إلى ولدي علي : الحلقة مش عارف رقم كام .. الحدوتة كلها
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اسمع هذه الأغنية كثيرا يا علي يا ولدي ، لست النديم لكنني عشت ظروفا مثل تلك الأغنية منذ ١٠ سنوات، يوم قبلت الخروج مدافعا عن ثورة يناير يوم ٦ فبراير في قناة النيل مع الإعلامية لميس الحديدي والمخرج محمد دياب والملياردير نجيب ساويرس، كأول وجه يتحدث عن الثورة في التليفزيون الرسمي وبعدها بيومين كنت على شاشة القناة الأولى في برنامج البيت بيتك مع الإعلامي تامر أمين أخوض مناظرة مع أحد مؤيدي مبارك يوم ٨ فبراير، كنت أبتسم على الشاشة وأخبر الجميع أنا منتصرون، قابلت بعدها في الميدان وحتى التنحي عشران كاونا يخبرونني أنهم نزلوا فقط من أجل إيماني، لم أكن أشعر بالفخر، فقط كنت أبتسم من أجلك أنت وأخوتك، أدرك أني أصنع لكم غدا يليق ببرائتكم وجمالكم.. كنت ساذجا لدرجة الغباء.
كنت أخرج من مبنى التليفزيون في كل مرة قاريء الشهادتين وأظن أني لن أعود، ,اجري سريعا لأختبيء في الميدان
لكني أوصيك عندما تؤمن ابذل ولا تنتظر مقابلا.. لسنا أنبياء لكننا مؤمنون.
نعم يا صغيري والدك ساذج للغاية، أو “عبيط” ولا تخجل، رقيق حتى الثمالة يصدق أحلامه سريعا، رحل مبارك وأتى من أتى بعده فقد والدك عمله ليبقى عاطلا لمدة سنة كاملة، عشنا فيها على إيراد برنامج كان رئيس تحريره على قناة القاهرة والناس بعنوان “من أنتم” قدمته الممثلة “الجدعة” بسمة وبرنامج أخر صنعت ثلث حلقاته للإعلامية لميس الحديدي (١٠ حلقات) وبرنامج لم أقبض مقابله حتى الأن قدمته بنفسي على إذاعة ميجا إف إم بعنوان “ولاد الحرام مسابوش لولاد الحرام التانيين حاجة”.
في النهاية اتصال تليفوني من صديقي – السابق – أحمد سمير لأعمل في جريدة البديل في منتصف عام ٢٠١٢ مع خالد البلشي ونفيسة الصباغ، الذين يضاعفون راتبي منذ الشهر الأول لأنهما أدركا كيف أعمل – والدك يتقن عمله مثل العبادة ويخلص له كأنه إله -.
رغم هذا لن يعمل والدك منذ ذلك الحين في عمل أكثر من عام ونصف.. يكرهون المخلصين لأن لديهم مباديء لا تناسبهم
يغلق البديل لكونه كيانا معارض فيجلس والدك للمرة الثانية في البيت لمدة ٨ أشهر، ينهي روايتيه نوستالجيا وكفر العبيط، يعمل بالقطعة من أجل لقمة العيش، تنتهي المعاناة بالعودة للصحافة من بوابة المصري اليوم حين طلب منه عمر الهادي رئيس تحرير الموقع الإلكتروني إنشاء قسم للمنوعات فيها.
أنا إذا قررت لا أتراجع وإذا خضت لن ينسى أحدهم موضع قدماي، صنعت تاريخا في جورنال كبير، حققت أعلى نسب مشاهدة ممكنة ليأتيني ترشيحا ليس على البال، قال لي صديقي عمر كنا جورنالا يرتدي بذلة وكرافتة فخلعت الجاكيت والكرافتة.
كنت قادرا على التغيير .. دجال مهرج مركب صوتي في لساني.
كنت أنا ولم أكن أبدا إلا أنا
ولنا في الحوار بقية يا ولدي يا علي يا صاحبي.
أسكت الجرح يسكت ينطق التاني
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال