همتك نعدل الكفة
770   مشاهدة  

فتى أحلامي الذي غَلَّبَنِي

فتى أحلامي
  • منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



لا تستطيع بعض البنات في الصعيد أن يسألن أنفسهن كيف يكون فتى أحلامي ، فالموروث أن مصيرهن ينتهي بزواج الصالونات فلذلك لا يحلمن لكي لا يصدمهن الواقع التقليدي.

اقرأ أيضًا 
بيد أمي لا بيدي أن ننجح في إدراك معنى الحياة والحب عبر المكرونة بالبشاميل

لكني وإن كنت صعيدية إلا أنني وجدت نفسي أمام فتى أحلامي منذ نعومة أظافري والسبب في ذلك أمي فهي أول من فتحت أمامي نوافذ عالم الفن والذي كان بمثابة عالم آخر فُتح أمامي على مصراعيه، وكان فتى أحلامي مجرد أطياف متناثرة أمامي تجسدت في شخص واحد وهو فتى أحلامي من يشاركني أحلامي وليس الذي تصنعه أحلامي.

كنت أرى من يوسف فخر الدين في الحموات الفاتنات شكلاً مثاليًا لمواصفات فتى الأحلام، لكني استبشعت التشبيه فأمي لن تكون على غرار ماري منيب وأنا لن أكون مثل آمال فريد، رويدًا رويدًا بدأت مداركي تتوسع على أشياء لم تكن لتتيح لي تحديد من هو فتى أحلامي، فالروايات لم تكن مسموحة لي بحكم المذاكرة، فكان المنفس عن طريق المسلسلات التي أشاهدها بصحبة أمي، فتناثرت ملامح فتى أحلامي فتارة يكون خالد النبوي في فيلم المصير وتارة يكون يكون نور الشريف في مسلسل خلف الله.

تخرجت من الجامعة وبدأت تنهال الروايات على مكتبتي المكتظة بالكتب الدينية والصوفية، ولم أجد في أي رواية قرأتها قبل سنة 2020 فتى أحلام يناسبني، فأحيانًا أجده سعد في ثلاثية غرناطة، وأحيانًا أجده داوود في حديث الصباح والمساء، فقد غَلَّبَنِي في البحث عنه وقررت عندما أجده أن أذيقه صنوف الغُلْب لأنه أتعبني من قبل أن أجده.

رواية سيرة عباد الشمس
رواية سيرة عباد الشمس

خرجت من قوقعة الصعيد الجافة وذهبت إلى رحب القاهرة الصلبة، كانت سكينتي في الأزهر وأنْسِي في دروسي وحياتي بين كتبي، حتى عرفت عالم الكتابة وبدأ قلبي نسبيًا يدق في الواقع لكني لم أحدد أيضًا من الذي أتمناه فتىً لأحلامي، حتى جاءت رواية سيرة عباد الشمس ولم أرى أحدًا يصلح كـ فتى أحلام إلا شكري أبو عياد تلك الشخصية التي صاغها الروائي أسامة الشاذلي وهي أول رواية أتوحد مع شخصياتها.

“فينه وفين شكري”
هكذا كنت أقول لنفسي عندما أسألها عن حبيبي.
لا تستند رواية سيرة عباد الشمس إلى أحداث حقيقية، ومع ذلك فلم أعتبر شخصية شكري أبو عياد من خيال مؤلفها فحسب بل اعتبرت استحالة وجود شخصية كـ شكري أبو عياد في هذا المجتمع الشرقي، فشكري ليس فقط رجلاً يعتمد عليه وإنما هو معنى الأمان والاحتواء بكل ما تحتويه الكلمة من معنى.

إقرأ أيضا
البابا شنودة

فتى أحلامي غَلَّبَنِي بحثًا وفضولاً حتى تكلل البحث بنتيجة مرضية بعد سنوات مضنية فإلى أن نلتقي سيكون شكري أبو عياد هو النموذج الأقرب.

الكاتب

  • فتى أحلامي منتهى أحمد الشريف

    منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة