همتك نعدل الكفة
453   مشاهدة  

رمضان صبحي .. خطورة تدمير الحد الأدنى من الانتماء

الانتماء
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



على المقاهي ، وصفحات الفيس بوك الخاصة ، هناك نقاش دائر الآن بين نوعين من الشباب ، نقاش في ظاهره يخص موضوع يشغل الرأي العام في الشارع الرياضي ، أما في باطنه فهي مسألة اجتماعية لابد لها من نقاش صريح حتى نرى كيف أن المنحنى الذي نسير به في هبوط دائم

يقول أحدهم للآخر : “لو أنك مكان رمضان صبحي ، وعرض عليك نادي آخر غير ناديك الذي نشأت به أضعاف المبلغ المعروض عليك من ناديك .. هل ستوافق ؟ بالطبع ستوافق ولو معروض عليك زيادة خمسين جنيه .. فيرد الآخر : طب هاتلي انت العرض الزيادة الخمسين جنية وسأبيع في المقابل أبويا ” ، وينتهي الحوار بضحكات في الخارج ، وثلاثة أفكار كارثية يمكنها تدمير الوعي إذا تفشت بشكل أكبر من ذلك .

الانتماء
رمضان صبحي وعدم الانتماء

أولًا : هل المقارنة أولًا صحيحة ؟

هناك خطأ شائع في المقارنة بين شاب لا يتعدى راتبه الـ 3000 جنية عُرض عليه 4000 في مكان آخر، وشاب مثل رمضان يصل عرض الأهلي فيه الى 50 مليون ويفضل عرض بيرامديز الذي زاد عنه 30 مليون فقط ! .. ومخطئ من يعتقد أن المبدأ واحد .. لأن في حالة الشاب الأول ستكون الـ 1000 جنية بمثابة قفزة كبرى إلى الأعلى .. أما في حالة رمضان فهو تفضيل بين عرض رائع وعرض مبهر ، وهو اختار المبهر دون النظر إلى أن المكان الذي عرض عليه العرض الرائع هو ذاته المكان صاحب الفضل في أن يأتيه عرض مبهر .. وناهيك عن المقارنات المادية ، فإننا لو حسبنا كم أضاف الأهلي إلى رمضان منذ أن كان طفلًا فسنجده أكثر كثيرًا من الـ 30 مليون الزائدة في عرض بيراميدز ، وهو ما يبطل تلك المقارنة السطحية الذي يحاول بها البعض تبرير الجشع والاستخفاف بالجماهيرية والتاريخ حتى يجد لنفسه فرصة في فعل مماثل .

 

ثانيًا : ما السبب في سرعة رمضان صبحي باتخاذ القرار  ؟

الجمهور .. الحلوى والعصا .. المعلم والمُعاقب وسبب الشهرة والدمار .. الهرم الذي يرفعك على قمته والهوة السحيقة التي تغرقك في الظلام حيث لا يسمع عنك أحد

لاحظ معي أن قرار رمضان صبحي في الذهاب إلى بيراميدز جاء أسهل كثيرًا من الوقائع المماثلة التي حدثت من واقعة انتقال إينو إلى الأهلي أو رضا عبد العال إلى الأهلي أو عبد الله السعيد إلى الزمالك .. في كل مرة من هذه المرات كان الجمهور الغاضب له مكانته وله كلمته التي تجعل اللاعب دائمًا في موقف المبرر عن موقفه .. وتضع إطارًا للمسألة وتحد من نسبة للبجاحة التي أصبحت منهجًا لأي لاعب يقرر أن يزيد من رصيده البنكي في مواجهة الجمهور

الجمهور .. الحلقة المفقودة .. عدم وجود الجماهير في المدرجات سهلت كثيرًا مهمة رمضان صبحي .. كان وجوده كعنصر فاعل في الملعب وخارجه يحد من انتشار مثل هذه الظواهر ، يحكي لك لاعبي الأهلي والزمالك من الجيل الماضي .. عبد الواحد السيد ، وعماد متعب كيف كان هناك عرضًا مفتوحًا لهما من الأهلي هنا والزمالك هناك ، لكن كان هناك جمهور يحاسب ويعاقب ، لذلك كان هناك لاعبون ممنوع أن تراهم بقميص غير قميص ناديهم …  الآن الجمهور أصبح مجموعة أكونتات على فيس بوك يمكنك كـ رمضان أن تبتعد عن ضغطها بإغلاق الأكونت الشخصي ختى ينام الموضوع .. وهو ما يحدث بالفعل .

الانتماء
رضا عبد العال أحد رموز عدم الانتماء

أخيرًا : ما تأثير ذلك في المستقبل القريب ؟

إقرأ أيضا
فيلم الملحد

نجم كبير مثل رمضان صبحي، ونجم كبير مثل عبد الله السعيد، ونجم كبير مثل أحمد فتحي، ونجوم كبار آخرين لم يعد انتقالهم من أنديتهم الأصلية يتكلف إلا دقيقة واحدة في التليفون يقول فيها صاحبه : سندفع لك أكثر! .. نجوم مثل هؤلاء يتعلق بهم الكثير من الأطفال يقدمون لهم نظرية الاستخفاف بالانتماء على طبق من ذهب ، فتتأصل النظرية بداخلهم الآن ، غدًا يقل انتماءه لشركته، ولمصنعه ، ولجريدته، ومستشفاه ، غدًا سيترك كل شئ حتى بلا نظرة واحدة للخلف  .. إذًا ما المطلوب مني.. هل أترك عرضًا ماديًا كبيرًا لمجرد كلام مثل الانتماء وغيره ؟

أنا لا أخبرك عن ضرورة ميولك للفقر مقابل الانتماء .. أو أن تقطع برزق عيالك لمجرد وجودك داخل كيان صنع اسمك .. لكن هناك منطقة وسطى يمكننا أن نقف بداخلها .. مزيد من الصبر على من صنعك قبل الرحيل .. مزيد من الاحتمال من أجل وطنك الصغير (نادي – شركة – مصنع- جريدة) قبل المغادرة .. وإذا حكمت الظروف عليك بالرحيل لا تحاول أن تفقد احترامك هو الآخر .. ابق داخل وطنك بمقدار تحملك ، ولا تحاول أن تغير مصطلحات الجشع بـ “الاحتراف”  .. وإذا كان قرار رمضان وغيره بالرحيل هو قرار فردي ، حاول أن تحتفظ بالصورة واضحة بداخلك دون تبريرها أو تغييرها .. وإذا تغيرت الصورة عند النجوم ، فلنحاول الثبات عليها كجماهير .. وإذا كان النجم حرًا فيما يفعل .. أنت أيضًا حرًا فيما تعتقد !

الكاتب

  • الانتماء محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
1
أعجبني
5
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان