“الجصعة والسياج”… تقاليد البدو في الزواج
-
مصعب فرج
كاتب نجم جديد
هناك الكثير من العادات والتقاليد والموروثات التي تعيش بين جوانب الشعب المصري، ويرجع ذلك إلى التنوع الثقافي للبيئة المصرية، فلقد عاشت في مصر الكثير من الأعراق المختلفة التي رسمت لوحة فنية عظيمة من التنوع الفكري والثقافي، حتى أثر ذلك في عادات الزواج نفسها، فهناك عادات تخص أهل الصعيد في طقوس الزواج، وهناك عادات لأهل الدلتا وبحري، كما هناك عادات تميز بها أهل البادية في مصر وهم سكان الصحراء المصرية.
وتعتبر أهم هذه الطقوس عند البدو في مصر “المربوعة، والسياج، والمشاورة، والوليمة”، هذه العادات يصعب معرفتها إلى لمن عاش هناك وعايش البدو، وقتها سيعرف الكثير عن هذه العادات من حيث والجمال وبعيدا عن العصبية والاختيارات الخاطئة وغيرها من مشكلات الزواج المعتادة.
النظرة
تعتبر هذه أو خطوات الزواج، وهو أن يفوم أهل العريس بزيارة بيت العروس، والتعرف على أحوالها، وهل إن كانت مخطوبة أم لا، كما يعرفون من خلالها الخصال الحميدة لها والخصال السيئة، وهذه الزيارة تقام بشكل مفاجىء بدون تحديد ميعاد مع أحد، ويطرقون الباب على أحد البيوت ويقابلون العزوز “ربة الأسرة”، ويقولون لهم نريد أن نرى بناتك لنزوجها لابننا، فتأتي لهم بالكبيرة أولا ثم الأقل سنا فالأصغر، وممكن أن تقول لهم أدخلوا فهم جميعا بالدار فيدخلن ويشاهدونهم، ويبحثن عن العروس طبقا للمواصفات التى أعطاهم إياها العريس.
و من يقوم بزيارة أهل العروسة للمرة الأولى هم أمهر الناس في العائلة بالإضافة إلى أم العريس، وهي عباره عن كتيبة كشفية، ويمهدون الطريق أمام الرجال.
المشاورة
هذه المرحلة هي المرحلة الثانية وهي المشاورة وفيها، يذهب والد العريس لأهل العروس لمعرفة موقفهم منه، على أن يأتي الرد بعد أسبوع بالرفض أو الموافقة.
إقرأ أيضًا..من أيام أبهاتنا وكبايرنا .. عن التسكع ليلاً في أزقة سوق أسوان السياحي
وفي أثناء هذا الأسبوع يقوم والد العروسة في هذا الأسبوع يستشير أبناء عمومتها (العروسة)، وإذا تمت الموافقة، يقوم والد العروسة بإخبار والد العريس.
السياج
بعد أن يعلم والد العريس بالموافقة على ابنه العريس فعليه أن يقدم ما يسمى بـ (السياج)، وهو عبارة عن هدية يقدمها أهل العريس إلى والد العروس، ويتضمن هذا السياج: “خرفان ودقيق وسكر وشاي وفاكهة ومشروبات”، وفي الصباح ترسل إلى بيت العروس مصحوبة بالطبل والزغاريد.
الحق
ويتم الاتفاق على الموعد بعد الوليمة المقامة من أهل العروسة، وهنا يظهر ما يسمى الحق وهو المهر وفي أوقاتنا الحالية تقدر من بداية 50 ألف وما فوق ويزيد، والذي يحدد هذا هو ولي العريس سواء كان الأب أو الأخ الأكبر أو العم.
الجصاعي
تبدأ حفلات العرس قبل ليلة الدخلة بخمسة أيام في كل ليلة حفلة، وفيها يقوم أهل العريس والعروسة، بإنشاء خيم كبيرة وتقديم وجبات، الطعام المتعارف عليه في تلك المناسبات وهي “الجصاعي” وهي عبارة عن أكلات بدوية من الأرز الأحمر أو الأصفر واللحم الضاني ومعها المطبوخ وهو الفاصوليا أو القلقاس أو البطاطس أو غيرها من المطبوخات.
ليلة الحنة
يقوم العريس بتكفل عشاء ليلة الحنة المقامة عند العروس، وهي تقدر بذبيحة يقدمها أهل العريس لوالد العروسة، ويكون الاحتفال داخل الخيام للاستماع إلى الشعر البدوي على “المربوعة”، وهي عبارة عن شلت من الإسفنج توضع أرضًا، لا يتجاوز ارتفاعها عن 20سم.
ولا يجتمع السيدات والرجال في مكان واحد فيوجد مكان مخصص للسيدات فى المخيم الآخر للاحتفال وحدهن دون وجود أية أحد بينهم سوي أفراد القبيلة والقبائل المجاورة من النساء والفتيات فقط.
ليلة الدخلة
يقوم شقيق العروسة بتسليم العروس إلى عريسها في وسط بهجة وفرحة تعم الجميع، ويقوم العريس بأخذها على البيت وفي الأغلب تكون نهارا، وفي الصبحية تكون الزيارة العائلية للعروسين للإطمئنان عليها والتبريكات.
الكاتب
-
مصعب فرج
كاتب نجم جديد