تجليات عن قفا بهجت صابر والفن والحياة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مبدئيًا كدا (بصوت سعد الصغير)
أنا وكل عاقل فينا لابد أن نحترم الطريقة التي يتحدث بها بهجت صابر ، فهو بغل بلا عقل ومتصالح جدًا مع كونه بغل بلا عقل، ويقول بصوت عالي أنه بغل بلا عقل ، بربري بلا مبدأ ، نهلت السادية والمازوخية معًا من روحه كثيرًا ، رجل كذب فكذب فكذب فكذب فصدق نفسه ، ولو أنه في مصر ولم يهرب بالخارج كنت ستجد بهجت صابر يشتم ويلعن في الجماعات الإرهابية بنفس الحماس الذي يسب به مؤسسات الدولة ، لكن على كل حال ، فيديوهات بهجت صابر تصلح لقناة ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي أكثر منها قناة أخرى .. ذلك لأننا أمام نوع حيواني في جسد بنى آدم ، ولو أنك نظرت بعمق إلى عينه (وهذه حقيقة) ستلاحظ أنها تبلدت بعيني ثور في حلبات المصارعة الإسباني ، بالضبط كمن نجحت صفقته في بيع نفسه للشيطان . كالذي انزلقت قدميه في رمال المرض النفسي ولا مفر منه سوى مزيد من الانزلاق ، هو (رجل) لا يترك لك مجال سوى أن تكرهه ، تكرهه فقط .
اللقطة العظيمة
للحقيقة أيضًا ، فإن شكل الفرشة التي يفرشها في الميادين الأمريكية أمام خمسمائة موبايل وكاميرا يكملان الشكل السريالي الذي يظهر به البغل، وما أكثر الفيديوهات التي يتحدث فيها عن أعضاء الناس الجنسية – تقريبًا لديه مشاكل في هذه المسألة- فإن كثير الحديث عن الشئ فاقده . وأثناء الحديث يمر مجموعة من المصريين فينفعلون وينفعل البغل ويخرج فيديو أكثر سريالية ، لكن ما حدث آخر مرة لم يحدث من قبل ، لقطة مضيئة وسط لقطات كثيرة اعتيادية ، لقطة لن تمحى من الذاكرة ، كلما جلست في وقت فراغك لابد أن تتذكرها ، لقطة سيتركها صاحبها الذي لا نعرفه إرثًا يفخر به أحفاده ، لقطة شديدة الإتقان ، شديدة الإخلاص ، شديدة الإبداع .
أكثر من مجرد قفا
أريد أن أخبركم أن القفا المصري له أنواع كثيرة ، على مدار العصور احتفى المصريين بفكرة (القفا) ووضعوه في مكانة كأكثر من مجرد صفعة ، غنى له الساحر محمود عبد العزيز ، وانتهت به أكثر مشاهد السينما المصرية على مستوى الكوميديا ، لكن القفا الذي نزل على بهجت صابر كان مُكمّلًا بشكل كبير للمشهد الذي يظهر فيه – دائمًا- هذا البغل ، فقد نزل (مطرقعًا) واكلًا جزء صغير من الأذن ، يقولون عن هذا القفا في المناطق الشعبية ” قفا حاشوم” ، وفي الأرياف “قفا ملو” ، وأنا أعتقد أن هذا القفا بالتحديد هجين بين الحاشوم والملوّ ، ولا أريد أن أكون نمطيًا وأخبرك كم هو كوميديًا أن تدعي القوة والتجعير وتلبس قفا غليظ يسقط كل ما تروج له .. لكني أريدك أن تكرر تجربتي ، فقد أغلقت صوت الفيديو وكررت مشاهدة الفيديو على خلفية موسيقية ، وأريد أن أخبرك كم هو شاعريًا وانسيابيًا أن ترى مثل هذا القفا على صوت موسيقي ، هذه التجربة أكدت لي أنه لم يكن قفا بالمعنى الحرفي بقدر ما كان فنًا جديدًا على يد الشبح المتخفي ، وأدعو كل ما له علاقة بالفن والفنون أن يحاولون اكتشاف ما حدث، ولو أننا سنحتاج لسنوات وسنوات لكي نرى مثل هذه الظاهرة مرة أخرى .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال