الرجل وتجعله غير مبال ومبال في نفس الوقت… منطقة “الفريند زون”
“رضوى عاشور” أديبة استثنائية سافرت بقراءها عبر سطور من الدهشة
فكرت للحظات أن القرار التي تتخذه امرأة في أن تضع رجل يحبها في “الفريند زون” ليس قرارها النابع من شخصيتها… بل هو أحد أنواع السادية الأنثوية، شيء قابع في أعمق نقطة في نفس الأنثى، فلا هي تركته يرحل، ولا هي اقتربت منه إلى الحد المطلوب بالنسبة له، هي نظرية انتهازية بامتياز… رجل يحبني، لماذا لا يكون موجودًا… لكنه ليس الرجل المناسب… لذلك لن أجعله يقترب… يا سيدتي هو شيء أشبه بالفريزر… هل خُضتي تجربة أن يضعك أحدهم في الفريزر حتى يحين موعد استخدامك؟ أن تجلسي على أحد الرفوف ككتاب لم يشتريه أحد في انتظار أن أيادي الرحمة! إنها أزمة يقع فيها الرجل… ربما تظل علاماتها على وجهه وتصرفاته طول العمر! بظنك هل المرأة هي المذنب الأكبر؟ أم أن قراره بالرحيل أو البقاء في يده هو… هو فقط؟
أنتظر الرد على رسالتي… تحياتي
ردي على رسالة غسان بعد أن وصلتني بأسبوع
صديقي الرائع غسان..
اعتذر عن تأخر رسالتي ولكني كنت مشغولة طوال الأسبوع الماضي الذي استلمت فيه رسالتك، أحب أن اشاركك سعادتي البالغة بإنجاز يبدو صغير ولكنه سبب لي شعور بالغ بالنجاح، فقد وصل عدد المتابعين لحسابي على موقع انستجرام إلى مليون متابع، وهو امر كان هام جدًا بالنسبة لي.
قرأت رسالتك أكثر من مرتين، وفكرت كثيرًا في طبيعة الرد الذي تنتظره أنت مني وما سوف يترتب عليه، لا اعلم لماذا تشعر بكل هذا الألم في صدرك يا عزيزي، ولماذا تضعني في خانة الأنثى الطاووسية التي تتفنن في جعل المحبين خاضعين لها لهذه الدرجة… لقد تناقشنا من قبل عن الأسطر التي كتبها جبران عن المحبة في كتاب النبي، وكنت أنت من أشد المدافعين عن أن المحبة لا تملك شيئا ولا تريد لأحد يملكها، هي فقط مكتفية بنفسها، وأتذكر أنك في ذلك الوقت تحدثت عن أنك ترى هذه الجملة مشابهة تمامًا لشعورك تجاهي.
مبدعات من الشرق (1) نازك الملائكة.. النسوية والشعر الحر
لا أنكر أنك من أصدقائي المفضلين، ولكنك دائمًا ما تتنسى أنك رجل متزوج ولديك أولاد هما الأولى بهذه المشاعر، الا تظن يا صديقي أن قلبك خانك عندما وقعت في حب امرأة حرة وأنت متزوج؟!، هل تعتقد أنني سأقبل يوم بأن أكون زوجة ثانية؟!
ولكن تذكر دائمًا أنني أريدك في حياتي صديق مقرب…
الصديقة المخلصة غادة
ولم يأتي رد على هذه الرسالة، ولكن بعدها بأيام طلب مني غسان كنفاني احتساء القهوة معه، وعندما ذهبت وجدت باقة من الزهور على الطاولة احضرها لي اعتذارًا على اتهاماته المبطنة لي في رسالته السابقة، وقد وثقت هذه اللحظة ووضعت صورتها في حسابي على إنستجرام وحصدت هذه الصورة أكثر من 50.000 إعجاب وتعليق.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال