“الرفاعية والثعابين” تراث صعيدي قديم فما علاقته بأتباع الطريقة الصوفية
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
الرفاعية هي إحدى الطرق الصوفية في مصر وأتباعها منتشرين في جميع أنحاء الجمهورية وفي العراق وبلاد الشام والمغرب وتونس والجزائر.
سيدي الرفاعي
تنتسب هذه الطريقة إلى العارف بالله السيد أحمد الرفاعي، صاحب الطريقة الرفاعية، وهو منسوب إلى بني رفاعة قبيلة من العرب وسكن قرية أم عبيدة بأرض البطائح إلى أن مات كما صرح بذلك الشعراني في طبقاته.
اقرأ أيضًا
رؤية النبي في اليقظة .. نظرة الصوفية إلى المستحيل العقلي بشكل شرعي
ولد سنة 500 من الهجرة، وتخرج بصحبته جماعة كثيرة من المريدين من أهل البطائح وألف السيد أحمد الرفاعي كتاب البرهان المؤيد وفيه ما يدل على صلاحه وتقواه بخلاف ما يشيعه عنه أعداءه من السلفية المعاصرة الذين يكفرونه ويرمونه بكل نقيصة كعادتهم مع أئمة الصوفية.
ومما جاء في الكتاب “أي سادة كونوا مع الشرع في آدابكم كلها ظاهرا وباطنا ، أي سادة: منكم الفقهاء والعلماء أيضا ولكم مجالس وعظ ودروس تقرؤونها وأحكام شرعية تذكرونها وتعلمونها الناس ، بذلك نفسي ولم أترك طريقا إلا سلكته وعرفت صحته بصدق النية والمجاهدة فلم أجد أقرب وأوضح وأحب من العمل بالسنة المحمدية والتخلق بخلق أهل الذل والانكسار والحيرة والافتقار،وكان يقول : الصدقة أفضل من العبادات البدنية والنوافل” .
من كراماته التي اشتهر بها السيد أحمد الرفاعي : أنه زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنشد أمام القبر يقول : في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي، وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي؛ فخرجت يد النبي صلى الله عليه وسلم من القبر الشريف وقبلها! وأنكر هذه الكرامة السلفية المعاصرة ، ولكن قصة الكرامة مشهورة في كتب التراث فقد ذكرها الإمام السيوطي والأمام الشعراني والإمام عز الدين الفاروقي في كتاب إرشاد المسلمين
علاقة الرفاعية بالثعابين
«أقسمت عليك يا ساكن المكان حية أو عقرب أو ثعبان، أن تأتى زاحفًا بأمر المنان، تخالف تموت بإذن الحى الذى لا يموت».
هكذا يرددون الرفاعية هذا القسم وتوارثوه جيلا عن جيل وهي كلمات يتلوها «الرفاعي» على الثعابين لتخرج له من جحورها مسالمة، فيعطيها الرفاعى الأمان ولا يؤذيها، كما أعطته الأمان واستجابت لندائه الذى يسمى «قسم الرفاعي أو العزيمة»؛ لكن من أين نشأ؟
كما ذكرنا أن الإمام أحمد الرفاعي كان رجلاً من الصالحين وكان كثيراً ما يخلو يتعبد في الجبال والبراري ومن المعروف أن هذه المناطق تسكنها الحيات والعقارب ، فكانت من كراماته كما ـ نقلها مريدوه ـ أن يدعوا الله بأدعية مما يحفظ أو مما يجريها الله على لسانه ويسميها الصوفية بالأحزاب ثم يقسم على الحيات التي في المكان أن لا تؤذيه فتعيش معه مسالمة ، فيعبد الله وهو آمن مطمئن، وفي الحديث في صحيح البخاري “وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه”.
وتوارث مريديه هذه الأدعية وهذا الحال من شيخهم الأكبر فمنهم من يقوم بترويض الحيات والأفاعي كرامة له لأنه رجل صالح ويجتهد في العبادة ، ومنهم من يقوم بترويضها بسبب تدريبات خاصة قام بها الشخص نفسه ويدعى أنها كرامة فمعيار معرفة هذا الأمر كرامة من عند الله أو غيره يكمن في الشخص نفسه فلو كان رجلاً صالحاً محافظاً على السنن والفرائض يجتنب المحرمات فلا شك أن حدوث هذا الأمر له هو كرامة من عند الله ، أما إذا كان رجلاً يتكسب من هذا الأمر ويتخذه مهنة له ودعاية لشخصه فهذا الرجل لا شك تدرب على هذا الأمر كثيراً واعتاد ذلك وأصبح مروض للحيات والعقارب كما أن “الحلو” كان مروضاً للأسود وهي أخطر من العقارب والحيات ، وكثيراً ما نرى فيديوهات لبعض الأشخاص الذين يقومون باصطياد الأفاعي السامة وتربيتهم وقد يكونوا ملحدين أصلاً.
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد