السلفي مصطفى العدوي يكفر أبو العلاء المعري “ما هي قصة رسالة الشعراوي ؟”
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
خرج علينا الداعية السلفي مصطفى العدوي منذ فترة بفتوى تكفير أبو العلاء المعري واتهامه بالزندقة أثناء إجابته على بعض الأسئلة التي ترد إليه عن طريق الهاتف عبر قناته على اليوتيوب بعنوان حكم القراءة في كتب أبو العلاء المعري ؟.
مسلسل تكفير أبو العلاء المعري على لسان السلفي مصطفى العدوي
ليست هذه هي المرة الأولى للداعية السلفي مصطفى العدوي التي يخرج يكفر فيها المعري بل له فيديو قديم بعنوان ضلالات المعري، وصفه فيها بالبغيض كما يحلو للعدوي أن يصف كل من يخالفه، وذلك بسبب بعض أشعاره التي رأى فيها العدوي أنها توجب تكفير المعري ومنها ما نقله عنه الذهبي ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮ (18/31) ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ :
ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻟﻪ … ﻭﺃﻥ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﻤﻮﻻﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﻳﺪ ﺑﺨﻤﺲ ﻣﺊٍ ﻣﻦ ﻋﺴﺠﺪ ﻭﺩﻳﺖ … ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﻗﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺭﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ
فرأى أن هذا البيت اعتراض من المعري على حكم الله في قطع يد السارق مما يوجب كفره.
وأيضا ما ورد عن المعري أنه ينكر البعث فيُنسب إلى المعري قوله
أأترك لذة الصهباء عمدًا *** لما وعدوه من لبن وخمر
حياة ثم موت ثم بعث *** حديث خرافة* يا أم عمرو
كعادة التيار السلفي يكفر المسلمين بالظن بخلاف ما عليه العلماء فقد كانوا يطلقون على المسلم بالمسلم الصعب اي انه من الصعب ان تخرجه عن الاسلام وترميه بالكفر.
اقرأ أيضًا
أخطاء مصطفى العدوي في هجومه على إذاعة القرآن الكريم بسبب فيرس كورونا
وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم “من صلى صلاتَنا ، واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنا ، وأكل ذبيحتَنا ، فذَاكُمُ المسلمُ له ذِمَّةُ اللهِ ، وذِمَّةُ رسولِه ، فلا تُخْفِرُوا اللهَ في ذِمَّتِه”؛ وهذا ما قاله الإمام أبو الحسن الاشعري فقد قال عند موته جملته الشهيرة لا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة.
المعري والتكفير
كانت الدوافع التي جعلت رجال الدين يتهمون المعرى بالكفر هو ما نُسب إليه من شعره كما ذكرت على الرغم من عدم صحة نسبة هذه الأبيات إليه كلها مشكوك في نسبتها إلى المعري حتى أن الأبيات التي وردت عنه أنه ينكر البعث منسوبة أيضا إلى أبي نواس.
مع ذلك نقول أن الشعر لا يُفهم منه عقيدة قائله بل الذي يُفهم منه عقيدة هو النثر وعندما تتصفح ما كتبه المعري في كتبه فتجد فيه تمجيد لله عز وجل ومواعظ لا يمكن الغرض منها ـ مع إحسان الظن ـ معارضة الكتاب الجليل مثل ما سطره في كتاب الفصول والغايات.
الشعراوي والمعري .. قراءة فكر وموقف
كان الشيخ الشعراوي ممن يعتقدون بزندقة وإلحاد المعري حتى أخبره صديقه الشيخ فهمي عبداللطيف والذي كان مولعا بالمعري على حد وصف الشعراوي قال له أنه رأى المعري في الرؤيا وقد بعث معه رسالة من المعري للشيخ الشعراوي يقول له فيها إنه زعلان من الشعراوي لأنه جفاه فرد الشعراوي على صديقه أنه جفاه لأسباب أنت تعلمها !! ثم قرر الشعرواي معاودة قراءة المعري مرة أخرى فجاء بدواوينه وكتبه وتصفحها فقال “فوجدنا للرجل عذر في أن يعتب علينا، ثم واصل حديثه قائلا “أن آفة أصحاب الفكر أن الناس لا ينظرون إلى تاريخ مقولاتهم ففي بداياتهم تكون أحيانا مختلفة عن نهايتهم وضرب الشعراوي أمثله بالعقاد وطه حسين، ثم قال لا يصح لمن يحكم عليهم أن يأخذ ببداياتهم ويترك نهاياتهم.
يُصنف أبي العلاء المعرى، بأنه من أبرز المفكرين والفلاسفة العرب عبر التاريخ، ولد المعري في عام 363 فى معرة النعمان فى الشام، وقد أصابه الجدري فى بدايات حياته وتسبب ذلك في فقد بصره، لكن ذلك لم يمنعه من صناعة نفسه حتى صار رمزًا ثقافيًا كبيرًا.
صنف أبو العلاء كتب في الشعر والنثر الفني، وفى اللغة والنحو والعروض، وفي الحديث والقراءات القرآنية، وفى الحكمة والوعظ، وله مؤلفات منها “الفصول والغايات، السادن، إقليد الغايات، الأيك والغصون، جزء فى تفسير الهمزة والردف، تضمين الآي، تاج الحُرّة، سيف الخطبة، خُطَب الخَيل، خطْبة الفصيح، تفسير خطبة الفصيح، تفسير رسالة الغفران، تفسير رسالة الإغريض، رسائل المعونة، سقط الزند، شرح كتاب سيبويه”؛ وعلى الرغم من كثرة كتبه لكن يظل من أهم أعماله البارزة ديوان لزوم ما يلزم وكتاب رسالة الغفران هما الأبرز.
ومن أقوال المعري
عيوبي, إن سألت بها كثيرٌ وأيُ الناس ليسَ له عُيوبُ؟
وللإنسان ظاهرُ ما يراهُ وليس عليه ما تُخفي الغيوبُ
لا تقيِّد عليَّ لفظي فإني .. مثل غيري تكلُّمي بالمجاز
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد