أيهما أَوْلَى الزينة أم التبرك ؟ “أحكام وضع المصحف في السيارة ؟”
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أعطى الإسلام قيمة عظمى للمصحف الشريف راسمًا ضوابط حتى لو كان المصحف في السيارة ومن أوجه احترام المصحف عمومًا أن لا يوضع شيء عليه وأن لا تمتد الأقدام باتجاهه إلى غير ذلك.
التزين بالمصحف لا
إشكالية حول مسألة وضع المصحف في السيارة وهي نية الوضع وتلك مسألة اختلف فيها أهل العلم قديمًا بين ثنائية الزينة والتبرك؛ إذ تنص دار الإفتاء على أن المصحف إن كان وضعه بالسيارة بغرض الزينة أو التظاهر فذلك لا يجوز لأن القرآن نزل للتعبد والتدبر أما إذا كان وضعه أو تعليقه بقصد الحفظ والبركة، والتلاوة فيه، فهذا يدخل في تعليق التمائم والرقى القرآنية؛ فلا مانع من ذلك مع وجوب مراعاة المحافظة عليه.
التبرك وفعل الصحابة
أشهر دليل على جواز التبرك بالمصحف ما جاء في سنن الدارمي عن عن أبي مليكة أن عكرمة رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول: «كلام ربي»، وعلى هذا الدليل اتفق فقهاء الحنفية، والمالكية، والشافعية، إلى جواز تعليق التمائم التي فيها أسماء الله وصفاته وآيات القرآن الكريم والأدعية المأثورة.
اقرأ أيضًا
دلائل الخيرات في الصلاة على النبي .. هل شبهة وصف الرسول بأسماء الله صحيحة ؟
فمن ناحية الأحناف ذكر بن عابدين في رد كتاب رد المحتار على الدر المختار «قوله: (التميمة المكروهة) أقول: الذي رأيته في “المجتبى”: التميمة المكروهة ما كان بغير القرآن.. قالوا: إنما تكره العوذة إذا كانت بغير لسان العرب ولا يُدرَى ما هو، ولعله يدخله سحر أو كفر أو غير ذلك، وأما ما كان من القرآن أو شيء من الدعوات فلا بأس به».
أما المالكية فجاء في كتاب كفاية الطالب الرباني للشيخ العدوي «ولا بأس بالمعاذة وهي: التمائم، والتمائم: الحُرُوز التي تعلق في العنق وفيها القرآن، وسواء في ذلك المريض والصحيح والجنب والحائض والنفساء والبهائم بعد جعلها فيما يُكِنُّها».
بينما كتاب المجموع في الفقه الشافعي فقال مؤلفه «والمختار أنه لا يكره إذا جعل عليه شمع ونحوه؛ لأنه لم يرد فيه نهي، ونقل ابن جرير الطبري عن مالك نحو هذا فقال: قال مالك: لا بأس بما يعلق على النساء الحُيَّض والصبيان من القرآن إذا جعل في كن كقصبة حديد أو جلد يخرز عليه».
هل خالف الحنابلة رأي الجمهور ؟
يتشدق بعض الوهابية حين يتناولوا حكم وضع المصحف في السيارة بقولهم أن الحنابلة رفضوا هذا لكن ما ذكروه غير صحيح ففي كتاب تصحيح الفروع للمرداوي قال «ويكره تعليق التَّمائم ونحوها، ويباح تعليق قلادة فيها قرآن أو ذِكرٌ غيرُه، نص عليه، وكذا التعاويذ، ويجوز أن يُكتَب القرآن أو ذِكرٌ غيرُه بالعربية، ويعلَّق على مريض، ومُطْلِقَة، وفي إناءٍ ثم يسقيان منه ويُرقَى من ذلك وغيره بما ورد من قرآن وذكر ودعاء، انتهى. وقال في آداب المستوعب: ولا بأس بالقلادة يعلقها فيها القرآن، وكذا التعاويذ، ولا بأس بالكتاب لِلْحُمَّى، ولا بأس بِالرُّقَى من النملة».
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال