جارة السيد البدوي.. أيادي شقيانة تُطارد بسبب تجميل مدينة طنطا
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
متى يا كرام الحي عيني تراكم.. بمزيج من الحزن والألم تجلس جارة السيد البدو ي “الحاجة آمال” صاحبة الـ 64 عاما بجوار مسجد السيد البدوي بمدينة طنطا، يخط الزمن خطوطه على كفوف يدها التي ذاقت من العمل و ذاقت من مرار الأيام ما يكفي.
اكسسوارات الغلابة
تبيع” الحاجة آمال” لعب الأطفال و الإكسوارات المصنوعة من البلاستيك الرخيص تناسب تلك الفئة الكادحة من العامة الزائرين لمقام شيخ العرب السيد البدوي، يعطونها هدايا لزويهم، يرسمون البسمة على وجوههم بتلك الأشياء البسيطة فيما تُعرف بـ” اكسسوارات الغلابة” كما تبيع ” الحاجة آمال” البخور.. ذلك البخور الذي تضع به خلطة سحرية تفقع عين الحسود كما تقول.
تفرش “الحاجة آمال” بضاعتها من السادسة صباحا منذ أكثر من 50 عاما.. كل يوم وعلى مدار النصف قرن لم تنقطع يوما واحد من هذا المكان، فهو مصدر رزقها الوحيد ..تنهي يومها ببضع جنيهات يسد بها ما تحتاجه هي وأسرتها.
ورثت الفرشة عن أمي
ومن هذه« الفرشة» التي ورثتها عن أمها ربت “الحاجة آمال ” أولادها الخامسة، و أصبحوا رجالا كل واحد منهم مسؤول عن أسرته، وتركوها كما هي في هذه الساحة المباركة كما يعتقدون.
وبذكر أبنائها بدأت عيونها تلمع بدمعات محبوسة، وتقول« كل واحد من أولادي مسؤول عن أسرته، مسؤول عن أطفال وعندهم التزمات وأقساط لابد أن يدفعوها، وأنا لن أطلب منهم شيء أبدا، فدعواتي تصاحبهم في أي مكان».
لم تستطع ” الحاجة آمال” أن تصمد كثيرا، فبكت بكاء شديدا، وهي تتحدث عن زوجها الذي يعاني من عجز شديد، وأمراض أشد، تقول« لن أستطيع أن اوفر كل مصاريف العلاج الأزمة لزوجي فهو يغسل الكلى وأيضا مريض قلب ».
سقطى منزلي وسقطنا بجواره
وتواصل بدمعات تملؤها الأسى وضيق الحال، “في الشتاء انهدم منزلنا ، و كان الشارع هو مأونا الوحيد ، لكن أهل الخير ساعدوني أنا وزوجي في بناء جدران البيت، بتنا أكثر من أسبوع في هذا البرد أنا وزوجي بدون في البيت بدون سقف نتحامى في جدار البيت إلا أن جمعت حق غصون الخشب والبوص من الفرشة لبناء هذا السقف” .
دخلي الوحيد هو الفرشة لا أملك معاش لا أملك أي شيء لا أملك قطعت أرض وتضيف ساخرة ولا أملك عمارة.. لا أملك. سوى فرشتي التي اتسند عليها، قدمت اوراقي في الشؤون الاجتماعية وتم رفض أوراقي وأنا وزوجي في حاجة لأي شيء يسند الزير حسب قولها .
نداء لمحافظ الغربية
وفي النهاية هذه بضاعتي التي اتحصل منها على قوت يومي، ولدي سر للمهنة فأن أصنع بخوري من خليط به السحر يفقع عين الحسود، فيتكون بخوري من أعواد البخور ، و المستكة والشبة التي تنظر لعين الحاسد فتأخذ منها الحسد، وأخيرا وجهت الحاجة آمال رسالة لـ محافظ الغربية وتقول« متشلناش من مكانة هنا بقالنا أكتر من 50 سنة، لو عايز تجمل السيد البدوي و فرلنا مكان بديل علشان نقدر نعيش” .. ومتى أمر على الأبواب من غير حاجة لعلي أراكم أو أرى من يراكم .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال