محمد عبد اللطيف..رجال حبيب العادلي جعلوا منه سفاح وقصة سندريلا أنقذته من الموت
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جريمة فظيعة من أبشع وأفظع الجرائم التي حدثت عالميًا، بل وأغربهم أيضًا، وعلى الرغم من مرور ما يقرب من 15 عام على وقوعها، إلا أنه لم يتم حلها حتى الآن.
وقعت الجريمة في 29 ديسمبر عام 2005م، داخل قرية عزبة شمس الدين في مدينة بني مزار بمحافظة المنيا، استيقظ أهل البلدة كعادتهم مع ظهور أشعة الشمس، يبدو المشهد من الخارج مألوفًا، ولكنه كان يوم أسود في حياة بعض الأسر، مثلًا الخباز أبوبكر عبدالمجيد، الذي استيقظ كعادته لصلاة الفجر وذهب لحجرة والدته لتصلي الفجر كعادتها أيضًا، ولكنه رأى مشهد يشيب له الشعر.
مشهد أخر على بعد عدة أمتار من منزل أبوبكر، الأختان زينب وأم هاشم اللتان قضتا الليلة في الطابق الثاني، ومع طلوع أشعة الفجر هبطتا للطابق السفلي لتقوما بإيقاظ باقي الأسرة، ليجدا نفس المشهد الذي وجدوه أبو بكر.
بعد عدة أمتار قليلة، تكرر المشهد للمرة الثالثة، كان يبيت الطفل محمود الذي يبلغ من العمر 13 عامًا فقط، في منزل جده المجاور لهم، واستيقظ مبكرًا وذهب لمنزله لتحضير حقيبته المدرسية، وعندما فتح باب المنزل وجد مشهد مرعب بانتظاره.
ثلاثة بيوت متجاورة، تم ذبح من فيها بنفس الطريقة البشعة، الأول وجد أمه العجوز وأخيه الشاب مذبوحان وجثثهما مشقوقة بالكامل من عند البطن، خرج للشارع وهو يصرخ بعزم ما فيه، ليجد أهالي القرية يتجمعان عند منزل سيد جاره، وصرخات زينب وأم هاشم ملئتا المكان بأكمله، تقولان أنهما وجدتا كل من في المنزل مذبوح والبطن مشقوقة، بنفس طريقة والدة وأخو أبوبكر، لم يختلف المشهد في منزل محمود كثيرًا، حيث وجد عائلته بأكملها مذبوحين بنفس الطريقة السابقة، ولم يتحمل الطفل الصغير ذلك المشهد القاسي، فأصيب بسكتة قلبية وتوفى على الفور.
تقرير الطب الشرعي
جاء تقرير الطب الشرعي ليوضح مدى بشاعة الجريمة، وضح التقرير أن كل الجثث موجودة في حالة نومهم الطبيعية، وفي أماكنهم المعتادة، ما عدا جثة واحدة تم نقلها من مكانها، وكل الجثث تم ذبحها بطريقة احترافية، جرح ذبحي طوله 25 سم في الرقبة الأذن للأذن على شكل حرف S ، وهناك شق طولي من الرقبة يصل حتى الأعضاء التناسلية التي تم نزعها واستئصالها بالكامل، وعلى الرغم من ذلك الشق الذي يوحي بسرقة الأعضاء، إلا أنه لم يتم أخذ أي أعضاء داخلية، وأوضح التقرير أنه قد تم استخدام مشرط، وأن الفاعل جراح ماهر متمرس ومحترف في شغله، ووجدوا جثة لإحدى السيدات قد تم قطع أصابعها.
وكان يوجد بجوار كل جثة حمامة سوداء مقطوع رأسها بطريقة عنيفة، وليست مذبوحة، لم يسمع أي أحد من الناجين صوت أو صرخات أو حتى مقاومة من الضحايا، وأكد الطب الشرعي أن الجثث تم قتلها في مكان نومهم دون أي مقاومة على الإطلاق.
القبض على سفاح بني مزار
تحولت الحادثة لقضية رأي عام، وتابع المصريون الأمر باهتمام شديد، وكانت وسائل الإعلام تضغط بشدة على وزارة الداخلية لتكثيف البحث عن الجاني، لتصدر الأخيرة بيان بعد ستة أيام فقط من الحادثة، تُعلن فيه عن القبض على الجاني محمد علي أحمد عبداللطيف، والمعروف إعلاميًا باسم سفاح بني مزار.
وأوضحت وزارة الداخلية أن الجاني تم كشفه عن طريق حذاء وجدوه في ضمن الأدلة التي جمعها الطب الشرعي، ووجدوا على الحذاء ثلاث نقط دم، نقطتان لإثنين من الضحايا، ونقطة دم لمحمد عبداللطيف نفسه، كما أنه كان معروفًا بمرضه النفسي، لذا هو المتهم بلا شك.
واعترف محمد علي بنفسه، وقال أنه ذهب إلى أول منزل وهو منزل والد زينب وأم هاشم، وقتل الأب والأم والأولاد، ومثل بجثثهم وأخذ أعضائهم التناسلية في شنطة بلاستيك وخرج، وكل ذلك أخذ منه ربع ساعة فقط، بعدها ذهب لمنزل أبوبكر عبدالمجيد وذبح أخيه طه، ثم قام بذبح والدته، واستغرق في ذلك المنزل 10 دقائق فقط، ثم ذهب للمنزل الأخير، وقتل الأستاذ أحمد وزوجته وأولادهما الاثنين، وفر هاربًا، واعترف أن الجرائم الثلاثة أخذت منه ما يقرب من الساعة فقط.
وأخبر الشرطة أنه قام بوضع الأعضاء المقطوعة داخل كيس بلاستيك أشود، وقتم بدفنه أسفل شجرة توت، ولكن لم يتمكن المعمل الجنائي من تحديد المعالم نظرًا لتحلل الجلد تمامًا.
سندريلا تنقذ سفاح بني مزار من الموت
كانت كل الأدلة تُشير إلى محمد كونه هو القاتل، خاصة بعد اعترافه، ولكن ظهرت أحداث جديدة قلبت القضية رأسًا على عقب، حيث تطوع المحامي الشهير “طلعت السادات”، ابن عم الرئيس الراحل” أنور السادات”، ليدافع عن المتهم، وطلب من القاضي أن يسمح للمتهم بلبس الحذاء الذي كان سببًا في القبض عليه، وامتثل القاضي لطلبه، وهنا كانت الصدمة، لم يدخل الحذاء الذي كان مقاس 42، في قدم محمد التي كانت مقاس 47!.
إقرأ ايضًا..رجل شنقوه ٣ مرات ولم يمت .. كيف حدث هذا ؟!
ومثلما كان الحذاء هو بداية الحياة الوردية لسندريلا، كان الحذاء هو طوق النجاة لشخص بريء من تهمة بشعة، وأعلن القاضي براءة محمد من التهم المنسوبة إليه وتم تقييد القضية ضد مجهول، ولم يعرف القاتل حتى وقتنا هذا.
اختفى محمد بعد خروجه من السجن لسنوات عديدة، حتى ظهر فجأة بعد ثورة يناير في برنامج الإعلامي “وائل الإبراشي”، وأوضح أنه اضطر للاعتراف على نفسه بسبب التعذيب الشديد الذي تعرض له على أيدي رجال حبيب العادلي، وتهديده بهتك عرض نساء بيته، وقال أنهم قاموا بترحيله لدولة الإمارات ليمنعوا عنه التواصل مع وسائل الصحافة والإعلام.
رأي أهالي قرية بني مزار
يعتقد أهل بني مزار أن السبب الأساسي وراء تلك الجريمة البشعة هو الآثار، حيث يعتقدون أن العزبة بأكملها مبنية فوق مقابر أثرية، وأنه تم التضحية بتلك العائلات كقربان لحراس المقابر من الجان، خاصة مع وجود رؤوس الحمام والدماء التي كانت تملئ الحوائط بأكملها، والجميع هناك يعتقد أن محمد هو القاتل ويطالبون بقتله.
لذلك لم يستطع محمد العودة لبلده خوفًا من أهل البلدة الذين يريدون قتله.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال