إمام المنشدين “علي محمود”.. حرمه الله من نعمة البصر ووهبه جمال الصوت والشهرة
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
موهبة فذَّة ويُعد مدرسة عريقة في التلاوة والإنشاد بذاته، تتلمذ فيها كل من جاءوا بعده من القراء والمنشدين، واشتهر بأنه “سيد القراء” إنه إمام المنشدين “علي محمود “، الذي قال فيه الأديب الراحل محمد فهمي عبداللطيف:” كان الشّيخ علي محمود سيّدَ المنشدين على الذكر، والمغنين للموالد والمدائح النبوية، وكأني بهذا الرجل كان يجمع في أوتار صوته كل آلات الطّرب.. فإذا شاء جرى به في نغمة العود أو الكمان، أو شدا به شدو الكروان.. وقد حباه الله لينًا في الصوت، وامتداداً في النَّفَس”.
بدايته
وُلد الشيخ علي محمود سنة 1878م بحارة درب الحجازي، كفر الزغاري التابع لقسم الجمالية بحي الحسين بالقاهرة، لأسرة فقيرة، وأصيب وهو صغير السن بحادث أودى ببصره كاملاً.
الآذان في الحسين بمقام موسيقي
التحق بالكُتَّاب بمسجد فاطمة أم الغلام بالجمالية، وحفظ القرآن ودرس الفقه، أحب الموسيقى وعرف ضروب التلحين والعزف وحفظ الموشحات، وأخذ يتلو القرآن الكريم في المساجد حتى ذاع صيته بعد ذلك وأصبح قارئًا كبيرًا يتلو القرآن في مسجد الحسين، واشتهر بأذانه في مسجد الحسين كل أسبوع على مقام موسيقى، كما صار مُنشد مصر الأول الذي لا يجابهه أحد في تطوير وابتكار الأساليب والأنغام.
قارئ الإذاعة المصرية وعقد قران الملوك
وفي 3 يوليو 1939 جاءت التلاوة الأولى للشيخ على محمود كقارئ معتمد ببرامج الإذاعة المصرية في السابعة وخمس عشرة دقيقة، واعتمدت الإذاعة منذ ذلك اليوم الشيخ علي محمود قارئًا للقرآن مساء يوم الإثنين من كل أسبوع، لتتوالى بعد ذلك مشاركات الشيخ في الاحتفالات الخاصة بالمناسبات الدينية، ومنها حفل أُقيم بدار الأوبرا الملكية بالقاهرة في ذكرى عقد قران الملك فاروق والملكة فريدة، وافتتح الشيخ علي وقائع الحفل بعد عزف السلام الملكي بتلاوة قرآنية بلغ زمنها ربع الساعة، وهو الذي أنشد عقد قران ولي عهد إيران وشقيقة الملك فاروق.
تلاميذ الشيخ علي
تتلمذ على يديه أشهر النوابغ الذين اكتشفهم، ومنهم الشيخ محمد رفعت الذي استمع إليه الشيخ علي سنة 1918م، وتنبأ له بمستقبل باهر وبكى عندما عرف أنه ضرير، واكتشف أيضًا الشيخ طه الفشني والشيخ كامل يوسف البهتيمي والشيخ محمد الفيومي، وإمام الملحنين الشيخ زكريا أحمد والموسيقار محمد عبدالوهاب، وقد تعلم عليه الكثيرون فنون الموسيقى، ومنهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم وأسمهان.
وفاة إمام المنشدين
رحل الشيخ علي محمود بعد أن أثرى المكتبة الدّينية والموسيقية بإبداعاته في 21 ديسمبر عام 1946م، تاركُا عددًا غير قليل من التسجيلات التي تُعد تُحفًا فنية رائعة من سور «الأنفال» و«يوسف» و«الكهف» و«مريم» و«الأنبياء» و«القيامة»، وله العديد من الأناشيد والموشحات والأغاني، ودُفن بالقاهرة.
اقرأ أيضًا
رحلة من عباءة المشيخة إلى ثوب الطرب
وقام محمد الحفني الطرزي باشا، رئيس شرف رابطة القراء، بنشر نعي كبير في جريدة الأهرام بصفحة الوفيات، وكتب في النعي أن أعضاء الرابطة «ينعون بمزيد من الأسف الأستاذ الشيخ علي محمود الرئيس الإداري، الذي اكتسب بدينه وخلقه محبة القلوب، فبفقده فقدت الرابطة بل الأمة المصرية عَلَماً خفاقاً وبلبلاً صداحاً».
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال