همتك نعدل الكفة
705   مشاهدة  

طريق الأذى

المحبين


في لحظة تميل القلوب، ندعو الله أن يثبت قلوبنا صوب من نُحب، ولا نعرف أي المحبين أصدق، تأتي الأحلام بشارات المنى، والبشرى باب أمل ينفتح لنبتسم.
صديقي الذي يؤذيه الحب، لا يستمع لأحد ولا يري العلامات، ونحن نراه يضع غمامته علي عينه، ولا نملك أن نرده عن ما يلحق به.

اقرأ أيضًا 
هل يفسد الحب ؟

هل الحب مؤذي؟
إنه السؤال الذي نحتار في إجابته، فكيف لمشاعر الحب أن تتحول لبركان يثور ليهدم حياتنا، والحب يا عزيزي هو ذلك الإحساس الذي يُصيبك بغتة، فينقلك إلى فضاءات عالية، الحب يُشرق في عينيك فتتوهج، تزداد طاقتك، تنطلق في مساحات أرحب، تتطور وتتحسن، تصير أجمل وأفضل.

وقد نشعر بكل هذا قبل الأذى بقليل، ولكننا لا نلتفت لما هو واضح ويراه الجميع، هل تعرف جملة إنها لا تُشبهك؟ أو هو لا يُشبهك؟.
إنها جمل قد يرددها المحيطون بنا، حين نرى اثنين لا يجمعهما شيء حقيقي، بينما أحدهما غارق فى مشاعر زائفة ولا يرى ما يُقدم عليه.

العلاقات يا صديقي إما تنقلك لمنطقة أفضل أو أنها ليست حقيقية، أخبرني ألم ترى الأذى وأنت تفقد عملك؟ وأنت تخسر رفقتك واحدًا تلو الآخر، خسارة ليست عن بعد وانشغال وإنما شقاق يصعب بعده العودة.
في الحب نبدو مثل الأطفال بلا خبرة وأحيانًا أيضًا بلا عقل، يُعجبنا ألوان اللهب، ننجذب مثل الفراشات صوب الضوء، فنحترق، وعلى قدر الأذى قد نعي وقد لا نعي.
الحب مثل البساط السحري الذي يأخذك لعوالم تكشف عن بهجتها، سعادة متوارية فى روحك تُعلن عن ميلادها عندما نُحب، ونحن ننسحق فى علاقات نظنها حبًا وصداقة ولا نعرف أننا نحفر قبورنا، ونستعد لموت قريب.

صديقي العزيز
لست مثل الباقين أصفك بأنك صرت تابع لأخرى، ولا أرى القيادة فعل ذكوري، يقود من يرى الطريق، ولأن القيادة فن كما يقولون فى مدارس تعليم القيادة، فنحن فى القيادة ندفع ثمن أخطاء الآخرين، العلاقات الخاطئة لا تختلف كثيرًا عن قيادة السيارات، نحن أيضًا ندفع فواتير الآخرين، فحين تُحب شخص لا يوافقك في الروح والمعايير الأساسية للحياة، تُصبح مثل مصارعي الثيران، تجري لتهرب من قدر محقق بالفشل، وأنا يا صديقي لا أكترث بانتهاء علاقة، فلست مع أبدية العلاقات، لكنني أهتم كل الاهتمام بهؤلاء الذين يحفرون الوجع بنا، فلان الي كان يقلل من شأن حبيبته، يسخر منها فى كل فعل، وفلان الذي كان يعرف اكثر من فتاة يدعوهن جميعًا حبيبات، وفلانة التي دفعت بحبيبها للفوضي فأهمل عمله حتي يكون معها فى كل مكان كما تطلب.

أقول لك الحب يُغيرنا نحو الأفضل، يرتقي بنا، يرسم السعادة على وجوهنا، وأري أنك تمرر كلامي من أذن لأذن دون أن تستريح حروفي برأسك، فهل نحن مدينون لأصدقائنا بالاستمرار بالنصح؟.
يقول المثل الشعبي “انصح صاحبك من الصبح للضهر ولو ما سمعش الكلام ضلله باقي النهار” لكنني يا صديقي أخاف على كل منا، أخاف أن نفقد إيماننا بالحب، فنحن مستمرون فى الحياة للحب وتأثيرته، نحب عملنا، وبيتنا، الحب هو المبرر الحقيقي الذي يدفعنا للاستمرار وأخشي عليك أن تكفر به.

الشكوك التي غرستها بك حبيبتك، القلق الذي بات رفيقًا لا يفارقك فكيف تُشارك أخر حياتك وأنت لا تصدق ما يقول او ما يفعل، أي عذاب ذلك الذي تقفز فى بحره بإرادتك، وأي حب هذا الذي لا يُزيد من ثقتك بالعالم؟

إقرأ أيضا
أحمد الجندي

إننا نسير فى طريق آذنا بإرادتنا الحرة، فكثيرون منا لا يكترثون بخبرات الآخرين، نعم الحب تجربة فردية تمامًا، نختلف من علاقة لأخرى، ومن شريك لآخر، لكن تظل هناك علامات للطريق، فكيف يُنكل الحب بصاحبه، تُصبح علاقات مسمومة، كأن تعمل فى مكان يأخذ طاقتك ويقلل من مكانتك ولا يمنحك الأجر الذي تستحق، فننسحق تحت عبارة “ربما سيتغير” “ربما تتحسن الأحوال” لكن هناك أمور لا تتغير، فصاحب العمل الذي يجد من يعمل بأجر منخفض لن يقوم بزيادة أجره، كذلك هي العلاقات يا صديقي، فما الذي يدفع أحدهم لتغيير طريقته ما دُمت لم تشكو من هذه الطريقة، أو انه لم يستشعر خطر من استمراره في أفعاله؟
العلاقات المسمومة أشد خطرًا من الاستمرار فى عمل يؤذينا ويقلل مننا، فلماذا نسير فى طريق ينهكنا بينما يمكننا التراجع؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان