الصحراء البيضاء .. ساحرة الطبيعة
-
مصعب فرج
كاتب نجم جديد
الصحراء البيضاء أو الجلف الكبير أسم لطالما ارتبط بجمال الطبيعة وهدوء الروح وسط رمال الصحراء البيضاء، هناك في الجزء الجنوبي الغربي لمحافظة الوادي الجديد تقع هذه المحمية الطبيعية الكبيرة على مساحة 48 ألف و523 كيلو متر مربع، وتبعد عن القاهرة العاصمة المصرية 1600 كيلو متر، كما أنها منطقة حدودية مع دولة ليبيا، هذه المنطقة تحمل الكثير من المعاني والتواريخ الهامة للبشرية.
هذه المحمية تضم العديد من السهول الشاسعة من الرمال البيضاء، وكذلك الكهوف التي ترجع لعصور ما قبل التاريخ، كما تضم صخورا رملية نوبية وفوهات بركانية قديمة ومناطق جبلية ووديانا عميقة وسلاسل بحر الرمال الأعظم الممتدة طوليا من الشمال إلي الجنوب.
كما تحتوي المنطقة علي حقول من النيازك التي تفاعلت مع الأرض والمكونة أكبر حقل نيازك في العالم، كما توجد السيليكا الزجاجية الفريدة من نوعها والمغطاه بغطاء نباتي مكون من شجيرات عند جبل عبدالمالك والوديان المجاورة.
وتعتبر “الصحراء البيضاء” الملاذ الوحيد في الصحراء الغربية الذي يدعم حياة الحيوانات البرية آكلة العشب وبها طيور اللقلق والرخمة المصرية وصقر جراح والذين القمري وعصفور الجنة وأنواع أبوفصادة وغيرها، وتتمثل فيها الثدييات في اليربوع الحر وثعلب الرمل والغزال والبقر الوحشي والكبش الأروي.
معالم الصحراء البيضاء
يشعر الأشخاص الزوار الذين يتجولون في صحراء الجلف الكبير أنهم يزورون كوكباً آخراً، رغم أنهم على بعد 5 ساعات بالسيارة من مدينة القاهرة، فهي مختلفة تماماً عن أي مكان آخر على هذا الكوكب، وعند زيارتك للصحراء البيضاء فالرحلة تبدأ بالصحراء السوداء.
الجبال السوداء
هذه الجبال موجودة في صحراء الجولف الكبير لتكون منظر خلاب، وهي سلسله جبلية فريدة، تحمل كل منها طبقة من الأحجار السوداء، والتي القتها البراكين منذ ملايين السنين، مما أضفى على المشهد الرملي طابعاً ملوناً، ولو صعدت فوق إحدى القمم الجبلية تلاحظ أن المنطقة خالية من أي علامات الحياة.
ومن العجائب الموجودة هناك أن هذه الصحراء وهذا المشهد كان بحرا أو محيط، والأدلة على ذلك هي الصخور الحجرية والجيرية المتكسلة المنحوتة في كتبا التاريخ الطبيعي وهي الصحراء والتي جمعتها على مر الزمن بفعل الرمال والرياح.
وادي العقبات
إذا كنتم من محبي التزلج على الرمال، فهناك بين التكوينات الصخرية المتجمعه في وادي العقبات موجود تل رملي ناعم، يعد الفريد من نوعه كما يمثل بيئة مثالية للتزلج الرملي، كما هذا المنظر الرملي يميزه الجمال ليلا، عندما يختلط ظلام الليل بضوء النجوم فترسم السماء عقود من المصابيح مع حصوات الرمال الزجاجية التي تؤهلها لتكون أفضل الاماكن عالميا.
الدجاجة والفطر
في هذا المتحف الطبيعي للطباشير الصخري، هناك فقط تجد الصخور التي نحتتها الطبيعة وأخرجت أشكال بديعية، حيث ترى الدجاجة بجوار القنبلة الذرية، أو ما يطلق عليه البعض الدجاجة والفطر، وهي صخرة نحتتها الطبيعة على شكل دجاجة وقد استخدمت كشعار للمنطقة منذ أعلنت كمحمية طبيعية عام 2002، وموجود بهذه المنطقة العديد من الرسومات والنحوتات اشتهرت بأسماء تبعا لشكلها النحتي، أشهرها صخرة الجمل، والحصان، والصقر، بالإضافة إلى الرمال المعروفة باسم الصخور الأفريقية، لأنها تتخذ شكل قارة أفريقيا وكأنها خريطة مرسومة بدقة.
إقرأ أيضًا…هل سرق وائل الإبراشي مقتنيات أحمد زكي؟..القصة كاملة
كهف الجارة
هذا الكهف هو عبارة عن منخفض تحت سطح الأرض وفي أعلاه تبه مرتفعة، والمدخل لهذا الكهف عبارة عن فتحة صغيرة أسفل التبة، وهي متصلة بممر ضيق منحدر، مملوء بالرمال، فقد نشأ كهف الجارة نتيجة لوجود ماء نقي ومناخ جاف في الصحراء عبر ملايين السنين، وهو يخالف كل كهوف المنطقة في تكويناته وشكل ترسيباته التي تبدو كالشلالات النارية.
جبل الكريستال
جبل الكريستال وهو عبارة عن جبل يتكون من صخور تضم أكثر من 125 نوعاً من أنواع الكريستال المختلفة، جمعتها الطبيعة في كتلة جبلية ضخمة، حيث يذكر أن تكوينه تم عندما ارتبط نيزك ضخم بالأرض منذ ملايين السنين في تلك المنطقة، وكان سبباً في انصهار صخور هذا الجبل، وتحويلها إلى قطع نادرة وفريدة من الكريستال النفيس، الذي يعد من أنقى وأغلى الأنواع في العالم.
عين السرو
العين السحرية هي عين مياه جوفية تتميز بأنها جافة طول الوقت إلى أن يقترب منها أي كائن حي، سواء إنسان أو حيوان، فتبدأ الأرض في ملء العين بالماء العذب، وبعد أن يمضي الكائن الحي، تعود الماء إلى باطن الأرض.
الكاتب
-
مصعب فرج
كاتب نجم جديد