رمضان البرنس .. قصة مختصرة ما بين الفقر والموت
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الفقر في الوطن غربة
أسرة فقيرة تكسن في حي حلوان على أطارف مدينة القاهرة لأب يعمل باليومية ، تلد الأم ابنها الثاني رمضان محمد شاكر في صيف عام ١٩٦٣ ، وبعدها بعام تلد الثالث ليصبح لدى الأسرة ٣ أطفال هم البرنس ورمضان وجمال، يقرر الوالد الانتقال للعمل في مدينة الإسماعيلية بعد نهاية التهجير لتلد الأم الابن الرابع محمد ويكبر رمضان في شوارع المدينة الساحلية، تستهويه أفراحها ولياليها، وصييتة المواويل فيها، لكنه عندما يجلس وحيدا كان يستمع إلى محمد رشدي مثله الأعلى ويدندن للعزبي و شفيق جلال، كان يشعر بالغربة في حلوان بعيدا عن مسقط رأس والده والأن في وطنه في الإسماعيلية يشعره الفقر فقط بالغربة.
الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء (هيلين كيلر).
لم يقسم رحيل الوالد محمد شاكر ظهر رمضان في بداية الثمانينات، فقط كان هذا الغياب أذنا له ليفعل ما يريد بعيدا عن الأعمال اليدوية المختلفة التي حاول ممارستها وفشل فيها جميعا، ليبدأ في تحقيق حلمه بالعمل مطربا، ويبدأ اسمه في اللمعان في أفراح المدينة الصغيرة ولياليها، ثم يتقدم للإذاعة حتى يتم اعتمادها مطربا، كان نجم أحمد عدوية يحتل السماء وكان رمضان يحلم بتحويل حياته إلى مغامرة مثل مغامرة عدوية يستحقها صوته المميز.
طرح أول ألبوم له فى الأسواق بعنوان “عايزه إيه”، بالتعاون مع الشاعر والملحن عبد العزيز أمين، وكان يضم ٩ أغانى، أشهرها يتيم الأم وظلمت روحي.
وكان رمضان البرنس هو أول من غنى أغنية “بتناديني تاني ليه” التى غنتها الفنانة دينا مسعود، وكانت بعنوان “عايزه إيه؟”، وهي من كلمات عبد العزيز أمين، وألحان رمضان البرنس نفسه، في هذا الألبوم من انتاج شركة عبده فون.
وخلال سنوات قليلة وحينما كان عدوية يسقط من على عرش الأغنية الشعبية نتيجة الحادث الأليم الذي تعرض له كان رمضان البرنس يجلس على هذا العرش بعدما حصل قبلها بقليل على لقبه الأول “مطرب الميكروباصات” ح حتى أصدر أغنية “عودي” ليتصدر الساحة تماما في مفاجأة عجز عن توصيفها كبار النقاد الموسيقيين في منتصف التسعينيات.ت
تتحول حياة رمضان البرنس والذي أختار اسم أخوه الأكبر الراحل قاريء القرآن كلقب له عندما احترف الغناء، وبدأ يودع غربته ليرحل الفقر بعيدا، ليقدم حوالي ١٢ ألبوم في حوالي ١٢ عاما لتحقق مبيعات كبيرة مع شركات انتاج صغيرة، ليحصل على عقده الأول مع شركة كبيرة وهي شركة “هاي كواليتي” في ربيع عام ١٩٩٨.
وفي رحلة خاطفة من أجل يومين مع الأسرة، زوجته وأطفاله في مايو ١٩٩٨ وقبل الانشغال بتحضير الألبوم الجديد ينطلق رمضان البرنس في سيارته بصحبة زوجته وأولاده لتنقلب بهم السيارة ويلقى مصرعه وعمره لما يتجازل الخامسة والثلاثون.
يشبه رمضان صوته كثيرا، ذلك الصوت المليء بالشجن المميز للغاية
ذواقة هو الموت يجيد اختيار حصاده
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال