همتك نعدل الكفة
2٬796   مشاهدة  

الشيخ أبو العلا محمد .. حارب الانحدار الأخلاقي لأغاني زكريا أحمد وتعرف على أم كلثوم في محطة قطار

أبو العلا محمد


رمز من رموز جيل الطقطوقة والموشح، ورائد تلحين القصيدة المُغناة، ومبتكر أول تخت موسيقي حديث، إنه أستاذ الأساتذة الشيخ “أبو العلا محمد”، الذي يُعد أول صانع للنجوم في عالم الموسيقى الشرقية.

 

البداية من الموالد واحتفالات الطهور

أبو العلا محمد

منذ نعومة أظافره كان الصبي أبو العلا يهوى قراءة وحفظ القرآن الكريم واستغرقه الحفظ والتجويد وقاده هذا في شبابه إلى أن يرتاد كل مدارس التجويد وينهل منها، وبدأ طريقه كمُنشد وقارئ للقراَن، ومن ثمّ مُنح لقب الشّيخ.

 

مال الشيخ أبو العلا بعد ذلك إلى عالم الفنّ فصار ينشد قصائد المديح النبوي، والتواشيح الدينية بمصاحبة بطانة من المقرئين أو عازفي الآلات الموسيقية الذين يطلقون عليها اسم التخت، وكان كثيرًا ما يحيي الموالد، وبدأت شهرته تتجاوز حدود حي الناصرية، وبدأ نشاطه في مناسبات سبوع الأطفال وطهورهم، والمناسبات الدينية مثل المولد النبوي وليالي شهر رمضان في بيوت أسر الحي، ومما يروى عنه في تلك الفترة أنه كان صبيًا عندما أحيا سبوع الشاعر أحمد رامي.

 

التخلي عن الإنشاد الديني

أبو العلا محمد

اتجه بعد ذلك للغناء، وقد سجّل أسطواناته الأولى في يناير 1912م، لشركة جراموفون ثمّ لعدد من الشركات الأخرى، مثل ميشان خلال سنوات الحرب وبيضافون سنة 1920م، وبوليفون سنة 1924م، كانت تلك التسجيلات أول محاولة للخروج بالموسيقى الفصحى من المجالس الخديوية الخاصة لتنتشر بين الجمهور في القاهرة والمحافظات، مؤسسة فيما بعد الملمح الأساسي للموسيقى المصرية في القرن العشرين، وقد تخلى أبو العلا عن الغناء الديني كالإنشاد وتجويد القراَن، واتّخذ لنفسه تختًا من أكبر عازفي ذلك الوقت، ولم يكن أبو العلا يتدرب على الألحان الّتي يسجّلها ، فكان يطلب من أفراد التّخت أن يعزفوا مقدمة من مقام مُعين تاركًا العنان لبديهته، وكانوا يسألونه: ” ماذا سُتغني اليوم يا شيخ ؟”، فيجيبهم: ” اللّي يجود بيه علينا ربنا”.

 

إقرأ أيضًا..حيل وخبايا لم تكن تعرفها في متصفح مايكروسوفت ايدج في حلته الجديدة

 

أبو العلا يصطاد في ماء زكريا أحمد العكرة

أبو العلا محمد

لعب الشيخ ” أبو العلا محمد ” دورًا مهمًا للغاية للارتقاء بمستوى اللفظ واللحن في مواجهة الانحدار الذي ساد الأغنية في حقبة العشرينات والتي أصبحت تخاطب الغرائز بكلمات منحدرة المستوى، وقد سبح مع هذا التيار كبار الموسيقيين والفنانين في ذلك الوقت مثل الشيخ ” زكريا أحمد” الذي قام بتلحين أغنية شاعت في ذلك الوقت تقول كلماتها: ” ارخي الستارة اللي في ريحنا.. أحسن جيراننا تجرحنا”، وهي الأغنية التي أثارت الأزهر ورجال الدين وقادوا حملات الانتقاد ضد زكريا أحمد واتهموه أن أغنيته تُعد دعوة مباشرة للدعارة والانحلال والسقوط بالمجتمع إلى هوة لا أخلاقية.

 

وأمام هذه الموجة أُتيحت الفرصة أمام الشيخ أبو العلا محمد الذي كان يلقبه الملحنين في عصره بـ “عمدة الغناء” في أن يعثر على فرسين عظيمين للرهان، وهما أم كلثوم وعبد الوهاب ليُحدث الهزة التي غيرت مسار الأغنية وقضت على تيار الانحدار فيها.

 

أبو العلا وأم كلثوم

أبو العلا محمد

إقرأ أيضا
حكيم الأغنية الشعبية

من أعظم إنجازات أبوالعلا محمد رعايته لموهبة أم كلثوم وتشجيعها على الانتقال من قريتها إلى القاهرة، ففي مُنتصف عام 1924م، كان الشيخ أبو العلا يقوم بإحياء زفاف ابنة أسرة مصرية من الأسر العريقة في محافظة الدقهلية مع فرقته الموسيقية وبات ليلته هناك وفي اليوم التالي استقل القطار إلى القاهرة.

 

وفي الانتظار سارع جمهور المسافرين المتجمهرين إلى التحلق حوله وذاع نبأ وجود الشيخ أبوالعلا محمد على محطة القطار، وتصادف وجود أم كلثوم هناك تلك الفتاة التي لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها وتغني في الأفراح والموالد، وكانت وفرصة لها لن تتكرر فصاحت على والدها الشيخ ابراهيم البلتاجي على اصطحابها إلى استراحة المحطة حيث يجلس الشيخ ودخلت كالمسحورة ولم تتركه إلا وقد لبى دعوتها للذهاب إلى منزلها في قرية “طماي الزهايرة” لتناول الغداء وسماعها وهي تغني أغانيه، وهو ما كان وطلب منها أن تنتقل إلى القاهرة حيث الأضواء والشهرة التي كانت في انتظارها، وأعطاها أحدث ألحانه لكي تغنيها وهي قصيدة الشاعر أحمد رامي “الصب تفضحه عيونه”.

 

أبوالعلا وأحمد رامي

 

كانت أسرة رامي تُقطن بيتًا من بيوت نفس الحي، بجوار بيت أسرة الشيخ أبو العلا محمد وعندما وصل رامي إلى طور الشباب، كان الشيخ أبو العلا قد أصبح علمًا في دُنيا الطرب أهداه رامي ديوانه الأول متمنيًا أن يختار إحدى قصائده لكي يُلحنها ويغنيها واختار الشيخ أبو العلا قصيدة «الصب تفضحه عيونه» وغناها ثم أعطاها إلى تلميذته النجيبة أم كلثوم لتكون سبب اللقاء بينها وبين أحمد رامي وتشكل الثالوث الفني أبو العلا محمد وأحمد رامي وأم كلثوم.

https://youtu.be/ugPcX98x-3s

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان