همتك نعدل الكفة
744   مشاهدة  

قصة حياة مائة جنيه بعد أربعة وعشرين ساعة من القبض

مائة جنيه
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حدث غريب بطله مائة جنيه

الـ 3000 جنيه ، هذا الرقم الثابت الذي تعرّف عليه 90% من شباب مصر كراتب وظائف القطاع الخاص للطبقة المتوسطة ، أيًا كان ما هي الوظيفة ،  عادةً ما يكون الألف الأولى منها أرواق فئة المائتين جنية ، والثانية فئة المائة ، والثالثة بين الخمسينات والعشرينات .

كان الشاب “محمد” ، و”محمد” هو أيضًا اسم معظم شباب مصر.. كان على موعد مع القبض الشهري الروتيني ، لاحظ زيادة في الراتب ورقة مائة جنية فظن للوهلة الأولى أن ما حدث كان خطأ غير مقصود ، لأن هذا الرقم تحديدًا من ثباته ظن في يوم من الأيام أنه مذكور نصًا في القرآن، أو أن هناك قاعدة فقهية تلزم القطاع الخاص بالثلاثة آلاف جنية وجهنم للمخالفين .. بعد أن استفسر عن الزيادة المائة جنية أخبره الـ اتش آر أن صاحب الشركة قرر أن يصرف مائة جنيه مكافأة لكل موظف لأن دخل الشركة ارتفع 400% هذا الشهر .

كانت هذه الورقة فرصة للتحرر من قيود الـ 3000 جنية الشهرية ، مائة جنية زيادة تعطي شعورًا أحيانًا بأنك تملك مليوني جنية دفعة واحدة ، دار في رأسه سؤال مبهج: ماذا أفعل بالمائة جنية ؟ .. مائة جنية دفعة واحدة ! .. دار في رأسه جميع الاختيارات الممكنة ؟ ماذا أفعل ؟

في الطريق إلى المنزل ركب أوبر وفي أوبر دفع 25 جنية ، في مسافة قصيرة للغاية ، لم يشعر أنه دفع الـ 25 جنية مطلقًا ، وكأنه مسحورًا ، لا أعلم لماذا لا يشعر الناس بالـفلوس المهدرة في المواصلات .. نزل وقرر أن يشبرأ نفسه ويشتري أكلًا من بره ، فصدمه أن الوجبة قد تقلص حجمها حتى أصبحت كالكتكوت المبلول ، فقرر أن يشتري وجبتين بدلًا من وجبة واحدة ، فكانت النتيجة خسارة أخرى لـ 30 جنية .

آن الأوان لشراء علبة سجائر ، خمسة وثلاثين جنية أخرى ، أشعل سيجارة ، وجلس يفكر : كيف سيصرف الـ 100 جنية ؟ .. لا شئ يضبط مزاج الواحد سوى مائة جنية زائدة عن الحد ، ربما تضيف شيئًا من البهجة ، هناك اسطوانة جديدة للبلايستيشن سعرها 150 جنية ، لا لزوم لها اليوم ، فأنا لا أمتلك سوى مائة فقط .. مائة جنية زائدة ربما تكفي لقعدة حلوة على مقهى متوسط ، 100 جنية زائدة ربما تكفي لشراء قميص فريقك الرياضي المفضل ، اليوم لن نفعل هذا أو ذاك .. اليوم قرر أن يكتفي بالطلوع إلى المنزل ، وادخار الـ 100 جنية للأيام الصعبة .

أثناء طلوعه إلى المنزل طلب منه البواب مائة جنية صيانة للأسانسير ، وضع يده في جيبه ، أخرجها فعثر فقط على 15 جنية.. ما الذي حدث ؟ كانت منذ ساعة واحدة مائة جنية ؟ !! هل مارست الريجيم ؟ هل أكلتها القطة؟  .. صدمت مشاعره ومن شدة الدهشة .. ظل ثابتًا مكانه شهر كامل، وفي خلفية المشهد سيمفونية القدر لبيتهوفن .

إقرأ أيضا
نادية فكري

 

الكاتب

  • مائة جنيه محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان