أخلاقيات إسلامية نسيها البعض عقب إصابة أحمد عبده ماهر بفقد البصر
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
قبل أيام كتب المستشار أحمد عبده ماهر عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل فيس بوك منشورًا طلب فيه المساعدة من أصدقاءه بأن يتطوع أحد للتصحيح الإملائي واللغوي لكتابه إرث إبليس وذلك لأنه فقد نعمة البصر.
جاء منشور المستشار أحمد عبده ماهر في الرابع من نوفمبر الماضي ليكون الوحيد حول مسألة شخصية وقبله وبعده فيديوهات نقدية للتراث ومهاجمة كتبه، لكن هذا المنشور لقي تفاعلاً أثناء مشاركته وأغلب التفاعلات كانت شماتة في الرجل باعتباره أحد المفكرين الذين يذيقون التراث ليل نهار، وتم استدعاءه مؤخرًا للنيابة بتهمة ازدراء الأديان.
الشماتة لا تجوز
تخلى الكثير من الذين استقبلوا خبر إصابة أحمد عبده ماهر بفقد البصر عن أخلاقيات الإسلام والتي ترفض الشماتة.
معنى الشماتة هي الفرح بابتلاء من يعاديك أو تعاديه، واتفق أغلب العلماء على تلازمية الشماتة بالغرور والحسد ولهذا قال أبو حامد الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين «والحسد والشماتة متلازمان».
من منظور الشامتين فإن أحمد عبده ماهر عاصيًا لله لأنه انتقد التراث، وعلى فرض صحة هذا الزعم فإن من شمت خالف الإسلام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الشماتة في العصاة ـ هذا إن اعتبرنا أن المستشار عاصٍ لله لهذا السبب ـ فقد روى بن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَثَرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْ عَوْرَةَ الْمُسْلِمِ يَطْلُبِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَطْلُبِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ، وَلَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ».
وبنفس منطقهم من أنه عاصٍ فهم أيضًا عصاة وأشد منه أيضًا لأنهم نسوا أن الشماتة بمن ارتكب معصية، أعظم من ذنب مرتكبها وقال ابن القيِّم «إنَّ تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا مِن ذنبه، وأشدُّ مِن معصيته، فذنب تَذِلُّ به لديه أحبُّ إليه مِن طاعة تدلُّ بها عليه، وإنَّك أن تَبِيتَ نائمًا وتصبح نادمًا خيرٌ مِن أن تَبِيتَ قائمًا وتصبح مُعْجَبًا؛ فإنَّ المعْجَب لا يَصْعَد له عملٌ، وإنَّك إن تضحك وأنت معترفٌ، خيرٌ مِن أن تبكي وأنت مُدِلٌّ، وأنين المذنبين أحبُّ إلى الله مِن زجل المسبحين المدِلِّين، ولعلَّ الله أسقاه بهذا الذَّنب دواءً استخرج به داءً قاتلًا هو فيك ولا تشعر»
كذلك نسي الشامتون أصلاً أنه من أوجه كمال الإيمان أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه ويكره لأخيه ما يكره لنفسه وعليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الترمذي «لا تظهر الشماتة لأخيك، فيعافيه الله ويبتليك».
اقرأ أيضًا
سلمان منا أهل البيت .. لماذا اختار النبي فارسيًا ليجعله من عائلته
وعلماء آل البيت رفضوا فكرة الشماتة في المصاب فمثلاً الإمام جعفر الصادق قال «لا تبدي الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويصيرها بك، فمن شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن».
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال