الخير يكمن في الشر .. حياة “طرفة بن العبد” من اللهو والخمر للحكمة والعقل
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الصدمات الحياتية قد تتسبب في تدمير إنسان أو هداية أخر، وقد كان حظ “طرفة بن العبد” جيدًا حين جعلت منه الصدمات التي تعرض لها إنسانًا آخر، فبعد أن كانت حياته مليئة باللهو والخمر، إلا أنه بعد صدمات وفاة والديه وصراعه مع أعمامه على ميراثه، أصبح أكثر حكمة وحنكة ونمى موهبته الشعرية وحظى بمكانة عالية وسط قومه وعائلته.
حياة طرفة بن العبد
طُرْفَة بن العبد من أشهر شعراء المعلقات أيام الجاهلية في الجزيرة العربية قديما ، واسمه الحقيقي “عمرو بن العبد، وُلد في عام 543م في البحرين، وكان من عائلة شهيرة أغلبها من الشعراء، ومنذ طفولته كان يتجه إلى حياة الرفاهية واللهو مع من في سنه، وكان في فترة شبابه ينفق أغلب أمواله على الخمر، ولكن بعد وفاة والديه تعرض لظلم كبير من قِبل أعمامه بعد أن رفضوا إعطاءه ميراثه.
اقرأ أيضًا
من طرفة بن العبد إلى حسن شاكوش .. الظلم موروث الفن الشعبي
عمل بعد ذلك في مجال رعاية الإبل مع أخيه “معبد”، و لكن سُرعان ما تم سرقة هذه الإبل، مما اضطره إلى أن يهب نفسه للغزو والحروب.
أشعار طُرْفَة بن العبد
لم يقم ” طرفة” بكتابة الكثير من الأشعار في حياته وذلك بسبب قصرها، حيث أنه توفى في سن صغير، ولكن أغلب أشعاره كانت تحتوي على الكثير من الأحداث المهمة التي حدثت له في حياته، كما أنها تُبرز أيضًا الكثير من أفكاره وخواطره عن فكرة الحياة وفكرة الموت.
وكانت أغلب أشعاره تتكلم عن الجنس وأهميته في حياته، و كان يدعوا في أشعاره إلى السعي وراء اللذة المعنوية والجسدية في ريعان الشباب قبل مضي العمر بالإنسان.
ومن أشهر أعمال طرفة ديوان شعري يتكون من 657 بيت شعري، و كان يحتوي على مُعلقته الشهيرة التي قد كتبها في فترة مراهقته، والتي تتكون من 104 بيت وتنتمي إلى منظومة البحر الطويل، و من أهم الموضوعات التي قد تناولها في معلقته الشهيرة هي وصف الطبيعة، ووصف الناقة، و التعريف عن نفسه وعن قبيلته إلى جانب عتابه القوي على ابن عمه، و كانت تحتوي على الغزل و الوقوف على الأطلال، وكذلك الموت ووصية موجهة لابنة أخيه لتندبه بعد وفاته.
وفاة طرفة بن العبد
ذهب “طرفة” إلى الملك ” عمرو بن هند”، وقد كان طُرفة وقتها في ريعان شبابه وكان معجبًا بنفسه كثيرًا، وكان الملك عمرو قد حاول قتله عدة مرات من قبل بسبب قصائد الهجاء التي كتبها فيه طرفة، وعندما ذهب إليه طرفة كان في تحدي مع نفسه ليثبت أنه الأقوى، وقال له إذا كان لابد من قتلي فاسقني الخمر قبلها، وبالفعل فقد سقاه الخمر، وبعد ذلك قتله عن عُمر يُناهز الـ 26 عامًا، مما جعل الشعراء يُطلقون عليه اسم الغلام القتيل.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال