956 مشاهدة
ألبوم جنات “انا في انتظارك ” والغناء بلا هدف واضح
عندما استمعت إلي ألبوم “أنا في انتظارك” للمطربة جنات ، تبادر إلي الذهن عدة تساؤلات حول طبيعة المشاريع الغنائية النسائية الحالية، وما الهدف من الغناء إذا كنت لا تمتلك مشروع جدي حقيقي، وما هي المقومات التي يستند عليها النجم في اختياراته، وهل يكفي امتلاكه صوت جيد ووجه طفولي محبب للمراهقين كي ينال فرص في الظهور على حساب مشاريع أخرى قد تكون أهم وأقيم منه فنيًا.
لم تلامس جنات النجاح الجماهيري الكبير سوى عدة مرات بدأت بأغنية “اللي بيني وبينك” والتي نجحت البروباجندا التي أثيرت حولها في ان تلفت الأنظار إليها كصوت جديد أتي إلينا من شمال إفريقيا ونالت فرصة تستحقها وبدأت رحلتها الفنية، ثم جاءت أغنيتها “حبيبي على نياته” والتي وضح أنها تغازل مرحلة سنية معينة، ثم الإطلالة الأهم في حياتها من خلال ألبوم “حب امتلاك” والذي يمكن اعتباره محاولة جيدة لمناطحة نجمات الصف الأول، لكن ماذا حدث بعدها، وقفت جنات محلك سر، لم تحاول أن تستثمر تلك الفرص في انتزاع مكانة أكبر لدى الجمهور، وهل امتلكت فعلا جمهورًا عريضًا ينتظر أي جديد لها، أم أصبحت مجرد رقم ينتظر دوره في طابور روتانا الكبير، وهل حضورها بألبوم جديد سيحرك السوق الغنائي في شئ أم مجرد حضور بطعم الغياب، و لن يبقيها في ذاكرة الجمهور شهر على الأكثر.
صدر ألبومها “أنا في أنتظارك” في احدى عشر أغنية، وبرغم الأسماء المهمة التي عملت داخل الألبوم يتقدمهم المتألق حاليًا “عزيز الشافعي” بجانب “أمير طعمية””وليد سعد”رامي جمال” “توما” إلا أن الاختيارات تطرح تساؤلًا هل عرضت تلك الأغاني عليها فقبلتها أم هي من اختياراتها الشخصية؟ وهل لم تجد عند تلك الأسماء التي تعتبر من الصف الأول في سوق البوب العربي أعمال افضل من تلك؟ ام عرض عليها أقل بضاعة لديهم استنادًا على قلة شعبيتها فقررت مجاملتهم على حساب فنها.
اقرأ ايضًُا
ألبوم هشام عباس عامل ضجة واللعب في المساحات الآمنة
يمتلك الثالوث شادي نور وبلال سرور وهاني ربيع العديد من الأغنيات الناجحة الضاربة، رغم أن عنوان الأغنية مستوحى من أغنية شهيرة لأم كلثوم، إلا أن الفكرة جيدة تتحدث عن انتظار الحبيب المجهول التي لا تعرفه ولا يعرفها، اللحن بسيط لم يرتكن لتحويلات تذكر، والتوزيع جاء خفيفًا معتمدًا على المؤثرات الصوتية الإلكترونية دون زخم هارموني.
مقدمة كلاسيكية شرقية محضة يتألق فيها القانون مع الناي من الموزع هاني يعقوب، تمهد الدخول للغناء، من أول جملة لحنية تعرف عزيز الشافعي حيث التقطيعات القصيرة والنقلات التي صارت متوقعة منه، الكلمات عادية جدًا لم يكلف نفسه بتغيير قفلات الشطرات في الكوبليه الوحيد الذي تشابه مع المذهب، ولا اعرف سر كتابة الكوبليه الثاني في الفيديو المنشور على اليوتيوب مادام تم حذفه، التوزيع اعتمد على مصاحبة صوت جنات بنفس الجمل تقريبًا دون تغيير ، جملة “أوعى تكسر لي قلبي” أدتها جنات باصطناع رغم أنها سينو الأغنية
كلمات مستهلكة كتبها الشاعر عبد الحميد الحباك، ولحن ضعيف جدًا من أسامة سامي الذي أعتقد أنه يركز على نفسه كموزع أكثر، اللحن جاء بجمل طويلة نسبية خصوصًا في سنيو الأغنية “بحبك حب ” الشيء الوحيد الجيد في الأغنية هو صولو الناي الذي حاول إضفاء بعض الرومانسية
الشاعر جمال الخولي يمتلك بعض الأغاني المهمة والتي حاول فيها تفكيك العلاقات العاطفية بشكل مختلف، لكن في تلك الأغنية لا يمكن الارتكان لفكرة بعينها، اللعب على تقطيع الكلمات بحروف ساكنة، الفكرة غير متماسكة بل أن المذهب والسينو والكوبليه الوحيد بنفس القافية تقريبًا، مع شطر “أنت ماسبتنيش عايشه معاك في عذاب” والذي زاد من غموض الفكرة، وهو ما يعزز الشعور بأن الكلمات كتبت على تيمة لحنية وضعت مسبقًا. الموزع وسام عبد المنعم اعتمد على الكلارينت كآلة أساسية في الهارموني وفي الصولو في استسهال واضح لإضفاء بعض الحزن دون تنويع جدي في الهارموني.
مرة أخري يطل عزيز الشافعي بأغنية مستنسخة من أغنية سهران لعمرو دياب، نفس التقطيع اللحنية بنفس الكلمات التي يجيد فيها الشافعي التقاط الإيفيه فمرة تصيب ومرات تخيب،” أنا رايقة وأنت رايق .. ياللي ضحكتك بتضايق أيوه والله بتسبب حرايق” أداء جنات ضعيف جدًا في ظل احتياج اللحن لصوت ذات جرس قوي والتوزيع أضعف ما فيها حيث كانت يحتاج مقسوم أكثر قوة من الذي استخدمه، يمكن أفضل ما فيه تلك الجملة التي يعزفها الترومبيت بالتناوب مع الكولة.
أكثر أغنية يمكن أن نقول انها متعوب عليها فنيًا، الفكرة صيغت بشكل جيد من الشاعر كريم حكيم بتحويلات جيدة من الملحن خالد فتوح، التوزيع للشقيقان إلهامي وادهم دهيمة تماهي مع اللحن بشكل جيد، حاولت جنات ملامسة الحالة لكن المشكلة تكمن في أنها تؤدي بلا شخصية في صوتها فيصلك الأداء بلا روح.
مفردات جديدة وفكرة مكتوب بشكل جيد من أحمد الحبيشي رغم الشطر الكوميدي أكتر حد حبه كان بدائي، يجيد مدين خطف الأذان بألحانه باعتماده على جمل لحنية قصيرة سريعة تصعد بك للذروة ثم فجأة يهبط بجمل مغايرة تماما، توزيع أكرم عادل أضعف مافي الأغنية حيث لم يعطيها قوة خصوصا أن الأغنية سريعة وتحتاج قوة أكثر .
فكرة تقليدية ومستهلكة من الشاعر تامر حسين صاغها في حدود إمكانياته الفنية، اللحن بسيط من الملحن أحمد حسين جاء معتمد على جملتين في المذهب و السينو ثم كررها بحذافيرها في الكوبليه الوحيد، المقدمة جيدة تبرز فيها شخصية الموزع هاني يعقوب وأن كان عابه عدم اعتماده على الآلات حية في الهارموني.
أغنية من التسعينات، مفردات أمير طعيمة تقليدية مستهلكة مع لحن رفاعي المعتمد على فكرة واحدة في المذهب والكوبليه، توزيع توما اكمل الحالة التسعينية بمقسومه الصاخب بكل حلياته وصولو الأوكورديون الذي يرد على الكي بورد، تلك الأغنية تفسر ما ذكرته في البداية عن كيفية اختيار الأغاني وأن الإنتاج الجيد لهذا الثالوث يظل من نصيب النجوم، ويلقوا بالفتات لنجوم الصف الثالث والرابع.
فكرة جيدة من الشاعر “سلامة علي” كان من الممكن أن تصاغ بشكل أفضل بدلًا من الاعتماد على المثل الشهير “نوم الظالم عبادة” والذي رغم دوران الفكرة حوله إلا أنك تشعر بأنه أقحم عنوة على الأغنية، لحن وليد سعد جاء جيد رغم محاولات إفساده في قفلات الجمل خصوصا في شطر “نوم الظالم عبادة”، اختار الموزع هاني يعقوب صوت عجيب من الكي بورد كي يبدأ به ثم كرره في الصولو، ثم حاول كسر الملل بعد الكوبليه الأخير لكنها لم تكن في صالح الأغنية ليكرر المذهب مرة أخرى ويقفل الأغنية فجأة.
فكرة الكلمات جيدة من الشاعر “علي فتحي” كان من الممكن أن تصاغ بشكل أفضل، لحن “عماد تاج” أفضل لحن في الألبوم كله، الأغنية افضل توزيع في الألبوم كله من الموزع “جيزو” ويمكن اعتباره الوحيد في الألبوم الذي لم يستسهل في عمله كموزع.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
