المهن التي تحمل سمعة “مش ولا بُد” في مصر
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كل مهنة في العالم يوجد فيها الصالح والفاسد، يوجد فيها من يرتقي بها ومن يسئ اليها، ولكن الأمر الغريب في مصر أن هناك مهنًا في مصر ان امتهنتها فأنت موُصم بالعار لا محالة، لا أفهم ما المغذي من الحكم علي أصحاب هذة المهن بمثل هذة الأحكام، دون النظر مطلقًا لأداء صاحب المهنه أو حتي بعد النظر في صحة أداء صاحبها، انت كده مده موصوم
الممرضات
هل جربتِ وانت تجلسين في قعدة حريمي أن طموحك أن تصبحين ممرضة؟ بالتأكيد وصلتكِ رسالة العيون من أصدقائك البنات قبل الرجال، هذه السمعة الغريبة التي تسببت فيها وبشكل مباشر “السينما المصرية”، فتجد دائمًا في السينما من تعمل بالدعارة تدعي انها ممرضة، ضف علي ذلك الراقصات والريكلامات وفتيات الكاس. هذا كله نحت صورة غير جيده عن الممرضات في أذهان المصريين.
شق آخر يساهم في هذا، هو ذلك الكلام الدائر عن إن الممرضات يتقنَ التملق للدكاترة حتي تلوذ أحدهم بجوازه لم تكن تحلم بها، وأنا شخصيًا أرى أن هذا أمر شديد الخصوصية وأنه من العيب التدخل في مثل هذة الأمور ولا أري عيبًا أصلًا في أن تتزوج ممرضة من طبيب أو العكس فهذا تصنيف عنصري جدًا
تحتفل بريطانيا في يوم 1 مايو من كل سنه باليوم العالمي للتمريض، وهو يوم مولد الممرضة فلورنس نايتينجيل ويعتبروها من أبطال حرب القرم، لأنها كانت تُمرض الجرحي وتساعد المصابين لدرجة أنهم أقاموا لها تمثالًا يحمل مصباح ، والقصد هنا أنه (مصباح المعرفة).
أن الأوان لهذه لفقاعة الهواء هذه أن تنتهي، وتُقدر الممرضات على مجهودهم المضني، فهذه الواقفه علي قدميها أكثر من 10 ساعات تمرض هذا وتتُعرض نفسها للعدوى من هذا وتتعرض للسب والنهر من رؤساهم تارة ومن أهالي المرضي تارة لا تستحق مننا إلا كل احترام ودعم وتقدير.
المحامين
الحقيقة اننا سنصبح ظالمين إن اتهمنا السينما هذة المره في الإساءة لسمعة المحامين، فالسمعة الغير جيدة التى شاعت على المحامين جائت من أكثر من سبب، ولو أننا صنفنا هذه الأسباب سنجد التالي:
الدفاع عن المظلومين
الحقيقة أن نوعية المحامين الذين لازالوا متمسكين بمبدأ الدفاع عن المظلوم – هذه النوعية – انقرضت تمامًا، اغلب الموجود ميكافيلي التفكير، يقودنا هذا الي السؤال الوجودي للمحامين هل مهمة المحامي هو الدفاع عن الموكل أو الدفاع عن المظلوم؟!
النصب
يضاعف أغلب المحامين مبالغ الأتعاب على الموكل، يحدث شد وجذب بينهم ينتهي غالبًا بانتصار المحامي، يخشي الموكل كونه (واصل وله علاقات وممكن يأذيني) فيرضخ لذلك التهويل الذي صوره له هذا المحامي، وتنتهي برسم صورة (النصاب) كاملة.
الإبتزاز
وهذه الصفة موجوده في أكثر من مهنه وخصوصًأ المهن التي تسهل على صاحبها لتشهير والطعن في سمعة الناس، هناك محامِ تعرفه مصر كلها يصحي يوميًا من نومه يرفع قضية علي فنانات وفنانين ومذيعين وشخصيات عامة وراقصات ورجال دين وترابيزات بلياردو وبينج، وهذا النوع من الابتزاز متعارف عليه جيدًا (ادفع وانا اسيب)!
الصورة الكاملة
الخلاصة أن صورة المحامين السيئة رسمها بعض المحامين بأنفسهم، فالسعي وراء النفوذ والسلطة قاد كثيرًا منهم لإستسهال الابتزاز والنصب والبرجماتيه، ولن تنقشع هذة الغمه عن المحامين الا بمزيد من الضوابط حول ممتهني المحاماه، ومزيدًا من الردع والقوه ضد من يثبت ضده شبهات نصب وابتزاز، فهذه المهنه نبيلة المبغي لا يجب التعامل معها بهذه الطريقة.
السماسرة
أنت سمسار ؟ أنت نصاب، هكذا يكون الجواب دائمًا، وأنا بصراحة ضد هذا المنطق في التعامل مع السماسرة، فأنت هنا تعامل ضمير السمسار، وليس السمسار وحده من داس الزمن علي ضميره .. السمسرة لغه عالمية ومهنه مفتوحه لا توجد بها ضوابط أو قوانين، ،لحين ضبط المهنه ووضع إطار وروئية كاملة لها فلا تنظر له تلك النظرة، ولو أنك تري أن ما يأخذه السمسار لا يستحقه، لا تتوجه لسمسار لإنجاز مصالحك. ولكن هذه اللهجه في التعامل أري أنها خاطئة تمامًا ويجب إعادة النظر فيها.
طريقة التعامل
ضف على هذة المهن عاملات الكوافير وغيرها الكثير من المهن والظائف التي يتعامل معها المجتمع بفرض سوء النيه، وهذا العيب تجلي في أخلاق المجتمع في الفترات الأخيرة للأسف، ويجب التعامل مع المهن عمومًأ بأنها وسيلة لأكل العيش الحلال، ولا يضير ممرضة مكافحة نظيرتها الشمال، ولا يضير المحام المحترم نظيرة النصاب، ولا ينعم موظف نصاب بالسمعة النظيفة صعودًا علي سمعة نظيرة الشريف، ولا تعم السيئة، فلنغير وجهة نظر الشمول والعموم للمطلق، ولنتجه للفرز حتي لا نقع في بئر الشمول في يوم من الأيام.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال