رحلة الوتد خيري شلبي من الهجوم على السادات إلى الدفاع عنه
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
روائيًا موسوعيًا فذًا، قدم العديد للرواية المصرية المعاصرة وأثر فيها بإبداعه الدائم للأشكال الحديثة في البناء وفي تقديم الشخصيات ورسمها في سياق المشهد الروائي، إنه الوتد خيري شلبي.
وُلد الأديب الكبير خيري شلبي في قرية شباس عمير بمحافظة كفر الشيخ، في 31 يناير 1938م، وقد كان من مؤسسي الواقعية السحرية، حيث نرى الأسطورة في مستوى الواقع، مثلما فعل في روايتيه ” السنيورة”، و”بغلة العرش”، حيث يصل الواقع إلى الأسطورة في الأولى وتصل الأسطورة في الثانية إلى الواقع، أما روايته “الشطار” فكان بطلها كلب.
اكتشف شلبي قرار النيابة في رفض كتاب الشعر الجاهلي، إذ عثر عليه في إحدى مكتبات درب الجماميز المتخصصة في الكتب القديمة، ولم يكن كتابًا بل كراسة محدودة الورق مهترئة ولكنها واضحة وعليها توقيع النائب العام وقتها ” محمد نور ” الذي حقق مع طه حسين في القضية.
إقرأ أيضًا…تذكرة ماتينيه..وسكة سفر إلى عالم بشير الديك
أعماله
ومن أشهر مسرحياته ” صياد اللولي “، و” سوناتا الأول” و” المخربشين “، غير مؤلفاته التاريخية والتوثيقية والنقدية، ومنها ” غذاء الملكة ” و ” لطائف اللطائف “، وأنتج فيلمين أحدهما مأخوذ عن روايته ” الشطار “، و” سارق الفرح ” عن قصة قصيرة، أما روايات ” وكالة عطية ” و” الوتد “و ” الكومي ” تم تحويلها إلى مُسلسلات تليفزيونية وتُرجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية، إلى أن توفي في 9 سبتمبر 2011م.
الجوائز التي حصل عليها
حصل ” شلبي ” على العديد من الجوائز المصرية والعربية وتم ترشيحه لجوائز دولية نال بعضها، ومن هذه الجوائز جائزة الدولة التشجيعية، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة أفضل رواية عربية عن رواية “وكالة عطية”، والجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للتفوق، وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن “وكالة عطية”، وجائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية “صهاريج اللؤلؤ”، وجائزة الدولة التقديرية.
موقفه من الرئيس الراحل أنور السادات
كان “شلبي” يتخذ موقفًا عنيفًا من الرئيس الراحل ” محمد أنور السادات “، وتطرق لفترة حكمه في روايات عديدة، منها : ” ثالثنا الورق ” وانتقد فيها سياسة الانفتاح، وتكوين ثروات ضخمة لم تشهدها مصر من قبل، وإمبراطوريات اقتصادية ضخمة بسبب أنشطة مشبوهة، وهاجمه في ” بغلة العرش ” التي تتحدث عن الطرق المشبوهة التي أتاحتها سياسة الانفتاح لتكوين الثروات، وأيضًا في ” صحراء المماليك ” حيث أشار إلى سياسة السادات التي فتحت الباب للمنتفعين الذين استغلوا السلطة في تكوين ثروات طائلة.
كان خصمًا للسادات، لا يحبه ويراه حاكمًا فتح الباب أمام الفساد، ولكن تغير هذا الموقف في الألفية الثالثة، حيث صرح في أحد لقاءاته أنه لم يكوّن رأيًا موضوعيًا عن السادات بسبب الغوغائية السياسية التي كانت تعيش فيها مصر، واعترف بأنه تفحص حياته بعد ذلك، ووجد أن السادات كان صاحب خطاب، وكاريزما سياسية، ولديه تاريخ نضالي ربما لا يوجد عند جمال عبدالناصر، ولا يجب إغفال دوره في استرداد سيناء.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال