نعرف أركان الإسلام والإيمان فهل للإحسان نفس الشيء “رؤية صوفية لحديث جبريل”
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
عُرِف حديث جبريل بأنه الجامع المحدد لكل أركان الإسلام والإيمان إذ جعل للإسلام الشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج، بينما الإيمان يكون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، لكن في الإحسان لم يتم التفصيل إذ قال “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
بعيدًا عن أركان الإسلام والإيمان .. هل للإحسان أركان
في سياق شرحه للحديث قال الحبيب علي الجفري «الذين جعلوا الإحسان ركناً واحداً، إنما قصدوا أن نعيش معني مراقبة الله تعالي في كل أحوالنا، فلا يصدر عنا تجاه خلق الله من العلاقات، إلا الإحسان وإن أساءوا، وإلا ما أحسن وأحكم وأتقن من الأفعال والصناعات، فالذين قالوا إن الإحسان ركن واحد ركزوا على مسألة المراقبة تلك، والذين جعلوا الإحسان ركنين، جعلوا الرتبة الأولي الأعلي أن نعيش ونحن مدركون أن الله ناظر إلينا، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا، في كل أحوالنا ومعاملاتنا، فمن صبر علي ذلك، ارتقي إلي الرتبة الأعلي أو الركن الأول من أركان الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فالأمر يحتاج إلي مجاهدة واجتهاد، ولهذا قال الله تعالي: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِينَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) «العنكبوت ٦٩»، فربط مجاهدة النفس بالتوفيق والهداية للسبل التي تكون ثمرتها معية الله تعالي.
رؤية الله وماهيتها
لعل المفهوم العام لرؤية الله أنك ترى الله أمامك، وكما ذكر شراح الحديث فإن رؤية الله عبارة عن استحضار يحملك على أن تحسن للآخرين في معاملاتك، أو تتقن العمل في صناعتك ومهنتك لا من قبيل الخوف أو الرجاء أو الحياء، وإنما أنت تعمل وأنت تشهد الله من قبيل الثقة والطمأنينة بأن الله معك.
اقرأ أيضًا
هل هناك أوحال في توحيد الله ؟ “مصطلحات لا زالت تثير الجدل حتى الآن”
دليل مسألة رؤية الله بهذا الشكل وارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق في الغار حيث قال صاحبه «يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا» فأجابه رسول الله بقوله «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما».
الدليل من حديث جبريل عن أركان الإسلام والإيمان ومعنى الإحسان
أرادت جملة «فإن لم تكن تراه فإنه يراك» في حديث جبريل إيصال معنى أنك لو لم تعبد الله على الوصف المشار له فقم بعبادته عن طريق المراقبة له والخوف منه لأنه يراك كون أن أكمل وجه للعبادة يكون على وجه الهرب، وعليه فإن للإحسان مرتبين أو ركنين هما مرتبة الطلب المتمثلة في عبادة الله كأنك تراه، والثانية مرتبة الهرب أي أن تعبد الله وأنت على يقين بأنه يراك.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال