من الذي يسيء للأثار المصرية .. جلسة تصوير أم الإهمال؟ .. نحن نجيب

أثارت جلسة الفوتوسيشن للشابة سلمى الشيمي أمام هرم زوسر المدرج بمنطقة سقارة الأثرية جدلاً كبيرًا انتهى بإحالتها إلى النيابة.

جملة بيان الأعلى للآثار والرد عليها

نشرت وزارة السياحة والآثار بيانًا عبر الأمانة العامة للمجلس الأعلى للآثار، لكن كان لافتًا جملة ذكرها الدكتور مصطفى وزيري حيث قال “يؤكد المجلس على حرص وزارة السياحة والآثار الدائم على الحفاظ على الأماكن الأثرية وتاريخ الحضارة المصرية القديمة، وأن أي شخص يثبت تقصيره في حق الآثار والحضارة المصرية سيتم معاقبته، بعد نتيجة تحقيقات النيابة في واقعة التصوير”.

وزارة السياحة والآثار والحرص البين بين

وقعت مبالغة شديدة في قضية سلمى الشيمي لكنها فتحت تساؤلاً حول حرص وزارة السياحة والآثار في حق الآثار المصرية، فهناك أماكن سياحية وآثرية تعج بالإهمال وكانت الحجة أن تلك الآثار ليست ضمن عمل وزارة السياحة وقد زال هذا الرد بعد ضم الوزارتين في ديسمبر الماضي، أو أن الآثار ـ في حال كونها مساجد ـ من مسؤولية وزارة الأوقاف لا الآثار.

صور الإهمال في المنشآت الأثرية .. الشباب حاضر والوزارة غائبة

لعل الإهمال الذي يشهده القطاع الأثري كان سببًا رئيسيًا لقيام 500 شاب بتأسيس مبادرة سيرة القاهرة للحفاظ على تراث العاصمة، بهدف الترويج لزيارة الأماكن السياحية الإسلامية بالمناطق القديمة والتي تعاني من الإهمال مثل خانقاه الأمير تنكزبغا وقبة الحصواتي، سبيل حسن أغا أرزنكان، سيرة القاهرة للحفاظ على تراث العاصمة.

مقابر الشاطبي .. المياه الجوفية تلاحق التاريخ

في محافظة الإسكندرية تقع مقابر الشاطبي الأثرية وهي حاليًا مهددة بالانهيار بحسب استغاثة بعض الأثريين حيث تتعرض لنوات شتوية سنوية وتحاصرها المياه الجوفية من الأسفل مما ساعد على انتشار الرطوبة والفطريات بها، كما أن زيادة منسوب المياه الجوفية يعرض النقوش والزخارف التي تزينها للإنطماس وفقدان أشكالها الجمالية‏.‏

المسافر خانة في درب الطبلاوي في قصر الشوق

في شارع قصر الشوق بمنطقة الجمالية يقصر قصر المسافر خانة الذي أسسه محمود محرم الفيومي سنة 1779 م ويقع بين درب المسمط ودرب الطبلاوي بحى الجمالية وكان لهذه الدار أهمية لا تنكر في تاريخ القاهرة، تقع في درب الطبلاوي المتفرع من شارع الجمالية، وقد تعرض قصر المسافر خانة (دار الضيافة) لحريق هائل أدى إلى تدمير معظم معالمه في 22 أكتوبر 1998 م وحتى الآثار فإن القمامة تحوم حول المسافر خانة.

نداء لم يسمعه أحد

لا يمكن التقليل من الجهد الأثري الذي قامت به وزارة السياحة والآثار خلال السنوات القليلة الماضية من عمليات الترميم والتنظيف والاكتشافات ونحو هذا، لكن هذا ليس معناه أن كل آثار مصر في السليم ولا تتعرض للإهمال.

إقرأ أيضا

دفن رأس الحسين في المدينة المنورة “حدث تاريخي لم يحدث لهذا السبب”

اقرأ أيضًا
الآثار المصرية تتعرض للتخريب في متاحف برلين وألمانيا تتكتم الأمير

الآثار في مصر ليست فقط آثار مصر القديمة وليست متاحف، هناك مساجد وأسبلة وأضرحة ووكالات ينتشر فيها الإهمال والإشكال ليس في عدم الإحساس بالإهمال لكن عدم الإقتناع أنها آثار.

اقرأ أيضًا
افتتاح الرئيس السيسي لمتحف المركبات الملكية .. أشياء تاريخية تغافلتها المواقع

في سبتمبر الماضي وجه عدد من المهتمين بالآثار والسياحة في مصر نداءًا للوزارة عبر صفحة القاهرة التاريخية فيه اقتراحًا بشأن المباني الأثرية المغلقة التي انتهى ترميمها وتم إغلاقها حتى طالتها يد الإهمال أيضًا، وكان نص الاقتراح “ما المانع أن المباني الأثرية مثل الأسبلة والوكالات والأحواض يتم العمل عليها بالشراكة بين الآثار ووزارة الثقافة والربح يكون بالنصف  فقط، ويستغل في فاعليات ثقافية وتربوية وتنمية العقول بدل من الغلق الدائم، ما المانع من إعطاء الفرصة لجمعيات ثقافية تنشط هذه الأماكن من فاعليات ومسارح تغذى العقول بدلاً من إغلاق المبانى وسحبها وفض الاشتباك بينها و بين وزارة الأوقاف”.