المخرج أسامة فوزي..أو كيف تحب السينما كما تحب الحياة
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لم يقدم أسامة فوزي أفلامًا عديدة، لم يسعفه الوقت، ولا الظروف الإنتاجية، فطاقة السوق والمناخ العام كان يرفض نوعية الأفلام التي يقدمها، لا يرحب بها، ومع مرور الوقت كانت نغمة الاضطهاد تزيد.
واعترف أسامة فوزي في مقابلة صحفية، أن السماح بوجود أفكاره السينمائية منه ومن غيره، كان يقل مع الوقت، فعندما قدم فيلم “عفاريت الإسفلت” كانت المساحة أكبر لتقديم هذه النوعية من الأفلام، رغم صعوبة التمويل، لكن الرقابة والفنانين كانوا متحمسين لصدور الفيلم وعرضه.
وبمرور الوقت، دُشنت مصطلحات سينمائية غريبة في المجتمع المصري، أمثال، أفلام المهرجانات، الأفلام التجارية، رآه “أسامة” خاطئًا وغبيًا، يعكس حالة التخلف والجمود التي تضرب الوسط السينمائي المصري، فالأفلام تصنع للجمهور، لا للمهرجانات.
عندما قدم أسامة فوزي فيلمه “بحب السينما” كان في حد ذاته مغامرة، فمن يعرف أن فيلمه سيحقق نجاحًا أو خسارة، فالسينما في حد ذاتها مغامرة، واصطدام بالواقع وتقاليده، وجنوح إلى الخيال، ورفض للواقع، وانحياز للأفكار الخاصة، كل يقدم سينما تخصه وتميزه.
ارتطم المخرج الراحل أسامة فوزي بتعقيدات صلبة وقت عمله على فيلم “بحب السينما”، كيف يقدم فيلما عن أسرة مسيحية، لماذا غابت الشخصيات المسلمة عن الفيلم، رد “أسامة” وقتها على هذه الانتقادات، وقال، أن السينما المصرية على مدار مائة عام قدمت أكثر من ثلاثة آلاف فيلم منهم، ألفين وتسعمائة تخلو من شخصية مسيحية، ولم يُسأل أحد عن ذلك، لأن السؤال غير منطقي، كما عبر عن رفضه التساؤل حول الديانة للأفراد، صانعي الأفلام، أو من صرحوا بعرضه، أو وقفوا ضده، قال:”الفيلم يدور حول أب متزمت ومحافظ، وبالتالي ليست له علاقات اجتماعية، ثم من قال إن الشخصيات الثانوية ليست بها شخصيات مسلمة، فهل كنت مطالبا بوضع لافتة توضح الديانة على ظهر كل ممثل، فزملاء الزوج والزوجة في العمل مسلمون، وكذلك الذين حضروا عيد ميلاد الابن”.
لاقي “بحب السينما” هجوما من رجال الدين المسيحي، وطالبوا بمنع عرضه، لكن أسامة فوزي، اعتبر ذلك عداء للفن والحرية، وتأكيدًا على أن فكرة الفيلم صحيحة، على الرغم من أنه لم يؤكد أن هذه الأفكار موجودة في الكنيسة بل موجودة لدى شخص يفسر الدين بشكل خاطئ.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال