الفنان المجهول “روبرت بانكسي”.. أخفى شخصيته فكشفته رسوماته
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الثورة على الظلم لا يجب أن تكون بتلك الصورة التقليدية التي نراها دائمًا، الرفض ثورة، والغضب ثورة، وقول الحق ثورة، والفن أيضًا صورة من صور الثورة، التي استخدمها “روبرت بانكسي”، ليعلن عن غضبه ورفضه لكل ما هو ظالم للإنسان، استخدم موهبته في الرسم الجرافيتي وجاءت أراءه الصريحة في قضايا سياسية وأخلاقية كبرى، والتي جعلت منه أشهر فنان مجهول في العالم، حيث كان يتعمد دائمًا أن يخفي شخصيته، فلا يوجد أحد يعرف شكله أبدًا، ولكن رغم جهلنا بلون بشرته، وبمواصفاته الجسدية، إلا أن اللوحات التي يتركها لنا، دائمًا ما تتحدث وتظهر مدى روعة صفاته الإنسانية.
روبرت بانكسي
لا تتواجد معلومات شخصية عن روبرت بانكسي كثيرًا، ولكن عُرف عنه أنه وُلد في عام 1974م بمدينة بريستول البريطانية، وجاءت شهرته مع ظهور رسوماته المميزة في عام 2003م، على جدران الحوائط في عدة أماكن مناطق متفرقة من مثل موطنه الأصلي بريستول، ولندن، وغزة.
وما يميز رسومات بانكسي عن أي فنان جرافيتي مثله، أنها تقوم بمناقشة قضايا سياسية وأخلاقية عالمية وشائكة، يخشى الكثيرون مجرد التفكير فيها، زادت التساؤلات حوله بعدما فاز بجائزة أعظم فنان يعيش في بريطانيا عام 2007م، والتي تشرف عليها قناة “ITV” البريطانية، ولكنه لم يحضر لاستلام جائزته، مما أثار الفضول حوله أكثر.
إقرأ أيضًا… الفنون التشكيلية في مصر بين ابداع الماضي والسخرية في الحاضر
ذاع صيته أكثر بعد ذلك، عندما قام بتأليف قصة فيلم عُرض للعالم بأجمعه فيلم “Exit Through the Gift Shop” والذي كان من أشهر أفلام السينما العالمية وقت عرضه عام 2010م، حيث تدور أحداثه حول حياة “تييري جوتا”، المهاجر الفرنسي الذي يعيش في لوس أنجلوس، وعن هوسه بفن الجرافيت، ويقوم الفيلم بتوثيق لقطات ولحظات هامة في حياة تييري، منذ بداية انطلاقته، وصولًا لشهرته في جميع أنحاء العالم، وتعريف الناس له بفنان الشارع، الفيلم زاد من التساؤلات حول روبرت بانكسي ذلك الشخص الملهم، ولماذا يصر على إخفاء شخصيته؟.
أعمال بانكسي تتحدث عنه
يمتاز بانكسي بأنامل سحرية، يمكنها تحويل الجدار المكسور الكئيب، إلى لوحة فنية عظيمة، تتحدث معك عندما تنظر إليها، ويختار بانكسي الصور والرسومات الشهيرة، ويقوم بدمجها مع شعارات أو صور أخرى تعبر عن رمز سياسي، أو الحروب، أو قضايا أخلاقية وهكذا، ومن أهم أعماله، الدُمي التي ترتدي ملابس سجن جوانتانامو، والتي تتواجد حاليًا في مدينة ديزني لاند بكاليفورنيا.
كما قام برسم نسخة من لوحة الموناليزا، ولكنها بوجه ضاحك، وتتواجد الآن بداخل متحف اللوفر في باريس بفرنسا، بالإضافة إلى براعته في فن التركيب والتشكيل، حيث أبدع في بناء العمل الفني “حديقة الأرض الكئيبة” والتي تتواجد في ديزني لاند أيضًا.
كذلك اشتهر بانكسي بأعماله ورسوماته التي انتشرت على جدران الأراضي الفلسطينية، والتي أظهرت بوضوح موقفه من الصراع العربي- الإسرائيلي، ورفضه لممارسات وتجاوزات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
قام بانكسي أيضًا برسم العديد من اللوحات التي تتحدث عن قضايا اللجوء، وبما أنه نفسه كان لاجئًا، فقد جاءت رسوماته وكأنها تتحدث دون كلام، وترى نفسك من خلال صورة على حائط تعيش معاناة اللاجئ بمجرد النظر لرسمته.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال