دقات قلب كوكب الأرض .. صوت غامض يحدث كل 26 ثانية
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ماذا إذا قلت لك أن كوكب الأرض لديه دقات قلب مثلنا تمامًا؟ منذ ستينيات القرن العشرين، اكتشف علماء الزلازل في قارات مختلفة نبض غامض يحدث كل 26 ثانية بالضبط، ولكن في السنوات الستين الماضية لم يتمكن أحد من التعرف على حقيقة هذا الصوت.
في عام 1962، تم توثيق “دقات قلب كوكب الأرض” لأول مرة، بواسطة جون أوليفر، الباحث في مرصد لامونت دورتي الجيولوجي، بجامعة كولومبيا. ولقد توصل إلى أن ذلك النبض كان آتيًا من مكان ما في منطقة المحيط الأطلسي الجنوبي أو الاستوائي، وأنه كان أكثر كثافة أثناء أشهر الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي. ثم في عام 1980، اكتشف جاري هولكومب، وهو عالم جيولوجي لدى هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، النبض الغامض مجددًا، مشيرًا إلى أنه يكون أقوى أثناء العواصف، ولكن لسبب ما ظلت الاكتشافات التي توصل إليها الباحثان مجهولة تقريبًا لأكثر من عقدين من الزمان، حتى اكتشف طالب دراسات عليا في جامعة كولورادو بولدر مرة أخرى “نبضة القلب” وقرر أن النظر فيها.
مؤخرًا، قال مايك ريتزولر، عالم الزلازل في جامعة كولورادو، لمجلة ديسكفر أنه بمجرد رؤيته للبيانات الخاصة بطالب الدراسات العليا آنذاك الذي يدعى جريج بينسن، كان هو والباحث نيكولاي شابيرو يعرفان أن هناك شيئًا غريبًا بخصوص هذا النبض المتقطع، لذلك بدأوا في العمل بدايةً من تحليل كل النقاط من كل زاوية ممكنة، وتحليل البيانات، وفحص أدواتهم، بل وحتى أنهم تحرزا مصدر النبض ووصلوا إلى موقعه في خليج غينيا، قبالة الساحل الغربي لأفريقيا.
حتى أن ريتزولر وفريقه وجدوا أبحاث أوليفر وهولكومب ونشروا دراسة عن النبض الغامض في عام 2006، ولكنهم لم يتمكنوا قط من تفسير ما هو أو لماذا يحدث، وتزعم إحدى النظريات أن هذا النبض هو نتيجة للموج، في حين ترشح نظرية أخرى أنه نتيجة عن النشاط البركاني في المنطقة، ولكنها لم تثبت صحة أيًا منهم بعد.
ترجع نظرية الأمواج إلى عام 2011، عندما حدد طالب الدراسات العليا في جامعة واشنطن في سانت لويس، جاريت إيولر مكان النبض في مكان معين على خليج غينيا يسمى بـ”أفول بني”، مشيرًا إلى أن الأمواج عندما تضرب الساحل يتسبب الضغط الناتج عن ذلك في تشويه أرض المحيط عبر زلازل صغيرة، مما يتسبب في تلك النبضات التي تعكس نمط الموجة ليس إلا، كانت نظرية إيولر وثيقة ولكن لم يقتنع بها الجميع.
منهم ينججي شيا، الباحث من معهد المسح الجيولوجي والجيوفيزياء في ووهان في الصين، والذي اقترح نظريته الخاصة عام 2013 حيث قال أن مصدر النبض هو النشاط البركاني. كانت نظريته منطقية مثل نظرية إيولر. فإن منشأ الإشارة قريبًا من بركان على جزيرة ساو تومي، وكان هناك على الأقل ظاهرة أخرى في مكان آخر من العالم تشترك في بعض أوجه التشابه مع هذه الإشارة.
ولكن كلتا النظريتين فشلت في تفسر الظاهرة بشكل كامل، لماذا يحدث النبض فقط في فول بني؟ تضرب الأمواج السواحل في جميع أنحاء العالم، وهناك الكثير من المناطق الأخرى التي فيها نشاط زلزالي، فما هو المميز بهذا المكان؟ هذا هو السؤال الوحيد الذي لم يرد عليه أحد على الإطلاق. ويبدو أننا لن نحصل على إجابة قريبًا فأن اللغز ليس فقط صعب حله لكن علماء الزلازل لم يبدوا أي اهتمام بحله.
وشرح عالم الزلازل دوج وينز موقف العلماء قائلًا: “هناك أمور معينة نركز عليها في علم الزلازل. نحن نريد أن نحدد البنية تحت القارات، وأشياء من هذا القبيل. هذه الظاهرة خارج إطار ما ندرسه عادة حيث أن لا علاقة لها بفهم البنية العميقة للأرض”.
ولكن لا ينبغي لهذا أن يقلل لغز “دقات قلب كوكب الأرض”، حيث يعمل الباحثون بلا أدنى شك على حل هذا اللغز. ومن ناحية أخرى، من اللطيف إلى حد ما أن يظل العالم يحتوي على ظواهر مثيرة للاهتمام لا يستطيع العلم أن يفسرها بشكل كامل حتى الآن.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال