همتك نعدل الكفة
935   مشاهدة  

قراءة في ألبوم إليسا الجديد صاحبة رأي

إليسا
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



أصدرت المطربة اللبنانية إليسا ألبومها الجديد “صاحبة رأي” الذي احتوى على 17 أغنية، وهو رقم ضخم جدًا يتماشى مع النهج الذي يتبعه الغالبية حاليًا، والذي يتوافق مع سياسات الإنتاج التي تضخ إنتاجها على منصات البث المنتشرة بالأخص ديزر المتعاقدة على بث الأعمال المنتجة من قبل روتانا، فكلما زاد عدد الأغاني كلما زادت عوائد البث، لكن الحقيقة أن تلك الألبومات الضخمة دائمًا ما يختلط فيها الحابل بالنابل فتظلم بعض الأعمال الجيدة وسط هذا الكم المبالغ فيه، بالإضافة إلي عدم التنويع سواء في الأفكار الموسيقية أو في مضامين الأغاني، فمن الممكن الاستغناء عن خمس أو ست أغنيات على الأقل عانت من النسخ والتكرار سواء على مستوى الشكل الموسيقي أو المواضيع تتناولها الأغاني.

اعتادت إليسا في ألبوماتها الأخيرة على صبغ أغنياتها ببعض الأفكار التي تعزز من صورة المرأة الضعيفة المستكينة التي تمثل الطرف الأضعف في العلاقة العاطفية، بالإضافة إلي ميلها إلي تعزيز صورتها كملكة للإحساس وهو اللقب الذي انتزعته لنفسها  في أغنية تحمل نفس الاسم دون إقرار ذلك من الجمهور، بل صار شعارًا لحملتها الدعائية، لكن الشاهد أن ألبوماتها الأخيرة لم تحقق صدى واسعًا كبدايتها الفنية بألبومات “بدي دوب” و“عايشالك”و”كل يوم في عمري” وهي الألبومات التي كنا نلمح فيها تنويعًا جيدًا وأفكارًا جديدة صنعت شهرتها الفنية بالأساس.

في العام الماضي وعلى وقع خلافها مع شركة روتانا أفصحت إليسا عبر تغريدة على حسابها الموثق على موقع تويتر بأنها بصدد الأعداد لألبومها الأخير في مسيرتها الفنية وأنها على قناعة تامة بذلك لأنها لا تستطيع العمل في بيئة غير صحية تشبه المافيا، لكن الواقع ومن تجارب سابقة مع بعض المطربين سنجد أن التغريدة لم تكون سوى بروباجاندا فنية معتادة من المطربين أما للتسويق للألبوم أو لصنع حالة من الجدل حوله، وهو الأمر الذي لا يمكن التعويل على صدقه فقد ثبت العكس مرات كثيرة.

إليسا

بدأ الألبوم بأغنية “صاحبة رأي” التي كتبها أسامة مصطفى المتخصص في كتابة أغاني تعزز الشعور بالتفرد والعظمة للمطربين، فكتب في السابق “معدي الناس” و“ملكة الإحساس” وغير معروف أن كان النجم يمليه الفكرة أو يتطوع هو بمنح الألقاب لهم.

من العنوان قد يخال أننا أمام فكرة تصب في إطار معني بالنسوية ومشاكل المرأة داخل المجتمعات العربية، لكن كسابق أغنياته فالعنوان لا يمت بصلة لمتن الأغنية نفسه، في المقدمة التي تشرح فيها إليسا أنها صاحبة رأي ولم تحدد أي رأي تحديدًا بل أن كل إنسان صاحب رأي سواء كان رجل أم امرأة والكل يملك وجهة نظر  لم يطور أسامة الفكرة بل ترك العنان لقلمه الذي خرج بعدة أفكار تجمع بين الشيء ونقيضه “أنا حالة من كل حالة أنا بره التصنيف” لحن الأغنية سامر أبو طالب الذي بدأ اللحن بشكل تصاعدي يصل إلي الذروة وغلفه الموزع هادي شرارة بإيقاع هادئ في البداية سرعان ما اشتبك مع حالة التصاعد اللحني.

ظهر هذا الثنائي مرة أخري في أغنية “سمعني” المكتوبة بلهجة لبناني حاول فيها تصوير تخبط مشاعر المرأة لكن الواضح أنه كتبها بالمفردات الشهيرة الدارجة “تفل اغمرني يمي تمي”  التي نعرفها كلنا باللبناني دون التطرق إلي اللهجة المحلية التي تعج بالمفردات الصعبة التي  لا يفهمها سوي الشوام، وأفضل ما فيها هو توزيع جورج قسيس.

في أغنية “أغانينا” تغني دويتو  إليسا صحبة المكسيكي Diaz Ledes  ، كلمات محمد القياتي جاءت جيدة في المطلع لكنه عاد للنحت والاستسهال في السنيو  المتكرر في هذا النوع من الأغاني اللاتينية “إن شا الله نفضل مع بعض أن شا الله” لحن محمد يحيى ركز على جملتين كررهما في المذهب والكوبليه، لابسًا ثوب عمرو مصطفي في الجمل السريعة الرشيقة، أغنية تنتمي إلي أوائل الألفيات حيث التركيز على سنيو تكرر فيه بعض المفردات مثل “أن شاالله ان شاالله نفضل مع بعض ان شالله “ الموزع عادل حقي المتخصص في الأغاني اللاتينية صنع أغنية مبهجة بإيقاع قوي مدعوم بدفوف وخلفيه تعج بالجيتارات

YouTube player

الملحن محمد رحيم ظهر في ثلاثة أغنيات، الأولي “عظيمة” والتي تألق فيها صحبة الموزع أحمد رحيم بجمل متماسكة بتمهيد رائع للجمل التالية وهو سر تميز ألحانه، كلمات نادر عبد الله دارت في نفس الفلك الذي اعتادت عليه أغاني إليسا في الألبومات الأخيرة من حيث الضعف والهزيمة أمام المحبوب، لكنه صاغ الفكرة بشكل جيد، وواصل تألقه في أغنية “قهوة الماضي” لكن ظهوره كان خافتًا في أغنية “بنحب الحياة” الواضح انها صنعت مجاملة لعائلة محروس الفنية سواء نصر محروس كشاعر أو أمير محروس كموزع،

تألق الشاعر علي مولى في أغنية “وفي” وصاغ الفكرة بأقل عدد من الكلمات مع لحن جيد من جمال ياسين وتوزيع كميل خوري الذي قسم الأغنية لعدة أجزاء رغم قصرها ولعبت الموسيقى دورًا كبيرًا فيها بصولو الإلكتريك جيتار  المدعوم بخط وتريات قوي جدًا.

اقرأ ايضًا 

الموسيقار أشرف محروس والسير عكس الإتجاه

الشاعر الكبير بهاء الدين محمد في أغنيتين الأولى“مباحة ليك” والثانية” هعتبرك مت” و بهما يعزز مكانته كأهم شاعر قادر على انتزاع أفكار جديدة من العلاقات العاطفية، وتتطرق لجوانب لا يرتكن إليها البعض والمرأة داخل أغنياته قوية صامدة قادرة على إنهاء العلاقة دون ضعف، ففي الأغنية الأولي تعلن رفضها لتطفل شخص متوهم يتخطى حدوده وتلقنه درسًا صعبًا ترفض أن يستبيحها كأنثى، وغلفها أحمد زعيم بلحن بسيط مغلف بسخرية في بعض مواضعه مع توزيع نور الذي لا ادري سر المقدمة المغايرة لفكرة الأغنية ويظل أفضل ما فيه خط الوتريات التي كتبه سعيد كمال، وفي أغنيته الثانية هعتبرك مت يعود لأقصى حالته في موضوع الفراق بألفاظ صعبة متمردة لا يجرؤ عليها سواه، لحن مدين تماهى مع الحالة وأن عابه طول جملة اللحن، التوزيع جاء جيد من أحمد عبد السلام.

YouTube player

يظهر المطرب رامي جمال بأغنية “على حس حكايتنا” من كلماته وألحانه، وهي أغنية تضيف إلي رصيدها في الأغنيات المصرية الناجحة، وعلى غرارها تظهر أغنية “غلطة وقت” والتي كتبها ولحنها أيمن قميحة في خليط هجين ما بين العامية المصرية واللبنانية، لكن أهم ما ميزها هو أنها تشبه روح أغاني إليسا القديمة.

إقرأ أيضا
الرقص المنزلي

في أغنية “انا شبه نسيتك “والتي أتت بلحن مكرر من وليد سعد رغم كلمات أمير طعيمة التي حاول فيها طرح فكرة النسيان بشكل جديد، أغنية تحمل بصمة أحمد إبراهيم الموزع.

ينسخ الملحن محمد يحي نفسه في أغنية “هنغني كمان وكمان” أغنية ديابية صرف بخليط الأكورديون مع البوزوكي والجيتار الأكوستيك، ثم في “ليك لوحدك” بلحن تصاعدي بجمل لحنية بسيطة وأن غلفه توزيع أحمد عبد السلام بشكل جيد.

في أغنية “وانت قصادي”واحدة من أفضل أغاني الألبوم لحن متلألئ من مدين مع توزيع رصين وقوي جدًا من أحمد عبد السلام مغلف بخط وتريات من سعيد كمال مع أداء لافت لإليسا.أغنية “إلي الله” صنعت كمجاملة لجمهورها الشامي أفضل ما فيها هو توزيع كميل خوري،

YouTube player

كعادتها في الأونة الأخيرة في إعادة غناء أغنية من الكلاسيكيات في تلك المرة اختارت أغنية  “Mourir sur Scène” للمطربة داليدا وأعاد توزيعها القدير ميشال فاضل والذي تشابه إخراجه الموسيقي مع الاغنية الاصلية، لكن يبقى أداء إليسا مضطربًا قليلًا عكس أداء داليدا الرصين. 

الكاتب

  • إليسا محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان