كيف أحرز الإعلام الرياضي صفرًا كبيرًا في تغطية قمة القرن ؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أبام ما قبل قمة القرن
ثمة اتفاق بين جميع البرامج الرياضية على فشل ما في التغطية الإعلامية لمباراة القرن بين الأهلي والزمالك في نهائي البطولة الإفريقية للأندية ، اللهم إلا برنامج الماتش للإعلامي رقم واحد هاني حتحوت ، لكن الحديث هنا أعمق من أن فشلًا اقتحام أسرار معسكرات الفرقتين ، أو فشل في الحديث عن حساسية المباراة وأبعادها الاجتماعية .. لكن الحقيقة أن الفشل كان أكبر من كل ذلك .
فشل الممكن واللا ممكن
نتفهم جيدًا حساسية الحديث عن هذه المباراة ، وما سبقها من اضطرابات لإدراة الناديين ، وما سيتبعها من زلزال في إحداهم ، لذلك كان الخطاب الإعلامي هادئ للدرجة التي لا تشتبك مع القضايا المُغرية إعلاميًا والتي تمر بالأندية ، قبل المباراة الحاسمة ، نتفهم جماهيريًا أن الحديث في مثل هذه القضايا في مثل هذا الوقت يجب أن يكون بميزان حساس .. ميزان يفقده أغلب الإعلاميين الرياضيين بسبب تحكم الهوى والانتماء في تسعة وتسعين وتسعة من عشرة منهم .. لذلك كان من الأفضل حالة الصمت الجماعي .
لكن الفشل الذي لا يغتفر ، ولا يمكن أن تمتلك استوديو إعلاميًا وطاقم من الإعداد ، ولا تقدم مادة إعلامية من تقارير لأفلام وثائقية قصيرة في قمة القرن ، للحصول على أرشيف جديد خاص بالأهلي والزمالك ، بالأخص إذا كان الناديين يمتلكان تراثًا من الصور والكواليس والحكايات التي لم يخطر على بال إعلامي سابق أو حالي التطرق إليها ، لذا كان من المطلوب مجهودًا إعلاميًا على مستوى الإعداد وصناعة الماتريال الخاصة بمثل هذا الحدث الضخم الذي لم وأعتقد لن يتكرر إلا كل قرن مرة واحدة فقط ، وسيكون التراث الإعلامي عن هذه المباراة هو الوثيقة الوحيدة التي ستستخدمها الأجيال القادمة لتذكر هذا الحدث .
آفة المساحات
هناك رجل ما ، فقير الموهبة ، يدير مشهد الإعلام الرياضي في مصر ، غير قادر على أن يفرق بين المحتوى الذي يثير التعصب ، والمحتوى الذي يثير الإعجاب .. ويكتمل المشهد العبثي بإعلاميين بمدرسة قديمة عفا الزمان عليها ، مدرسة الستينات ، لا جديد ، يمكنني أن أقرأ لنجيب المستكاوي كما أقرأ الآن .. يمكنني أن أشاهد الكورة في الملعب ، أو استاد النيل ، من الأرشيف كما أشاهد اليوم معظم البرامج .. وأعتقد أنها آفة الإعلاميين اليوم هو حجة البليد ، التحجج بالحساسيات بين الناديين لا يمنع الإعلامي أن يحرر محتوى يليق بالناديين والإعلامي الرياضي المصري الذي جفت منابع مواهبه ، وأصبحت الحكاية قص ولصق ونسخ من نسخ ، وكلام تراه على قناة ، فتجده على الأخرى ، وإعلامي ينشر التعصب بلا حرفية ، وإعلامي ينشر التعصب المضاد بنفس الدرجة من فقر الموهبة .
صفر كبير أحرزه الإعلام الرياضي المصري في أفضل فترة يمكنه العودة فيها كرائد الإعلام العربي ، ولكننا أمام فرصة كبيرة للتغطية ما بعد المباراة .. سنرى !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال