“فرجينيا وولف” كانت تطمح لإيقاظ ضمائر الشعوب ولكن قتلتها الحرب العالمية الثانية
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مُحبي القراءة والأدب هم أكثر الناس معرفة بالروائية الإنجليزية ” فرجينيا وولف” تلك العبقرية التي كتبت أسمها على جُدران التاريخ بأحرف من ذهب، واشتهرت روايتها بأنها تعتمد على إيقاظ الضمير الإنساني مما جعلها واحدة من أهم الأدباء في القرن العشرين.
حياتها ونشأتها
وُلدت ” أديلين فيرجينيا ستيفن” في 25 يناير عام 1882م في لندن بإنجلترا، ولقد ورثت موهبة الكتابة والثقافة من والدها حيث أنه كان مؤرخًا مرموقًا، وناقد، وكاتب ماهر، كما كان متسلق جبال، و ليس هذا فقط بل كان أيضًا المحرر المؤسس لمُعجم السير الوطنية، أما بالنسبة إلى والدتها فكانت سيدة باهرة الجمال والأنوثة وهذا يرجع إلى أصولها حيث أنها وُلدت في الهند البريطانية، وكان لفرجينيا وولف العديد من الأخوة الغير أشقاء، ولكن فرجينيا عاشت مع أسرة مترابطة ومُثقفة حيث أن والديها كان لديهم اهتمام كبير بالثقافة، مما كان له دور أساسي في مستقبل فرجينيا.
مسيرتها المهنية
بدأت فرجينيا مسيرتها في الكتابة من خلال كتابة المقالات وكتابة بعض الروايات التقليدية، فكان من أولى رواياتها رواية “الليل والنهار” التي كتبتها في عام 1919م، ولكنها فيما بعد اتخذت المنهج المعروف بمجرى الوعي أو تيار الشعور، حيث كانت تهتم جدًا من خلال روايتها على إيقاظ الجانب الإنساني، ومن أشهر رواياتها التي كتبتها بهذا الأسلوب رواية “السيدة دالواي” التي لاقت نجاحًا كبيرًا، كما أنه تم إنتاجها مرة أخرى، وقُدمت كفيلم سينمائي في عام 1997م، وأيضًا رواية “الأمواج” التي كتبتها في عام 1931م، كما أنها قامت بكتابة روايات أخرى ذات طابع تعبيري مثل رواية “أورلاندو” التي صدرت في عام 1928م، وأيضًا رواية “لأعوام” التي تم إصدارها في عام 1937م، وأيضًا رواية “بين الفصول” التي صدرت عام 1941م، كما أنها عملت مثل والدها بالنقد ومن أشهر كتبها النقدية “القارئ العادي” التي صدرت في عام 1925م، و”موت الفراشة”، وكتبت أيضًا العديد من القصص القصيرة.
إقرأ أيضًا…انتحار نجل أحد علماء الأزهر لأن الزمالك خسر الدوري قصة حادثة هزت مصر سنة
وفاتها
كانت نهاية ” فرجينيا وولف” مأساوية جدًا حيث أنها كانت مصابة بالعديد من حالات الاكتئاب، ومن الصدمات التي أثرت على حياتها موت صديقها ” روجر فراي”، ولذلك قامت بكتابة سيرته الذاتية، وزادت حالتها سوءًا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتدمير منزلها في لندن، و أصبحت عاجزة تمامًا عن الكتابة، وحالتها أصبحت أكثر من سيئة، وفي يوم 28 مارس عام 1941م، قامت ” فرجينيا وولف ” بارتداء معطفها وملأته بالحجارة، وأغرقت نفسها في نهر ” أوس” القريب من منزلها، ووجد زوجها رسالة متروكة له منها تخبره فيها أسباب انتحارها، قائلة: “عزيزي، أنا على يقين بأنني سأجن، ولا أظن بأننا قادرون على الخوض في تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، كما لا أظن أننى سأتعافى هذه المرة، لقد بدأت أسمع أصواتًا، وفقدت قدرتي على التركيز، لذا سأفعل ما أراه مناسبًا، لقد أشعرتني بسعادة عظيمة ولا أظن أن أي أحد قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الاثنين سوية إلى أن حل بي هذا المرض الفظيع، لست قادرة على المقاومة بعد الآن وأعلم أننى أفسد حياتك وبدوني ستحظى بحياة أفضل، أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ، كل ما أريد قوله هو أننى أدين لك بسعادتي، لقد كنت جيدًا لي وصبورًا على، والجميع يعلم ذلك، لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذني فسيكون ذلك أنت، فقدت كل شيء عدا يقيني بأنك شخص جيد، لا أستطيع المضي في تخريب حياتك ولا أظن أن أحد شعر بالسعادة كما شعرنا بها”.
وفي يوم 18 أبريل عام 1941م، تم العثور على جسد ” وولف” و قام زوجها بدفن رفاتها في حديقة ” مونكس هاوس” في رودميل ساسيكس.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال