همتك نعدل الكفة
310   مشاهدة  

صفر ع اليمين

صفر ع اليمين
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“الإجابة 10000مش مائة ألف”
كانت تلك الإجابة الصادمة من أحدى صديقاتي بعد مراجعة امتحان المحاسبة المالية أيام كلية تجارة، الإجابة التي جعلتني أضرب أخماس في أسداس، كيف أن أخطأ مثل هذا الخطأ بعد أن حذرنا الدكتور من هذه الغلطة أكثر من مرة حتى أصبح تحذيره المبالغ فيه مصدرًا للسخرية، كانت محاضراته لا تخلو من عبارات : “الصفر بالنسبة للمحاسب زى المشرط بالنسبة للجراح، زى السلاح بالنسبة للظابط” .. “الصفر الزيادة يخرب بيوت ناس، يخلي الألف عشرة ويخلي الكام ألف مليون، الصفر الزيادة يعلي الواطي بالأونطة”

لم يكن يغضبني الصفر الذي سآخذه بسبب الصفر الزيادة بقدر ما أغضبني نوعية الخطأ نفسه، الصفر الذي جعل من العشرة آلاف مائة ألف كان من الممكن أن أنساه وأنسي واحدًا ممن بجوارة فتصبح العشرة آلاف ألفًا واحدة وبهذا كنت سأقترف ذنبًا أكبر من ذنب تضخيم العشرة آلاف إلي ذنب تقزيمها وهذا ما كان من الممكن أن يدخلني ضمن مقترفي ذنب آكلي العرق، فكيف أن أخسف بمصير العشرة آلاف إلي ألف! بعد أن كدت وتعبت ووصلت إلي هذه المكانة! الحمد لله أني ضخمت من قدرها بدلًا من تصغيره أمام أصحابها الأرقام .. جبر الخواطر علي الله.

كان لي صديق وهو أحد أحد المبلطين في الكلية ولازال موجودًا هناك بعد أن تخرجت دفعتنا ودفعات قبلنا وبعدنا، بينه وبين كانتين الكلية قصة عشق، لا يريد أن يتخرج فيفقد شغف الطالب بالكانتين، أكسبته نسب سقوطه في الامتحانات فلسفة غريبة في التعامل مع الأخطاء في الامتحانات. في هذا اليوم قابلني في طرقة أحد المباني وسألني عن سبب عصبيتي الناضحة علي وجهي فأخبرته بخطأ الصفر الزيادة فضحك قائلًا : وحتي لو الصفر اللي انت زودته ضخَم العدد.. الصفر نفسه حصله حاجه؟
ببلاهة أخبرته أن الصفر نفسه ( ماحصلوش حاجة) ولكن الرقم ككل إتغير
صقف علي يده وكأنه وجد الزيتونه : ماهو ده الموضوع يا معلم، إنك تحط نفسك مكان الصفر مش مكان الرقم كله.. تعرف ان الصفر دلوقت زعلان أكتر منك..

بضحك سألته: طب ازاى ؟
قال تخيل انك لا زدت حاجه ولا نقصت ويستخدموك عشان تكبر رقم هو كبير بالنسبالك أصلًا، الصفر هو هو سواء ع اليمين والا ع الشمال.. بس ع اليمين غير وضع وع الشمال ماغيروش ! تفتكر هو استفاد حاجه؟

شعرت بسفسطة زائدة قبل أتركه وأمشي فـ (بلاش وجع دماغ).. قبل أن أتلقي مكالمة تليفونيه أخبرني بها أحد الأصدقاء أن :

  • فيه بكرة تجمع للمطالبة بالبحث عن طريق مول مصر

فردت: بعد ما أقف جنب بطاريق مول مصر، هستفاد أنا حاجه؟ .. أنا مش صفر ع اليمين يا أستاذ

  • صفر ايه بس انت بتقول ايه !

تيييييت تيييت تيييت تيييت …

الكاتب

  • صفر ع اليمين محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان